قد يعتقد البعض أننا نولد أذكياء بالفطرة أوالعكس ومن الصعب علينا أن نرفع من معدلات ذكائنا, ولكن الحقيقة التى أكدها العلماء أن العقل البشرى لديه قدرات عجيبة على التغيير والتطور باستمرار على مدى حياة الإنسان منذ ولادته..ولهذا مهما كانت نسبة هذا الذكاء من الوراثة لكن النسبة الأكبر تنمو بالتدريب والتطوير..فعقل كل منا يحتاج إلى التحفيز الدائم لخلايا المخ حتى لاتموت كما نلاحظ فى إصابة البعض بالزهايمر..فنحن لانستغل الجزء الأكبر من قدراتنا العقلية كما أكدت الدراسات عندما نهمل تنمية المهارات الذهنية والتى لاتتوقف فقط على هذا النشاط بل أن أصل الذكاء الإنسانى يكمن فيما يؤديه الطفل وما ندربه عليه منذ ميلاده فى الشهر الأول من أنشطة حسية وحركية, وهنا من الضرورى أن نحفز حواس أطفالنا الخمس من حاسة السمع والبصر واللمس والشم والتذوق,فممارسة هذه الأنشطة الحركية ترفع من كفاءة عمل المخ لدى الصغير من خلال الخبرات البيئية واستثارة خلايا المخ عبر حواس الطفل لينمو بشكل طبيعى..فقد أكدت الدراسات العالمية أن الذكاء الوراثى ينمو بل يمكن تعديل البناء التشريحى للمخ فى السنوات الأولى من حياة الطفل بتفاعل العوامل الوراثية مع العوامل البيئية..ويمتلك كل إنسان منا سبع أنواع من الذكاء تشكل أهمية كبيرة رغم اختلافها من شخص لآخر, وقد صنفت تلك الأنواع إلى:الذكاء اللغوى من قدرة على استخدام الكلمات بمهارة والقدرة على التعبير عن الأفكار بطلاقة..والذكاء الحسابى, والذكاء البصرى وهو القدرة على التفكير والتذكير بالصور والرسم, والذكاء الموسيقى من القدرة على سماع الإيقاع والألحان وانسجامها وأيضا مهارات العزف, والذكاء الحسى البدنى من الرياضات والتحكم فى إيقاع الجسم ببراعة..والذكاء الاجتماعى وهو قدراتنا على فهم الآخرين والتعامل معهم بنجاح, والذكاء الشخصى وهو الذكاء الخاص بقدرات كل إنسان وذلك بتقوية ثقته بالنفس حتى لايترك المشاكل وظروف الحياة تتحكم فيه وتصيبه باليأس والإحباط, بل العكس ليملك زمام الأمور بأفكاره الخلاقة للخروج منها وتطويرها لصالحه..فتطوير القدرات الذهنية من خلال تنشيط التفكير باكتساب المهارات الذهنية وإلحاق أطفالنا بالدراسات الخاصة بتطوير وتنمية الذكاء والتى تبدأ مع ميلادهم بواسطة كل من الأب والأم بما يمدانه من حب وتعزيز الثقة بالنفس والتشجيع لكل مايحققه من نجاحات مهما كانت صغيرة ليزيد من نسبة هذا الذكاء, وبالقراءة والقدرات اللغوية تنمو قدرات أطفالنا الذكائية بشكل أكبر, ومن خلال نوعية الطعام الصحى المتكامل الذى يحتوى على معدلات من الجلوكوز لتحافظ على نسبته فى الدم الذى يصل إلى المخ ليغذيه, من الفواكه والعسل وأيضا أوميجا 3 المتوفرة بكثرة فى الأسماك والأطعمة المحتوية على مضادات الأكسدة بعيدا عن الأطعمة الدسمة التى تصيب الجسم والعقل بالتخمة,وهنا علينا أن نكتشفكل ما قد يؤدى إلى صعوبات التعلم لدى أطفالنا ويعوق عملية تنمية الذكاء والقدرات العقلية من ضعف الإبصار أو السمع والقدرة على الكلام والإصابة بالأنيميا التى تجعل الجسم لايستطيع أن يمد المخ باحتياجاته من الدم, فلنبادر بعلاج كل ذلك حتى نساعدهم على رفع معدلات الذكاء لديهم..وبالتدريبات الرياضية اليومية نغير نمط الحياة, فمقولة "العقل السليم فى الجسم السليم"هى حقيقة مؤكدة حيث ترفع نسبة المحفزات ووصولها بشكل منتظم إلى مخ الإنسان.. أيضا اللعب ينمى الملكات الإبداعية والقدرة على التخيل وكذلك الرسم والزخرفة وكل الأنشطة الإبداعية..وعن طريق النوم الهادئ العميق فى فترة الليل يقوم العقل بترتيب وحفظ محصلة الذكريات والمعلومات خلال اليوم..مما يساعد على ارتفاع معدلات الذكاء لدى أطفالنا وأيضا فى كل مراحل العمر وخاصة فى السن الكبير لمقاومة الزهايمر.

المصدر: بقلم : إيمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 476 مشاهدة
نشرت فى 7 فبراير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,808,404

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز