كتبت -منال عثمان 

عرفنا أن إنسانا بلا عشق خاص يحمله لهواية ما بالتأكيد هو شخص ينقصه الكثير .. فليس بالضرورة أن تكون الهواية معتادة ودارجة كالفن أو الرياضه أو... أو... المهم أن تكون هناك هواية يشعر الإنسان بذاته ومتعة كبيرة وهو يمارسها فمثلا هناك نجم يعشق اقتناء العملات المعدنية القديمة أو طوابع البريد، وهناك الملحن الكبير "حلمى بكر" الذى يهوى اقتناء السيارات القديمة وإصلاحها بنفسه، والفنان "وائل نور" له نفس الهواية وفى كثير من الأحوال أو لو أردنا تحديدا فى كل الأحوال  تكون هذه الهواية عاملا مؤثرا كبيرا فى تميز الفنان فأثناء استغراقه فى ممارستها تقفز الأفكار الجميلة لآفاقه ويجد مدخلا مهما لأداء شخصية ما يستعد أن يقف أمام الكاميرا لأدائها مثلا أو نغمة تائهة تستقر فى العقل والوجدان لو كان موسيقيا  أو هذا الاستغراق فى ممارسة الهواية يجعل المطرب يحفظ  كلمات أغانية أسرع هكذا قالوا، ولهذا كانوا متميزين للغاية فى أداء أعمالهم فالهواية لا جدال عاملا مهما فى بلورة شخصية الإنسان فما بالك لو كان  فنانا كبيرا له جماهيرية عريضة سيكون فنه بالتأكيد هوايته الأولى لكن لو وصل لدرجة تميز كبيرة تأكد أن له هواية خاصة يمارسها، والهوايات التى تملك حيزا كبيرا فى نفس الفنان لابد من الانغماس الكامل أثناء ممارستها وفى لحظة يقفز فنه مع هوايته الأولى ليكونا ثنائيا رائعا داخل الفنان ويخرج فى النهاية عملا جميلا، وقد يكون هناك فارق شاسع بين الفن أسمى ما فى الوجود والهواية كإصلاح السيارات مثلا أو الأشياء الخشبية لكن الفنان صاحب هذه الهوايات يطوع هوايته الأحب لخدمة فنه الأبقى..

 لماذا  نجومنا الكبار كانوا بكل هذا التميز ؟
لأن ببساطة كلهم بلا استثناء كانوا لديهم هوايات خاصة جدا فمثلا الراحلة الجميلة "هند رستم" كانت تهوى تربية الكلاب ولها معهم حكايات فمن كان يريد لقاءها "زمان" فى منزلها كانت تخرج وتقول لكلبها الكبير كلمة واحدة فينسحب تاركا المكان وكان كل الوسط وقتها يتحدث عن سيطرة هند على كلابها وفهمهم لكلماتها وإيماءتها، ومن هوايات السيدة "أم كلثوم" مثلا التى قد لا تكون معلومة أنها كانت تغلق على نفسها حجرتها بالساعات لتشتغل الكانفاه فبعد البروفات العديدة على روائعها كانت تفعل هذا، وهى تشتغل الكانفاه كانت تغنى وهناك لوحات كانفاه كان يعرفها المقربون منها جدا فلم يحدث أن أفصحت عن هذه الهواية فى حياتها لكن أحد أقاربها ذكرها عرضا فى مناسبة ذكرى وفاتها .. فقد كان دولابها الخاص مليء بلوحات كانفاه أطلقت عليها أسماء روائعها فهذه لوحة (ثورة الشك) وهذه لوحة (فكرونى) والأخرى (هجرتك) وكانت هذه الهواية تؤثر على عينيها المتعبة فى الأساس وقد نصحها الطبيب لكنها كانت أجمل لحظاتها.

 وأمامك صورا  لكبار نجومنا أثناء ممارستهم هواياتهم الأحب..

