ما يحدث حولنا من أحداث واستعدادات للانتخابات جعل الحديث في السياسة موجودا في كل بيت, لكن هل مهم متابعة الأطفال لهذه الأمور, وهل طبيعي أن يعرفوا ما يدور من أحداث سياسية أم أن السياسة لا تخص الصغار؟
عن هذا يحدثنا الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع قائلا : التنشئة الاجتماعية للطفل تحدد ملامح شخصيته وتكوينه الثقافيوالذهنيفي المستقبل, وبالتالي يجب أن يدرك الأهل أن الطفل يجب أن يكون على وعى وإدراك بكل ما يحدث حوله لأكثر من سبب , أولا عزله غير منطقي لأن أطفالنا الآن ومن خلال اتصالهم بعالم التكنولوجيا اتسعت معارفهم وأصبحوا على وعى بكل شيء وتقديم معلومات لهم عما يحدث في بلدنا من أحداث أفضل من أن يستقوا معلوماتهم من الخارج ,والأمر يرتبط بمرحلتهم العمرية وعلينا إدراك أن الأطفال ما فوق العاشرة عاشوا معنا أحداث ثورتين وليس من الطبيعي بعد ما عاشوه أن نقول "الأطفال ليس لهم علاقة بالسياسة", بل هم أكثرالمتأثرين بها, لأن معظم قرارات اليوم ستكون مؤثرا حقيقيا على مستقبلهم العلمي والعملي, لذا يجب الاهتمام بمدهم بالمعلومات الصحيحة والموثوق من مصادرها حتى لا يتم التلاعب بعقولهم,وأتمنى لو خصصت ندوات في المدارس عما يحدث الآن والاستعداد للانتخابات ليتعلم الطفل أهمية التعبير عن الرأي من خلال الصندوق الانتخابي سواء بالرفض أو القبول, وكما أن هناك انتخابات تتم في الفصل لاختيار الأمين والأمين المساعد ورؤساء اللجان المختلفة تحدث على مستوى الدولة, فتعريف الطفل بما يحدث من أمور حوله لا يجب أن يكون بشكل جاف خال من الروح, لكن نستغل كل مناسبة وما يرتبط بها من أحداث لنشرح ونوضح,وإذا كان الإعلام والمجتمع يتحدثان عن الانتخابات فالأجدر بنا داخل أسرنا أن نهتم ونتحدث معهم عما حدث داخل البلاد, ومدة الفترة الرئاسية, وكيف نقارن بين المرشحين؟ وما هي الإنجازات والإخفاقات التي حدثت خلال السنوات الماضية؟ فهذه فرصة أن نعلم أولادنا أن الاهتمام بالسياسة ليس أمرا مملا أو غير ضروري لكنها جزء من حياتهم وتؤثر على تعليمهم وصحتهم ومستقبلهم ومستوى معيشتهم ليكونوا على وعى بما يحدث.
ساحة النقاش