تعد المرأة من أهم عناصر الحياة، فهى نصف المجتمع، وهى الأم والأخت والزوجة والابنة والخالة والعمة والصديقة، لو نظرنا لكل المميزات والمواصفات التى وضعها الله فيها سنجد أنها يجب أن تمتلك أكثر من »200« جزء متحرك لكى تؤدى كل ما هو مطلوب منها، فهى تعطى الحب الذى يمكن أن يشفى من كل شيء، ابتداء من ألم الركبة، وانتهاء بألم إنكسار القلب، وهى مطلوب منها أن تفعل كل هذا بيدين اثنتين فقط رغم أن هذا مستحيل، كما أنها هى الأقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فهى تداوى نفسها عند مرضها، ورغم أنها ناعمة ورقيقة جداً إلا أنها قوية جداً، ولا يستطيع أحد أن يتصور مدى قدرتها على التحمل والثبات، يمكنها أن تفكر وأن تُقنع بالحجة والمنطق، كما يمكنها أن تحاور وتجادل، وبسبب كثرة الأعباء والأثقال والدموع التى هى طريقتها الوحيدة للتعبير عن حزنها وأساها، شكها وقلقها، حبها ووحدتها، معاناتها وفخرها، فعندما تلمس خدودها تجدها مُثقبة من كثرة تلك الدموع، إنها مخلوق مذهل جداً، فهى تمتلك قوة تُذهل الرجال، يمكنها أن تتعامل مع المشاكل وتحمل الأعباء الثقيلة، تبتسم حتى وإن كانت على وشك البكاء، تبكى حتى عندما تكون فى قمة السعادة، وتضحك حتى عندما تخاف، تدافع عن كل ما تؤمن به، وتقف فى مواجهة الظلم، لا تقول كلمة «لا » عندما يكون لديها بصيص أمل بوجود حل أفضل لأى مشكلة، حبها غير مشروط، وتراها تبكى فى انتصار ونجاح أولادها أو فى حزن يصيب أحداً ممن حولها، تؤمن أن القُبلة والعناق يمكن أن يشفى كل قلب منكسر، ولكنها دائماً ما تقع فى خطأ واحد أنها لا تعرف قيمة نفسها، ولا تعرف كم هى ثمينة ونادرة، كم هى عظيمة، كم هو من المهم لكل الذكور أن يتذكروا عظمة مخلوق اسمه «المرأة ،» أهمية هذا المخلوق أن آلاف الرجال يعجزون عن ملء فراغ وجودها عند أى منهم، ويكفى فى عظمة المرأة أنها امرأة، ويكفى فى مجد الرجل أنه شريك حياتها، وعالم المرأة أوسع من عالم الرجل، فعالم الرجل خاص بالحاضر، بينما عالم المرأة يعم الحاضر والمستقبل، المرأة تملأ بوجودها الفخم عشرات من ثغور الحياة، فالحياة بدون امرأة كامرأة بلا حياة ليس فيهما غير رهبة الموت، وعندما تموت امرأة تموت أمومة فى الحياة، فهى إنسانة وليست بشيء أو آلة جنسية أو مصنع للإنجاب، إنها عقل حُر وتفكير يسبح فى بحور العلم والمعرفة، هذه هى الحقيقة التى ينبغى أن تعلمها كل امرأة كى تعلم قيمتها، فهى مخلوق رقيق، شفافة هادئة إذا أحبت الهدوء، عاصفة إذا جُرِح كبرياؤها، بركان إذا حُطِم شموخها، شمعة ذائبة إذا فقدت حبها، فهى كالبركان بهدوئها يظل خامدا وعندما تتعرض لأى هزة ينفجر هذا البركان.. إن الله سبحانه وتعالى يُرينا مكانة المرأة فى هذا العالم - فكيف لا وهى القلب النابض لهذه الأمة - عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أوصيكم بالنساء خيراً »، فما أعظمك أيتها المرأة.

المصدر: بقلم : كريمة سويدان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 689 مشاهدة
نشرت فى 7 فبراير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,806,141

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز