<!--
كانوا يقولون زمن المعجزات انتهى، وكنت أؤكد، زمن المعجزات انتهي لكن صانع المعجزات باق لا ينتهي، وانتصر رأيي عندما رأيت عينيك.. في هذا الزمن البخيل أجد عينيك.. أليست معجزة رائعة؟
***
أرهقني الانتظار، مللت وقفتي خلف زجاج النافذة والتحديق لأعوام في شارع تتناقص صبغته السوداء عاما بعد عام
وكأن علامات الشيخوخة تطارده.. لازلت أنتظر شيئا لا يأتي، والطحلب العشبي يطفو فوق ذاكرتي، وأظل في طابور الانتظار أحمل قلبي، قلبي مدينة مرهقة شوارعها، متعبة نواصيها.
***
قراءة الفنجان كانت هواية أحبها رغم أنني لم أكن أعرف من طلاسمها شيئا.. لكنني في عينيك عرفت كيف أقرأ خريطة عمري، وما يجهزه لي القدر.
***
حين صرخت فرحا، اجتمع الكل في داري، تصورت أمي أنها زغرودة أطلقت في بيت الجيران، وتصور أبي أنها بشرى أتى بها ساعي البريد وتحقق حلمه في الترقية، تصورت أختي فارسها الأسمر قد جاء تسبقه دقات قلبه الملهوف، وتصور أخي أنهم أخيرا أرسلوا إليه يعلمونه بقبوله في الوظيفة الجديدة.
كلهم كانوا على حق، فصوتك أجمل من زغرودة وأروع من ترقية، وأرق من دقات قلب ملهوف، وأكثر بشرا من وظيفة خالية.
صوتك الذي بادرني بكلمة عشقتها"أهلا حبيبتي" صوتك جعل جهازي المحمول بساط سحري ينقلني إلى دنيا الأمل.
***
أريدك أن تصبح أكثر حضارة، أريد لحبك أن يتثقف، اخلع عنك رواسبك وعاملني بشكل جديد، بقلب ذكي، بمشاعر مثقفة، فإذا كنت قاروة عطرك ستحيا في موجات الأريج، أما إذا عاملتني كإقطاعية فلا تلم إلا ذاتك عندما تثور الأرض وتبتلعك في جوفها.
***
حبك جعلني ألعب بالنجوم في سمائي كما يفرح الطفل البريء بترتيب مكعباته الملونة..
أيامي، حياتي، خريطة عمري.. كلها تسبح بعينيك.. أرجوك، لا تغمض عينيك حتى لا تضيع مني الخريطة.
ساحة النقاش