كنت قد شرفت بحضور افتتاح المرحلة الأولى من مشروعات الصوب الزراعية المحمية بقاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام بمحافظة مرسي مطروح، والتي تفضل بافتتاحها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى إطار المشروع القومي لإنشاء 100 ألف فدان من الصوب الزراعية المحمية بواسطة الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بهدف المساهمة فى تحقيق الأمن الغذائي وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، فضلا عن تعظيم الاستفادة من الأراضي المتاحة للأنشطة الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الري.
وبعيدا عما تابعه الجميع من خلال وسائل الإعلام، من المراحل المختلفة والخطوات التي أنجزت فيما يتعلق بهذه المرحلة، لاشك أن ما شاهدناه على أرض الواقع كان يؤكد وبما لايدعو لأي شك أننا شعب قد حصنته العناية الإلهية بجيش لابد وأن ندعو الله جميعا أن يحميه، بل ونعمل على مساندته ودعمه بكل السبل المتاحة حتى وإن كانت معنوية، فما رأيناه من منتجات زراعية في هذه الصوب وما تم إنجازه خلال هذه المرحلة التي استغرقت فترة زمنية وجيزة، ليس بجديد على جيشنا الذي لم يتوان فيما يتعلق بهذا الجانب التنموي الداعم والمساند للشعب المصري عن التواجد بيننا كأسر من خلال طرحه للمنتجات الغذائية المتميزة من اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والسلع الغذائية المختلفة بأسعار التكلفة سواء من خلال المجمعات ومنافذ البيع المختلفة, وكذلك سيارات البيع التي تتواجد في كافة المناطق حتى تكون على مقربة من الجميع بما يساهم في التخفيف عن كاهلنا جميعا بل ومحاربة الغلاء وجشع بعض التجار، وهو جانب قد يراه البعض بعيدا عن المسئوليات الجسام التي يضطلع بها الجيش المصري، ولكن هذا هو جيش مصر، جيش يزرع ويبني المشروعات القومية العملاقة، وفي نفس الوقت يحارب ويدافع ويحمي، غير مكترث بما يثيره أعداء الوطن من آن لآخر من دعاوى للسخرية من دوره التنموي هذا، فما يعنيه هنا هو هذا الوطن وأمنه وسلامته، وهو ما عايشناه جميعا عن قرب مؤخرا من خلال العملية الشاملة "سيناء 2018", والتي عنيت بالقضاء على البؤر الإرهابية، وتطهير شمال ووسط سيناء من الإرهاب الأسود, وتأمين حدودنا على كافة الاتجاهات الإستراتيجية، بمشاركة أبطالنا من مقاتلى القوات المسلحة والشرطة،وهو أمر ليس بجديد علينا,فمن منا لا يتذكر العديد من صور أبنائنا وأشقائنا من أبطال الجيش المصري، وهم يشاركون الشعب المصري بكل فئاته لحظات النضال بل والفرحة والنصر خلال ثورتي يناير 2011ويونيو 2013، فيحمل هذا طفلا, ويحنو هذا على شيخ أو سيدة مسنة، صور عديدة تحفل بها ذاكرتنا وذاكرة الوطن, وتحملنا بالكثير ونحن نسترجعها بل ونعايش في كل يوم بطولة جديدة لأبطالنا حماة الوطن، فصحيح أننا بعيدون عن قلب المعركة ولكننا كأمهات وزوجات مصريات نستطيع القيام بالكثير دعما لهم ومساندة لوطننا، فيكفي أن نغرس روح الانتماء والولاء وحب هذا الوطن في نفوس أبنائنا, يكفي أن نشترى لهم وكما تربينا جميعا بدلة الضابط وبندقية الجندي حتى يدركوا وببساطة أهمية الدور الذي يقوم به جنودنا من أبطال الجيش والشرطة على حد سواء, بل ويتمنى كل منهم أن يشب ليكمل هذا الدور ويكون واحدا من هؤلاء الأبطال، يكفي أن نصطحب أبناءنا خلال إدلائنا بأصواتنا في الانتخابات الرئاسية المقبلة معنا حتى وإن لم يكن لهم حق التصويت بحكم صغر سنهم حتى يدركوا ما هو معنى حماية الأرض وما هو الوطن، يكفي أن نشرح لهم وببساطة ما يحدث حولهم وما ينسجه أبطالنا في هدوء من بطولات حتى ننمي لديهم روح الفخر والعزة بجنودنا، يكفي أن نضع ميزانية اقتصادية متوازنة لحياتنا تساعد بدلا من أن تكون عبئا علينا وعلى بلادنا،بل ونعلم من خلالها أبناءنا معنى الادخار ومعنى التوفير والاستعداد للبناء في الغد، فبهذا نقول وببساطة لكل جندي من جنودنا على الحدود:"نحن معك, ربنا يحميك لمصر".
ساحة النقاش