كتبت : سكينة السادات

ى ولّى وراح.. كان الكلام فى الحب عيب!! أى والله.. وكانت شبهة الإصابة بالحب تجعل أهل البيت كله والأصدقاء والصديقات يقولون فى «تريقة».. دى باين عليها بتحب!! والنتيجة طبعاً المسارعة بنفى التهمة شكلاً وموضوعاً!

لكن فى هذا الزمن الذى تزامل فيه الشباب من الجنسين في المدارس والجامعات وفى العمل وفى كل مكان، صار الكلام عن الحب بل والسؤال عن بعض المشاعر والأفعال.. أصبح عاديا جداً!!

وأنا لا أنكر مشاعر الحب الصادق الشريف الذى يؤهل للزواج السعيد والارتباط مدى الحياة، لكننى فيما يبدو أن تقاليدي القديمة التى أصبحت فعلاً عتيقة تجعلنى أتردد كثيرا قبل أن أفتى فى مسائل الحب هذه الأيام!!

 

قارئتى الشابة الرقيقة 22 سنة التى لازالت تدرس فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى حالة حيرة شديدة ولذا جاءت تحكى لى حكايتها وهى ترجونى ألا أزجرها أو أقسو عليها لأنها فعلاً فى حالة حب جارف!!

 

قالت قارئتى سوزان.. كما ترين أنا بنت طيبة وغلبانة أعرف أننى لست فاتنة الجمال لكننى رشيقة ومقبولة ومتدينة ومتفوقة فى دراستى ومن حيث العائلة فأنا أنتمى إلى الطبقة المتوسطة إذ أن والدى يعمل موظفا فى وزارة الصحة ووالدتى تعمل فى أحد مراكز وزارة الصحة أيضاً ولى أخ وأخت متزوجان يعيشان خارج البيت فى حالة سعادة واستقرار كما أراهم وأنا الوحيدة التى مازالت مع والدى فى البيت.

وتستطرد سوزان.. تعلمت فى حياتى بفضل أبواى ألا أترك صلاة أو حتى أتأخر عن أدائها إلا للضرورة القصوي، وربما تعرفين أن هناك بعض الأسر لازالت تعيش فى الزمن القديم، زمن التقاليد والأعراف وما يجب عمله وما لا يجب وكيف تكون الفتاة «كُملَّ» «بضم الكاف وتشديد الميم» أى كاملة الصفات والمعاني!

ولا أذكر يا سيدتى أننى وأنا فى الثانوية قابلت شابا منفردة أو تحدثت إليه بل كنا بالطبع نذهب فى رحلات قصيرة فيها الشباب من الجنسين ونتحدث أحاديثاً جماعية ونمارس الرياضة ولا شئ زيادة على ذلك، وظل هذا الوضع موجوداً حتى دخلت الجامعة التحقت بكلية صعبة تدرس علومها بالإنجليزية وقررت أن أتفوق وأثبت للجميع أننى «قدها وقدود» فقد كانت تلك الكلية هى هدفى الذى أتطلع بعده أن أعمل فى السلك الدبلوماسى وأصبح سفيرة لبلادى فى الخارج!

وتستطرد سوزان .. فعلا تفوقت فى دراستى لأننى تفرغت تماماً لإجادة الإنجليزية أولا ثم دراسة المصطلحات السياسية ونطقها بالطريقة الصحيحة ولذلك فإننى أصاب بالحزن عندما جبر بعض المذيعات والمذيعين ينطقون هذه المصطلحات بطريقة خاطئة!

أعود إلى حكايتى وأرجوك أن تتحملينى ولا تغضبى منى فقد لاحظت أن زميلا فى نهائى الكلية ينظر إليّ كثيرا بل ويتعمد أن يتواجد فى الأمكنة التى أجلس فيها ولكى أعطيك صورة صادقة عنه فهو شاب «شيك جداً» يركب سيارة صغيرة لكنها من أحدث الماركات، أما عن وسامته فحدثى عنها ولا حرج!! طول بعرض شعر أسود جميل وعيون أجمل من العيون التى قالوا عنها العيون الجريئة إنه - وأقسم لك - أجمل من آلان ديلون فى زمانه وليوناردو دى كابريو فى تيتانك.. ولا أعرف كيف أحكى لك عن سحره ورقته وكلامه وحركاته ومن هنا فإن جميع البنات يعشقونه وهو يوزع السحر على الجميع بالتساوى !!

ولكن ماذا جرى بين سوزان وياسر أبو العيون الجريئة هذا ما سوف أحكيه لك الأسبوع القادم! 

المصدر: مجلة حواء-سكينة السادات

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,454,761

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز