الكثيرون يشتكون من عدم إحساس الأبناء بالظروف الصعبة التى يعيشها الأهل وأنهم أنانيون، ولكن هل فكر الأهل أنهم مسئولون عن هذه الاتهامات، هل أشركوا أبناءهم فى الإدارة ليعرفوا مدى معاناة الأهل فى توفير احتياجاتهم؟.. خلاصة الموضوع فى السطور القادمة.
تقول مديحة محمد ربة منزل: عودت أولادى على مساعدتى فى كل شىء وعندما ساءت الظروف بدأت أجلس معهم وأخبرهم بشكل غير مباشر أن دخل والدهم لا يكفى الطلبات، واتفقنا على إلغاء بعض البنود.
نجوى حامد موظفة- تتهم أولادها بالأنانية قائلة: أولاد هذا الزمن لا يفكرون إلا فى مصلحتهم لا يهتمون بتعبنا المهم يشتروا ما يريدونه وإلا يكونوا أقل من أصحابهم، وأنا استخسر فى نفسى كل شىء لألبى مطالبهم.
الحقيقة
أما الأبناء فكان لهم رأى آخر..
محمد عبد العزيز فى الصف الثاني الإعدادى يقول: أتعلم فى مدرسة لغات ولكن هذا العام أراد أهلى نقلى ورفضت لأنى مرتبط بأصدقائى لكن مؤخرا أخبرتنى أمى أن والدى "يستلف" لدفع المصاريف فوافقت على الانتقال من العام القادم.
وتضيف شيماء عاطف طالبة: تم الاستغناء عن والدى فى العمل وطلب منا الإقامة عند جدى وسافرنا ولم نسترح فعدنا لبيتنا ونزلت أمى للعمل فى حضانة وشعرت وأخواتى أننا فى أزمة فلم نطلب أى شىء بل اتفقنا على الاستغناء عن الدروس لكن المشكلة أنهم لا يتحدثون معنا.
رؤية خاصة
وحول رأى المتخصصين فى هذه المشكلة وكيف نشرك أولادنا فى إدارة البيت تحدثت مع د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع فقالت: الأجيال الجديدة لها رؤية خاصة ويصعب إجبارهم على القيام بشىء ما إلا إذا اقتنعوا به، لذا فعلى الأهل قبل اتهام الأبناء بالأنانية وعدم التحمل أن يشركوهم فى إدارة البيت حسب المرحلة العمرية .. فليس عيبا أن يجلس الأب ويخبر أبناءه بدخله ويطلب منهم اقتراحات بشأن كيفية توزيعه وإذا كانوا مضطرين لنقلهم من مدرسة لأخرى بسبب المصروفات. المشكلة أنهم يأخذون القرار ثم يطالبون الأبناء بتنفيذه وهنا يثور الأبناء لذا علينا إشراكهم فى القرارات المصيرية حتى نعلمهم تحمل المسئولية ولا مانع من أن نعطيهم فرصة لترتيب الميزانية للإنفاق على البيت بطريقتهم والفترة الحالية مناسبة جدا لهذا التدريب لكن بشرط ألا نجعلهم يخافون أو يشعرون أن الأسرة فى خطر لكن مجرد إعادة توزيع الموارد حتى تمر الأزمة.
ساحة النقاش