كتبت: إيمان العمري

القصص الأدبية والأعمال الفنية التي تتناول القصص الوطنية والبطولات التي قام بها أبناء الشعب عبر تاريخنا الطويل لا يقتصر تأثيرها على إمتاع المشاهدين بل يمتد لما هو أبعد من ذلك خاصة على الشباب، فهي تقدم لهم جرعة من الحب للبلاد ما يزيد من انتمائهم للوطن.

يحدثنا عن ذلك الكاتب د. حاتم رضوان ويقول: لا ينكر أحد دور الأدب والفن في تنمية الوعي الوطني والانتماء لدى الشباب بما يحمله في طياته خلاف المتعة والترفيه من رسائل ناعمة تتسلل بيسر إلى الجميع بلا استثناء على كل المستويات، فالأدب والدراما وثيقة تاريخية للحفاظ على ملامح هويتنا الوطنية، وتذكير للأجيال الجديدة بأيامنا المجيدة ومنجزات أبنائه عبر العصور، من خلال أعمال تمجد أبطاله وبطولاتهم الفردية والجماعية في مختلف المجالات، مثل المعارك الحربية أو العمليات المخابراتية، كما تعني بتقديم نماذج من سير شهدائنا وبطولاتهم عبر حروبنا المتتالية، بما تحمله من رسائل متعددة، أولها تقدير دورهم في حماية الوطن وأنهم في ذاكرتنا لن ننساهم, وثانيها توثيق تضحياتهم لتتعرف عليها الأجيال القادمة، وثالثها أن تكون عبرة لشبابنا تدفعهم للاقتداء بهم، وخير مثال على ذلك تخليد أسطورة المنسي في مسلسل الاختيار.

ويتابع: هذه الأعمال الأدبية والفنية بمثابة الشاحن الذي يثير حمية شبابنا وجعله أكثر ارتباطا بأرض الوطن، وهي المصل الواقي يحفز مناعتهم ضد الفكر المتطرف، وأرى أنه من الأفضل في الأعمال الوطنية الأسلوب غير مباشرة وأن يكون هامسا وخاليا من الخطابة والصوت العالي الذي يمكن له أن يحدث تأثيرا سلبيا على المتلقي.

رفع الروح المعنوية 

يرصد د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي تأثير القصص الوطنية النفسي على الشباب قائلا: للأعمال الوطنية سواء كانت قصصا وروايات أو أفلاما ومسلسلات تأثير إيجابي كبير على المتلقي خاصة من فئة الشباب, فهي تزيد من ثقتهم بأنفسهم كما أنها تعمل على رفع الروح المعنوية للشعب، بالإضافة إلى أنها تلعب دورا كبيرا في تقوية العلاقة بين أفراد الشعب من ناحية ورجال الجيش والشرطة من ناحية أخرى، فإذا نظرنا إلى بعض النماذج من الأعمال الوطنية سواء التي تحدثت عن بطولات الأفراد في فترات حاسمة من تاريخ البلاد مثل رأفت الهجان، ودموع في عيون وقحة التي رصدت جوانب من الدور الذي لعبته المخابرات المصرية في الحروب بين مصر وإسرائيل، أو حتى التي تحدثت عن بطولات من الماضي البعيد مثل علي الزيبق, بالإضافة إلى الأعمال التي تحدثت عن فترات مهمة وفارقة في تاريخ مصر مثل هذه الأعمال وغيرها تزيد من حب جميع فئات الشعب خاصة الشباب للوطن، وترفع من درجة الولاء والانتماء للبلاد بشكل كبير.

ويؤكد د. جمال على ضرورة الاهتمام بجميع الأشكال التي تقدم من خلالها الأعمال الوطنية وقصص البطولات سواء كانت أدبية أو فنية والعمل على زيادتها من حيث الكم وتقديمها بشكل مبهر وبجودة عالية لما لها من تأثير إيجابي على الشباب وخاصة في المراحل الصغيرة نوعا ما حيث يزداد تأثير مثل هذه الأعمال كلما كان الفرد أصغر سنا، وهذا يساعده على أن ينشأ محبا لوطنه ومنتميا لتراب بلاده ما يزيد من تماسك الشعب وقدرته على التصدي لأي خطر يواجه مصرنا الحبيبة.

المصدر: إيمان العمرى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,310,540

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز