كتبت : ايمان حمزة
بين الأسبوع الأخير من شهر مارس والأسبوع الأول من شهر إبريل نحتفل دائما بأعياد أجمل المشاعر الإنسانية بين الاحتفالات بأعياد الأم ..وهي كنز الحنان والحب والرعاية والتضحية التي لا تنتهي مادام قلبها ينبض بالحياة من أجل أبنائها ..لتضرب أروع المشاعر الإنسانية في التفاني والعطاء رغم كل ماتواجهه من تعب وألم ومعاناة لتحولها إلي أمل وحياة تدب قوية بداخل كل ابن وبنت من فلذات كبدها ..من أجل ذلك فتحت لها أبواب الجن لتكون تحت أقدامها وعد من المولى عز وجل ولأبنائها ممن يجاهدون فى سبيل الله بحسن رعاية أمهاتهم وآبائهم والوفاء والعرفان لهما وخصوصا فى الكبر عندما يشتد الاحتياج للأبن فلتكن دعوة تبدأ ولا تنتهى من خلال هذه الأيام إلى كل أيام العام والعملر..لننعم برضائهما ورضا الخالق القدير على أن يبارك حياتنا وأبناءنا.. ومن أجل اليتيم أيضا ورعايته وحسن معاملته والحفاظ على حقوقه وأولها الحق فى الحياة الكريمة فكانت الدعوة الربانية لعباده جميعا "فأما اليتيم فلا تقهر"الصريحة فى الآيات القرآنية..فما أحوجنا أن نتذكرها لتكون دعوة نطلقها مع يوم اليتيم أو عيد اليتيم الذي يأتي موعده مع مولد رسول الهدي عليه أفضل الصلاة والسلام والذي تزامن مع الجمعة الأولي من شهر إبريل في التقويم الميلادي ليتوافق في يوم 12 ربيع الأول في التقويم الهجري مولد النبي الذي اصطفاه المولي ليكون مبعوث الر حمة وخاتم الأنبياء للرسالات السماوية ..وبشر به قبل مولده بالكتب السماوية ليأتي للدنيا يتيم الأب حيث مات والده عبد الله ولحقت به أمه آمنة قبل أن يبلغ السادسة من عمره ..فكفله جده عبد المطلب وظل يحنو عليه ليعوضه مرار اليتم ..وبعثه ربه ليكون لنا جميعا متما لمكارم الأخلاق ..فدعانا رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم بإكرام اليتيم وأن ندخل الفرحة إلي قلب طفل يتيم .وأن نأخذ بيده لنعينه علي الحياة الكريمة بعيدا عن المحن والضياع بعد أن حرم أمان الأب أو الأم لنأخذ بيده ليشتد عوده ويضع أقدامه علي الطريق الصحيح وبر الأمان والنجاة في الحياة ومصاعبها
وأكد علي أن إكرام اليتيم هو الطريق إلي الفوز بالجنة في الدنيا والآخرة، فكان يقول دائما "أحب بيت إلي الله بيت فيه يتيم يكرم ..وشر بيت فيه يتيم يهان" وللأسف هناك بعض ضعاف النفوس ممن قست قلوبهم وغلظت ولم تكن بها رحمة علي اليتيم فاستباحوا ماله ممن يأكلون حقوق ميراث الأبناء والبنات من الأهل ..أو من بعض المؤسسات الأهلية أو الحكومية من دار الأيتام التي ينسي البعض ممن فيها أو قائمين عليها ومن المشرفين والمشرفات والمتعاملين مع الأطفال أن يرعي الله فيهم..فيسيئون معاملتهم أو يأخذون مايأتي إليهم من تبرعات
ولكن من أجل هؤلاء ترصد الله بالعقاب الشديد كل من يعتدى علي حقوق الأيتام في الحياة الإنسانية الكريمة ومن يتعدي علي أموالهم وتبرعاتهم بالآيات القرآنية الكريمة "إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "
بل إنه جمع بين من يكذب بالدين ومن الذي يقسو علي اليتيم وجعلهم في مرتبة واحدة من العذاب والعقاب بقوله تعالي "أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض علي طعام المسكين "
فالتكن دعوة للمشاعر الإنسانية الجميلة نستعيدها بيننا من جديد وما أحوجنا إليها جميعا ولنعلمها لأبنائنا بأن يمدوا يدهم لمن يحتاج إليها في هذه الدنيا ..وليبادروا بالمشاركة في بعض من لعبه وملابسه ..أن تبسمك في وجه أخيه صدقة وأن نضرب لهم المثل والقدرة لأبنائنا بأن نكرم هؤلاء اليتامي من الأهل والأقارب والجيران والمعارف وأن نبرهم ونساهم في رعايتهم وتعليمهم وتزويجهم وإيجاد فرص عمل لهم كل بمقدرته المالية و بمجهوده وحبه وحنانه..فلمسة حانية حنونة لطفل يتيم وشىء ندخل به الفرحه إلي قلبه ونمسح به دمعة حزن ليبارك الله لنا في حياتنا وحياة أولادنا ويفك الله عنا كربنا ومصاعب الحياة ويفتح لنا أبواب الجنة في الدنيا والآخرة وهو الفوز العظيم ..وهو وعد من الله الذي أكد عليه الرسول الكريم حين قال "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي"محببا في الدعوة رعاية وكفالة اليتيم ماديا ومعنونيا لتقوي الروابط الإنسانية بيننا أبناء آدم وحواء وماأقدر الخالق علي أن يغني الناس جميعا ولكنها حكمة المولي ليحتاج الناس إلي بعضهم ويتعلمون معني الحياة الحقيقي فما الحياة لمن عاش لنفسه فقط .. فالنتكاتف جميعا لنرعى كل يتيم بينا ..لنتعاون على هذا الغلاء وعلى تزايد احتياج هؤلاء من خلال كل أفراد المجتمع والجمعيات الأهلية والحكومية مع أهل الخير من الأغنياء ولنعلم جميعا أننا بهذا التكافل والتعامل نحمى هؤلاء من أنفسهم ونساعدهم على إكمال حياتهم بشكل كريم ونحميهم من مواجهة القسوة والتشرد وعصابات الشوارع أيضا ونحمى المجتمع ككل من تحولهم إلى بلطجية والتى نراها حولنا والتى تتفجر حقدا على مجتمع لم يمد يده لهم بطوق نجاة ..فلنسارع لكل هؤلاء فهم أيضا أبناء لنا جميعا لنتقى الله فيهم .
ساحة النقاش