 

 بامية شادية وكرافتة رشدى

 

 

 وقد عرف عن صوت مصر الباقى فى قلوبنا "شادية" هواية الطهى فقد كانت ماهرة بشكل لافت للنظر فى الطهى بكل أنواعه المصري والتركي ولكن اشتهرت دائما بأكلة البامية فى الطاجن الفخار التى سجلت لدى زملائها النجوم باسمها فكان قول - إلا بامية شادية - قولا مترددا دائما حتى أن "عمر الشريف" طلب منها أثناء تصويره معها فيلم (غلطة حبيبى) أن تسمح له أن يدعو أصدقاء له أجانب على أكلة بامية عندها و قبلت شادية وأكل الأجانب بامية شادية وخرجت شادية من هذه الدعوة بعريس فقد طلب أحد أصدقاء عمر أن يتزوجها فضحكت قائلة "بامية أه زواج لأ فأنا لا أتزوج إلامصريا".

 أما نجم الكوميديا الراحل "عبد السلام النابلسى" فقد تعلم من صديقة له قراءة الفنجان وقد صادف أن تحقق ما يقول  لصديقه "عبد الحليم" وأصدقاء آخرين فانتشر عنه أنه بارع جدا فى قراءة الفنجان وطبعا كانت النجمات يتسابقن عندما يرونه ليقرأ لهن الفنجان، وهنا جلسة مع "فاتن حمامة" يقرأ لها الفنجان وقد ترك تماما هذه الهواية عند ما علم من أحد الشيوخ أنها غير مستحبة وقد تكون حراما فكيف يفعل هذا وهو سليل عائلة أزهرية؟.

 وكان النجم "عبد الحليم حافظ" نهما بشكل كبير جدا لقراءة كل ماتصل إليه يديه فالقراءة فى كل المجالات كانت بالفعل هوايته و كانت قراءة بتركيز فعلم عن كل مجال ولو القليل وساعده هذا بالتأكيد على تكوين علاقات هائلة فى كل مكان وبالعديد من الشخصيات المهمة.

 "هدى سلطان" الفنانة الراحلة الكبيرة كانت تعشق السفر وتجد فيه مائة فائدة وليس سبعة فوائد فقط ودائما كانت تشعر بالسعادة عندما كانت واحدة من ألمع المطربات عند اختيارها للاشتراك فى حفلات فى دول عربية وأوربية وهذه صورة لها مع شادية فى الطائرة أثناء سفرهما، وقد ظلت عاشقة للسفر حتى آخر أيامها ولكنه كان سفرا دائما لأداء العمرة أو الحج.

 "رشدى أباظة" الفتى الذهبى للسينما المصرية - الذى أعتقد أنه لم ولن يكرر مرة أخرى - كان متعدد الهوايات منها ما هو مألوف ومنها لا .. لكن تظل هواية اقتناء الكرافتات الجميلة الراقية إحدى أكبر هواياته وكان لديه عدد كبير جدا منها بل خصص لها مكانا من كثرتها وكان لديه أنواع من كل البلاد ومن كان يريد أن يهدى رشدى هدية يطير بها فرحا عليه أن يختار له كرافت شيك، وهذه الصورة له مع أعزائه بعض كرافتاته.

فارس السينما "أحمد مظهر" كانت الفروسية فعلا هوايته التى لم يرضَ عنها يوما بديلا إلى أن أقعده المرض والشيخوخة وكانت تدريباته اليومية تصل لست ساعات متواصلة دون أن يشعر الفارس بالإرهاق لأنه يحب الخيل وحصانه بالذات كان له وضع خاص لديه، وكان من هواياته أيضا النباتات النادرة فى حديقته التى حزن عليها قبل موته.

ويبقى الفنان النبيل الراحل "صلاح قابيل" الذى كان ممثلا كبيرا مشهودا له بالكفاءة لا جدال لكن كانت هوايته الأحب الاستماع إلى الألحان والأغانى القديمة لذا كان صديقا لكل أهل الطرب وكان أقربهم إليه "عبد العظيم عبد الحق، والشيخ سيد مكاوى".

 

 إنها هوايات النجوم الكبار فعلا التى قد تكون بها بعض الغرابة .. لكن حقيقى ساعدتهم على التميز فالمرء بلا هواية كما  قلنا .. ينقصه الكثير.

المصدر: مجله حواء منال عثمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 429 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2013 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,465,530

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز