عز ورجب تقاسما البطولة و أقاما الحفلة
كتبت: منال عثمان
منذ وضع المخرج الراحل الكبير "كمال الشيخ" أسس سينما الأكشن أو اللون البوليسى الذى يعتمد على محاولة حل اللغز وبذل الجهد فى ربط الأحداث حتى نصل إلى الفاعل الحقيقى لهذه الأزمة التى نراها مجسدة بمهارة وحذق وشك مليء بالريبة فى كل من يتحرك أمامك على الشاشة ونحن نعشق هذا اللون السينمائى الذى لا تذهب إليه لتتمتع وتتسلى فقط بل وتفكر أيضا من الذى فعلها ؟ تسألنا مع "كمال الشيخ" فى رائعته و"فاتن حمامة" (لن أعترف) أو (على من نطلق الرصاص) والعديد من الأفلام ، وأحيانا كان يتطابق التوقع مع نهاية الفيلم وأحيانا لا.. لكن على أية حال كان لونا سينمائيا له جمهور عريض وأنزوى فترة لتبحث عنه المخرجة "ساندرا نشأت" وتقدمه بتكنيك مختلف ليتناسب مع العصر مع النجم "أحمد عز" فى أكثر من تجربة نالت نصيبها الجيد من النجاح مثل (ملاكى الإسكندرية ، والرهينة) وغيرهما..
والأفلام الأكشن تحتاج دائما إلى بعض الغموض و الحرص الدائم على عدم كشف الغطاء عن كل الشخصيات وماهيتها وموقعها من الأحداث لذا هو لون صعب فى كتابته لكن المؤلف والمنتج "وائل عبد الله" دائما ما يصبو إلى الكتابة السينمائية لأفلام الأكشن وينتجها أيضا حتى لا يحمل أحد عبء فشلها أو شهد نجاحها.. وآخر تجاربه كان فيلم (الحفلة) الذى أتصور أنه لم يشكل له عبئًا لكن أيضا لم يقطر له شهدا... فالمناخ العام الذى يعيشه الوطن كان له تأثيره لا جدال...
الحفلة
دارت أحداث الفيلم حول رجل أعمال له اسمه وسمعته تخطف زوجته دون سابق إنذار أو حتى تمهيد سينمائى يؤهلنا نحن لتقبل أمر خطفها ولعلها الزلة الأهم فى بنيان هذا السيناريو ومع ذلك لم نتوقف كثيرا أمامها لنتبين ما وراء هذا من أحداث .. وبالفعل الذى خلف هذا ترقب عالى النبرة بعد أن تولى محقق المباحث (فاروق) هذه القضية وهذا الضابط لا يعترف بالمسلمات ولا يأخذ بالظواهر .. دائما لديه شك فى كل الشخصيات المحورية فى الأحداث و أيضا يشك فى كل الأطراف المحيطة بالحادث ، وهنا أتوقف أمام فكرة جميلة أعطت لفيلم (الحفلة) نكهة خاصة بأن تسرد كل شخصية الحكاية بطريقتها ومن وجهة نظرها وهذا ما قوى الشك داخل الضابط فاروق فى كل المحيطين فدائما لديه منطقة لا يستطيع أن يتخلص منها تجعله حاذفا لنصف كلام الشخصية ويتوقف فقط أمام ما يهمه وتجد نفسك فى هذه المنطقة معه وهذا ما يحسب بالتأكيد لمخرج الفيلم "أحمد علاء" إلى أن ينتهى كل هذا اللهاث بحل اللغز والكشف عن الحقيقة بأن الزوجة خطفتها إحدى العصابات التى تتاجر بالنساء.
عز ورجب
ولعلنا من المشيدين بالنجم "أحمد عز" ونجد أنه منذ بدأ يرفض أن يغرد داخل السرب وله منطقه السينمائى الذى قليلا ما خذله ، وانفراده ببطولات سينمائية سابقة فى أفلام أكشن أو بوليسى نجح فيها جعلنا نحترم ثقته بنفسه الكبيرة أن يقاسمه البطولة أو لا نخفى حقيقة لو قلنا كان لــ"محمد رجب" نصيب الأسد منها فى هذا الدور الذى أوضح كثيرا ما يملكه "رجب" من موهبة وروعة أداء فى دور الضابط فاروق الشكاك صاحب نظرية الكل متهم حتى نعرف الحقيقة أعطى "أحمد عز" الفرصة لــ"رجب" ليصول ويجول فى دور نجده من أهم أدوار رجب منذ بدأ .. فقط نعترض على هذا الشارب الغريب فهو شكل قديم للضابط فى السينما .. الجميل أن "أحمد عز" لم يقف فى طريقه ولم يصفعه بمطالب قد تؤثر على سياق الأحداث كأن تكون عدد مشاهده مثل عدد مشاهد "رجب" لا بل اختار بذكاء أن يشارك فى فيلم جيد ولا يهم أن يكون هو الأبرز ، وهذا يذكرنا بالبطولات المشتركة لنجوم الزمن الجميل وأيضا "جومانا مراد" التى قدمت دورا جيدا ولعله سيضيف لرصيدها السينمائى بعد أكثر من دور لم يحركها قيد أنملة من مكانها.. فى حين مثلا (روبى) - ومن المفترض أنها البطلة - لم نشعر بها ولا أعرف حقيقى لماذا يطلبونها لأفلامهم ؟ وهى بعيدة كل البعد عن إجادة الأداء السينمائى ، وتذكرت تساؤل أحدهم أثناء مشاهدتنا لفيلمها السابق (الوعد) لماذا لا يقنعها أحد أن تظل فى الغناء وتحاول أن تتقدم فيه خطوات بدلا من التمثيل الذى لن تحقق فيه أى شىء ولو جندت كل من حولها لمساعدتها ؟! واشترك فى الفيلم أيضا "تامر هجرس، وسارة شاهين" فى أدوار عادية ، وتبقى نقطة أخيرة.. لماذا هذا الفيلم اسمه الحفلة ؟ فنحن لم نر أية حفلات وكان الأجدر البحث عن اسما آخر لكن لم يكن هذا سببا لهز مكانته فالحقيقة أنه فيلما جيدا فى ظروف صعبة فلو كانت الأجواء أكثر استقرارا والناس لا تتجرع الإحباط الذى يجعلها تهجر كل مباهج الحياة ومنها السينما .. لكان للحفلة شأن آخر
الفن لحطة
شاع وذاع وملأ الأسماع أن النجمة "صابرين" اعتذرت عن أكثر من عمل لتتفرغ تماما لحلمها الأكبر تجسيد شخصية السيدة"أسماء بنت أبى بكر"- رضي الله عنهما- في مسلسل تليفزيوني ضخم سيتولى إنتاجه قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري ، وكعادة أي نجم حين يتصدى لأداء شخصية بهذه الأهمية الدينية يعكف على قراءة كل شيء عنها من خلال الكتب والمراجع والموسوعات الدينية وكل ما يتعلق بها .. وقد فعلت "صابرين"هذا بالطبع حتى تكون جاهزة تماما لأداء ( أسماء )على الشاشة واستعد أيضا قطاع الإنتاج واختار المخرج "هاني إسماعيل" ليخرج العمل واختار نجومه ومنهم "محمد رياض" فى دور الابن الأكبر لأبى بكر الصديق (عبد الرحمن) شقيق (أسماء وعائشة) وغيره من النجوم ، و فجأة كل شيء توقف بقرار الأزهر الشريف بعدم الموافقة على العمل ليس اعتراضا على أي شيء سوى أن الفترة غير مناسبة .. فالعمل يتناول فترة الفتنة بين المسلمين والمكائد التي دبرت وظروف صعبة تشبه الفترة التي تمر بها مصر الآن مما قد يزيد الأجواء اشتعالا والساحة لا ينقصها مسلسلا به لمحات من كل هذا.. ونحن بالطبع نحترم قرار الأزهر الشريف ولا يمكن لأحد الأعتراض عليه ولا يمكن أيضا - حتى يأخذ العمل الموافقة الأزهرية - أن يزيفوا الفترة التي عاشت فيها (ذات النطاقين) -رضي الله عنها- لكن كل ما كنا نأمله ألا يقرر قطاع الإنتاج صرف النظر عن عمل بهذه الأهمية بقرار الأزهر.. نتمنى تأجيله لفترة لاحقة تسمح فيها الظروف بتقديم حياة السيدة أسماء - رضي الله عنها- إننا نناشده ألا يضع العمل بالأدراج ويريح باله بما أنه يتطلب جهدا ومالا ويقول إنه قرار الأزهر وليس قراره وننتظر فترة قادمة إن شاء الله تصلح لتقديمه .. فهل يستجيب قطاع الإنتاج لهذا؟
ساحة النقاش