المرأة المصرية لها خصوصية فى شهر رمضان المبارك تختلف عن باقى النساء فى بقاع الأرض, فهى كعادتها لابد وأن تضع بصمتها فى كل شيء، ورغم أن مع قدوم هذا الشهرالكريم يبدأ مسلسل من العذاب اليومى للمرأة العربية بصفة عامة، وللمرأة المصرية بصفة خاصة، إلا أنها تشعر بسعادة بالغة وهى تقوم بتلبية رغبات كل فرد من أفراد أسرتها، وكثيرات منا يعتقدن أن هذا الشهر المعظم ليس إلا بمثابة شهر لقضاء عقوبة الأشغال الشاقة لهن, حيث تبدأ المرأة يومها منذ العاشرة صباحا لتقوم بتجهيز وليمة الإفطار المليئة بالأصناف المتعددة والتى غالباً لا يتم تناول معظمها، ولا يتم بالاكتفاء بتلك الموائد العامرة بل لا بد من وجود دوارق العصائر المختلفة من قمر الدين والكركديه والتمر هندى والسوبياوالعرقسوس لتلبية رغبات الجميع، بالإضافة إلى الحلويات الشرقية والغربية من كنافة بالكريمة وأخرى بالمكسرات وبلح الشام والقطايف المحشية حسب الرغبة من بعد الإفطار وحتى السحور، ويتخلل هذا التوقيت تجهيز الشاى والقهوة والنسكافيه، ولا ننسى قصة غسيل الأطباق وتنظيفالمطبخ والتخلص من الطعام الزائد، لأن معظمنا يُفضل الطعام الطازج أولا بأول، وتستمر هذه العملية طوال شهر رمضان الكريم فيما عدا الأيام التى يتم دعوتنا فيها على الإفطار خارج المنزل عند الأهل والأصدقاء ، وفى المقابل لا بد من رد هذه الدعوات فى منزلنا والتى تحتاجإلى مجهود مضاعف لإخراج الإفطار على أكمل وجه، وعلى العكس تماماً نجد الرجال يرجعون إلى منازلهممن عملهم مبكراً عن الأيام العادية، ويستغرقون فى نوم عميق حتى موعد الإفطار- أى بعد الإنتهاءمن إعداد الإفطار، بمعنى آخر، فالمرأة المصرية بالذات هى التى تدفع فاتورة شهر رمضان وحدها لأنها تقوم بجميع مسئوليات المنزل، وفى معظم الأحيان بلا مساعدة من أحد، حقيقة لم تعد معاناة المرأة العصرية شديدة مثل معاناتها فى الخمسينيات والستينيات، ولكن التحولاتالاجتماعية والاقتصادية ، والتطورات التى طرأت على وضع المرأة فى مصر، جعلتها مهمومة أكثر ببيتها ومتطلبات كل أفراد أسرتها، خاصة فى شهر رمضان الفضيل ، وذلك بعد تدخل التكنولوجيا فى كل الأمور الحياتية وتطور الحياة بشكل سريع، فإذا كان أهم ما يميز الشهر الكريم العزومات واللمة على مائدة الإفطار - وهو ما تحرص عليه المرأة المصرية دائماً - إلا أنها هى التى تدفع الثمن، وهو ما يكون غالباً على حساب راحتها ووقتها.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش