في ظل الأحداث المتلاحقة
مبادرات المصريين ..ضـوءفى نهاية النفق
كتبت :نجلاء ابوزيد
" رايحين على فين نهاية النفق المظلم اللي دخلناه، امتى؟ " عبارات تتردد على ألسنة الجميع، فكلنا نعيش حالة من الإحباط والخوف والترقب لما يحمله الغد لنا بين مظاهرات لا تتوقف ونزيف دماء لا يزل يغرق شوارعنا من محافظة لأخرى وحوار لا يكتمل واقتصاد يترنح ..
فى محاوله منا للبحث عن ضوء في نهاية النفق توجهنا للناس، لنسألهم كيف يمكن اجتياز هذا النفق ؟ وهل لا يزال هناك أمل في غد مشرق؟>>
عن ذلك تحدثت د. مها فكري - أخصائية تحاليل طبية- قائلة : إحساسي باليأس في تزايد ، فمنذ بداية الثورة حتى الآن ونحن نقنع أنفسنا أننا أوشكنا الخروج من النفق ، لكن دائما نرى العكس وأنا كمواطنة عادية أحمل المسئولية للجميع ، النخبة والسلطة .. الكل مصر على رأيه لا يتنازل من أجل أن يسير البلد للأمام وطالما استمر الحال هكذا فلن نرى الضوء ، ولنا الله فلا أحد يفكر في البسطاء الكل يبحث عن مكاسبه وسنغرق جميعا
هدنة حرب
طارق عبد الله - محام - يرى أن البلد كله يحتاج فترة هدوء وأن نعطى أنفسنا هدنة ، بحيث يعيد الرئيس التفكير في مواقفه وتعيد المعارضة ترتيب أورقها ، فتلاحق الأحداث لا يعطى أحداً فرصة التفكير وهذا يدفع الجميع لسلسلة من الأخطاء المتلاحقة ، فالبلد لن يحتمل والناس تعبت ، لذا أرجو هدنة وكأننا نواجه عدو غريب فليهدأ الجميع ثم يقدم كل منهم طلباته للآخر.
محمود قطب - مدير عام بإحدى الهيئات الرقابية - يرى أن هناك تعمداً واضحاً من البعض لاستمرار هذه الحالة من الفوضى والظلام الحالك لأن المستفيدين من هذه الحالة كثر، وبالرغم من اتفاقي مع الكثير من مطالب الثورة ومخاوف الثوار من الأخونة إلا أن البلد ككل في خطر أكبر من خطر الأخوان ويجب أن يدركوا ذلك حتى لا يضيع البلد ، ونحن نحاول حمايته من الأخونة وأعتقد أنه على الرئيس أن يشعر المواطن العادي أنه موجود وأنه يتفهم احتياجاته ، فالناس قلقة ومسئولية الرئيس أن يشعرهم بالاطمئنان وإذا حدث ذلك سيكون هناك أمل في غد أفضل
د. حمدي عبد العظيم - أستاذ الاقتصاد - يرى أن حالة الإحباط واليأس والإحساس بعدم الأمل سببه الأساسي المعاناة الاقتصادية التي يعيشها المواطنين في مختلف المستويات الاقتصادية فالمواطن العادي لا تشغله السياسة ولا يفرق معه من يحكم ، لكن يفرق معه الأسعار ، البطالة ، الاحتياجات الأساسية التي يعاني من أجل الحصول عليها ، وإذا أدرك النظام ذلك جيدا فعليه تهدئة الأوضاع ليسمح بدخول استثمارات جديدة وأعتقد أنه على الجميع الجلوس على مائدة الحوار للخروج من الأزمة الاقتصادية ثم التحاور بشأن الموضوعات السياسية المختلفة
سميحة الغنيمي - مخرجة أفلام تسجيلية - تؤكد أنها لا تفقد الأمل أبدا ودائما ترى أن هناك ضوءً في نهاية النفق ورغم صعوبة المرحلة إلا أنها ترى أن الأمل في الشباب وترى وجوب أن نستمع جيدا لمطالبهم لأن ما بداخلهم من طاقة وحب للبلد يمكن استغلاله بشكل جيد إن أعطيناهم الفرصة ، وتضيف : إن الظلمة الشديدة التي تعيشها مصر الآن تنبىء أن النور قادم
مسئولية الرئيس
د. حمدية زهران - أستاذة الاقتصاد وعضوة المجالس القومية المتخصصة - ترى أنه على الرئيس إيقاف كل المظاهرات أيا كان أسبابها لأن البلد على وشك الانهيار ومسئوليته كرئيس أن يوقف نزيف الدم والفوضى ، وأكدت أن المظاهرات منذ أيام الملك فاروق لم تشهد فوضى مثل التي تشهدها الآن ، فالشارع في حالة فوضى وعدم انضباط والكل خائف على حياته وأيا كانت أسباب المظاهرات يجب إيقافها لفترة ليهدأ الجميع ويطمئن المستثمر وتعود الاستثمارات للبلد ، فالمصانع والشركات تغلق والعمال يعانون البطالة وكل هؤلاء يخرجون في مظاهرات لذلك على الرئيس حماية البلد قبل أن تضيع ويكون هو المسئول
الكفاءات بلا انتماءات
عفت عبد العاطي - رئيس شعبة السيارات بغرفة التجارة بالقاهرة - يرى أن البلد في نفق شديد الظلام وطريق الخروج يبدأ بمواجهة المسئولين عن البلد لأنفسهم والاستعانة بالخبرات في كل المجالات والتوقف عن الاستعانة بأهل الثقة حتى يحسنوا إدارة البلاد بدلا من الوضع الحالي الذي تسبب في أزمات للرئاسة والبلد كله ، فالبلد في حاجة لقيادات حقيقية والتوقف عن أخونة الدولة لأن هذا يضر الجميع ، فالبلد يحتاج من يجيد الإدارة ، وأعتقد أن الرئيس إذا أعاد حساباته وتحدث مع الشعب وأحسن اختيار معاونيه سينصلح حال البلد ، فالوضع خطير لكن ولم يفت الوقت بعد، فنحن نريد الرئيس أن يستمر لكن يجب ألا يعاند فيما يراه الجميع خطأ ، فالبلد إن غرق سيغرق الجميع والاعتراف بالخطأ وتصويبه شىء محترم لن يقلل من شأن الرئيس
الثورة مستمرة
أما الكاتبة فريدة النقاش فترى أن طاقه النور ستأتي من الشباب الذي يشعر حاليا أن الثورة سرقت وأن عليه إكمال الثورة وبالرغم من فداحة الثمن لكن لابد منه ، لأن الشباب لم يقم بثورة لإعادة النظام الديكتاتوري فما يحدث الآن من النظام خذل الثوريين والمصابين والشهداء ، وعلى النظام من وجهة نظري أن يعيد حساباته ويلتزم بمبادىء الثورة وإلا سيكون مصيره مصير النظام السابق ، كذلك أرى ضرورة مراجعة سياساته الاقتصادية والسياسية التي أوصلتنا لما نحن عليه ، وأن يحاول أن يستمع للآخر لان البلد لن يحتمل الإقصاء الحالي
الرئيس والشباب
محمد فهيم - باحث سياسي - يقترح للخروج من الأزمة أن يستمع الرئيس بنفسه للشباب ، أن يعترف أن هناك مشكلة حقيقية وأن من يقنعونه بعكس ذلك يضرون البلد ويزيدون الأزمة اشتعالا ، ويؤكد إن علاج الأزمة يبدأ من اقتناع الرئيس أن الوقت الحالي ليس وقت تمكين فصيل ما ، لكن وقت تعاون حقيقي ، كذلك على الأطراف السياسية أن تجلس على مائدة الحوار لتعطيه الفرصة تصحيح الأخطاء فالأمور الاقتصادية تتأزم والمواطن البسيط يحمل الجميع المسئولية ، لأنه لا يعنيه السياسة بصراعاتها لكن تعنيه لقمة العيش ، لذا فهذا وقت التنازل من الجميع لنجتاز النفق
بصيص نور
د.على ليله - أستاذ علم الاجتماع السياسي - يرى أن المبادرات المختلفة للمواطنين العاديين تعنى أن هناك أملاً وأن الناس لا تزال تعيش الحراك السياسي ولا تزال تفكر في حلول ، وهذا مدعاة للتفاؤل رغم الظلمة الشديدة التي نعيش فيها جميعا ويضيف قائلا: المتابع جيدا للأوضاع المصرية يرى أن مصر دولة مستهدفة ويجب إخضاعها من قبل الدول الكبرى ودائما يسعون للسيطرة على النظام الذي يحكم في مصر وهى تدعم النظام الذي تراه متحكما في الشارع ، لذا على الشارع أن يثبت أنه لم يعد من السهل إجباره واستكمال الثورة رسالة للخارج قبل الداخل حتى يدرك أن هذا الشعب له رأى وأنه أيا كانت التنازلات التي يقدمها النظام فهو لن يلتزم بها وعلى الشعب أن يستوعب صعوبة المرحلة لآن استمرار الحراك مع ما فيه من نزيف هو الأمل والطريق الوحيد للخروج من النفق المظلم لآن الرضا بالأمر الواقع لن يحقق سوى خسائر على كل المستويات لكن عندما يتفق الحاكم والشعب على الأسلوب الأمثل فهذا هو النجاح الحقيقي ونحن جميعا ندفع ثمن الحرية الدائمة والخروج من براثن سيطرة الغرب
ساحة النقاش