كتبت : سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى الشابة الرقيقة سوزان (22سنة) الطالبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية التى تدرس السياسة بالإنجليزية فى كليتها ولا يعجبها طريقة نطق بعض المذيعيين والمذيعات للمصطلحات السياسية والدبلوماسية وتقول إنها متفوقة جدا وأن غاية طموحها أن تتخرج فى الكلية وتتقدم للامتحان بوزارة الخارجية وتنجح ثم تعين فى السلك الدبلوماسى وتتدرج فيه حتى تصبح سفيرة لمصر فى الخارج !

قالت سوزان إنها البنت الصغيرة فى البيت فقد تزوج شقيقها وشقيقتها زيجات موفقة وسعيدة ووالدها ووالدتها يعملان فى وظائف عادية بوزارة الصحة ، وقالت إنهما علماها كيف تحرص على أداء صلواتها فى موعدها تماما وألا تؤجل أية صلاة إلا (للشديد القوى) ومن ثم فهى متدينة وقالت إنه لم يحدث خلال دراسها الثانوية أن خرجت وحدها مع أى شاب أو انفردت بأى رجل وأنها كانت تذهب فى رحلات جماعية تجمع الجنسين وتنقضى الرحلة وينتهى الأمر، ولم تتعلق بأى شاب حتى دخلت الجامعة !

وقالت سوزان إنها لاحظت أن ملك الأناقة والشياكة والسحر «أبوعيون جريئة» كما تسميه بنات الكلية اللائى يعشقنه جميعا ويتمنون منه كلمة أو لفتة ، لاحظت أن ياسر يهتم بها هى شخصيا اهتماما خاصا بل يحرص على أن يجلس دائما فى المكان الذى تجلس فيه بعد المحاضرات !

 

واستطردت سوزان .. كما قلت لك وكما ترين بنفسك أننى لست أجمل فتاة فى الكلية، ولست أشيك فتاة أيضا ولا أمتلك سيارة صغيرة وأنيقة مثل التى يمتلكها ياسر ويأتى بها إلى الجامعة، ولا أنا بنت الحسب والنسب حتى يطمع فى معرفتى وطبعا كما شرحت لك لسنا من الأغنياء فوالدى ووالدتى موظفان على قد الحال فى وزارة الصحة لكننا مستورين والحمد لله ولا نسكن الزمالك أو جاردن سيتى بل نسكن فى حلمية الزيتون فى بيت قديم يمتلكه والدى وإخوته لكنه نظيف ومحترم.

أعود إليك وإلى نفسى وأرجو ألا تغضبى عندما أصرح لك أننى تحدثت إلى ياسر فقلت له ما معناه .. أنت الملك والقمر وآلان ديلون وليوناردو دى كابريو فى تيتانك .. فماذا تريد من فتاة متواضعة الجمال والأناقة من أسرة متوسطة على قد الحال كل ما يميزها هو التفوق العلمى فقط؟ وسألته هل تريد أن تتسلى ؟ إذا كان ذلك حقيقيا فلن أكون تسليتك فعندك أجمل البنات وأشيكهن يتمنين منك كلمة فهن يعشقن المظاهر والمناظر وأنا لا أريد شيئا من الدنيا إلا أن أنجح وأدخل السلك الدبلوماسى !

واستطردت سوزان .. هل تعرفين ماذا كان رده علىّ يا سيدتى وهذا الرد هو ما جئتك بشأنه اليوم .. قال .. لا أريد أن تكون زوجتى فى المستقبل ملكة جمال ! ولا أريدها أشيك الناس ! ولا أريدها ثرية وغنية وصاحبة سيارة حتى لا تمن على بثروتها وعزها وجاهها .. أريد فتاة من بيت محترم، متدينة مثلك شريفة ونظيفة مثلك لا تحب سيارتى وملابسى المستوردة بل تحب شخصى وتخلص لى ولبيتها وأولادها وقد سألت عنك يا سوزان وعلمت أننى أول رجل تتحدثين إليه .. فلماذا تحدثت إلىّ أنا بالذات ؟ قلت له كنت أريد أن أعرف هل تنظر إلى وتمشى ورائى رغبة فى أن أكون وجها جديدا من معجباتك ؟

قال : لا طبعا .. أعرف أنك محترمة وبعد أن نتفاهم أريدك زوجة على سنة الله ورسوله !! يا سيدتى ياسر إنسان ساحر وجميل وأنا لست جميلة ولا ساحرة وربما تقتلنى الغيرة لو تزوجته فماذا أفعل ؟

 

طبعا تزوجينه فهو الذى اختارك وهو يعرف كل شيء عنك ويريدك ولم يذهب إلى الغنية أو الجميلة جدا بل اختارك أنت .. مبروك عليك وحافظى عليه ودارى على شمعتك تقيد !!{

 

المصدر: مجلة حواء سكينة السادات

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,703,540

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز