كتبت هايدى زكى
مع التطور الهائل أصبح من الصعب السيطرة على ما يتم نشره من خلال مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة سواء من شائعات أو أفكار ومعلومات مغلوطة تضر أولادنا والوطن، ما يبرز سؤالا تردده الأمهات من وقت لآخر وهو كيف نحمى أبناءنا من مخاطر تلك المواقع وما تقدمه من محتوى قد لا يتناسب مع مراحلهم العمرية ولا تقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية؟
"حواء" حاولت الوصول إلى بعض الطرق والوسائل التى تساعد على حماية أولادنا عند استخدام الشبكة العنكبوتية ومعرفة الآباء والأمهات كيف نحميهم ونساعد على الحفاظ على وطننا الغالى من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعى.
البداية مع محمد الزينى، موظف وأب لخمسة أولاد ويقول: شجعت أولادى على الالتحاق بالأكاديمية الوطنية للتدريب لمساعدتهم على فهم الكثير من الأحداث والمشاركة الوطنية وأحاول دائما أن أزرع حب الوطن بداخلهم والتوضيح لهم أن شبابنا هو الهدف، فلابد أن نحاول كآباء وأمهات استغلال أوقات فراغ أولادنا من خلال ممارسة الرياضة والأنشطة الشبابية التى تنظمها الدولة باستمرار لتوعية الشباب.
وتقول إيمان مصطفى، موظفة وأم لثلاثة أولاد: لا شك أن أولادى يتعرضون لكثير من الشائعات عند تصفحهم للإنترنت ومواقعه المختلفة، وفى أوقات كثيرة يلجأ ابنى إلي لفهم العديد من الأحداث التى تدور ويسألني عما يحدث وهل هذه معلومات صحيحة أم لا؟ وأحاول توضيح الأمور والحقائق له.
أما ابتهال الحسينى، ربة منزل فتقول: فى أوقات كثيرة أشعر بالضعف فى مواجهة البرامج التكنولوجية الحديثة، والمواقع الإخبارية المتنوعة خاصة التى تقدم أخبارا كاذبة تستهدف بها الشباب وهويته الوطنية ما يجعل من أبنائنا فريسة سهلة للكتائب الإلكترونية القابعة وراء هذه المواقع، لذا أحاول دائما وأصدقائى تخصيص أوقات لأبنائنا واستغلال الزيارات والمناسبات للحديث عن الأوضاع والأحداث الجارية وفتح حوار معهم لمعرفة طرق تفكيرهم ومدى تأثرهم بما يسمعون وما يتعرضون له من محتوى.
التوعية والتثقيف الحل
يقول اللواء محمود الرشيدى، مساعد وزير الداخلية السابق لأمن المعلومات: لابد من توعية أولادنا وشبابنا بالمخاطر المحتملة من الإنترنت والشرح لهم أنه يجب عليهم أن يكونوا حذرين ومسئولين أثناء تصفحهم للإنترنت وعدم مشاركة معلوماتهم الشخصية مثل أسمائهم الكاملة وعناوينهم وأرقام هواتفهم مع أشخاص غير معروفين، أو الانسياق وراء الشائعات والمعلومات والأفكار المغلوطة التى قد تتسبب فى مشاكل مجتمعية وتوثر على الأمن العام للوطن، وتعريفهم أن كل المعلومات التى يتم تداولها ليست بالضرورة أن تكون صحيحة ما يستوجب التأكد من صحتها قبل مشاركتها عبر الصفحة الشخصية، وتعريفهم أن هناك من يستهدف الوطن ويسعى لزعزعة أمنه ونشر الفوضى والجهل المعلوماتى والتضليل من خلال نشر معلومات غير صحيحة لخلق نوع من عدم الثقة بين المواطن والدولة.
ويضيف: الشائعات أحد أدوات الحروب اللامتماثلة إن لم تكن أخطرها، فالحروب التكنولوجية الحديثة "حروب الجيل الرابع والخامس" تعتمد على التقنيات التكنولوجية الحديثة من الإنترنت ومواقع التواصل وشبكات المعلومات والاتصالات لشن حروب معلوماتية سيبرانية تستهدف القطاع المدني في الدولة للحصول على معلومات منهم أو الإقلال من قيمة أي إنجازات تتم في الدولة، أو من خلال إطلاق شائعات مكتوبة أو مرئية أو مسموعة، والتأكيد عليهم أنه فى حالة تعرض أى شخص لابتزاز إلكتروني أو شعوره بالتضليل من أى شخص أو ملاحظة أى صفحات مخالفة مع معتقداتنا وتهدف للنيل بالوطن وتسعى لنشر أخبار كاذبة بسرعة التحرك والاتصال بالخط الساخن لمكافحة جرائم المعلومات "108"، أو التوجه مباشرة بالجهاز المحمول إلى مباحث الإنترنت ومقرها ميدان العباسية، حيث يتم ما يسمى بالتشريح الإلكتروني لتحديد هوية الشخص الذي يحاول ابتزازك أو يسعى لنشر حالة من الفوضى من خلال تتبع ال (ip ) الخاص به.
أولادنا أمان الوطن
يعتبر المهندس أحمد الهوارى، خبير تكنولوجيا المعلومات الشباب صمام أمان للوطن من خلال استخدامهم لحساباتهم الشخصية بطرق إيجابية، ويدعو الآباء إلى توعية أبنائهم بضرورة التثبت من صحة المعلومات قبل نشرها، وعد الانسياق وراء ما تروجه المواقع التابعة لقوى الظلام والتى تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن وهدم أركانه.
وتقول د. سوسن فايد، أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث: المراقبة والتواصل الواعي مع أولادنا هما الأساس في حمايتهم من المخاطر المحتملة وعلى الأهل أن يكونوا على دراية تامة بمخاطر الإنترنت وأن يتخذوا الخطوات اللازمة لحماية أبنائهم منها، وأن يكون شبابنا وأولادنا على علم بأن دولتنا مستهدفة.
وتتابع: أولادنا اليوم مهما كان عمرهم فهم على دراية من خلال مواقع التواصل بما يحدث فى الدولة وخارجها وعلى كل المستويات من خلال ما يشاهدونه عبر صفحات التواصل من فيديوهات وبرامج، لذا يجب عدم التقليل من شأنهم وأفكارهم وتوضيح كل الأحداث لهم ومناقشتهم بما يدور فى العالم، بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام برامج تصفية المحتوى وتطبيقات التحكم الأبوي لمراقبة وحماية أنشطة الأطفال على الإنترنت، ويجب تعليم أولادنا وشبابنا كيفية التعرف على المواقع الآمنة والموثوقة، وكيفية التحقق من صحة المعلومات المتداولة عبر الإنترنت.
ساحة النقاش