ما أن يعلن العقد الثالث من عمر الرجل بقرب رحيله يمر الكثير من الرجال بأزمة منتصف العمر خاصة مع انشغال بعض الزوجات بواجباتهن تجاه الأبناء ما يشعرهم بانتهاء الحب وفقدان جاذبيتهم لدى زوجاتهم الأمر الذى قد يدفعهم للتفكير فيالزواجأو حتى التودد لامرأة أخرى، فكيف تتعامل المرأة مع هذه الفترة الحرجة من حياة زوجها؟
فى البداية تقول م.هاني، ربة منزل:تزوجت من رجل يكبرنى بعشرسنوات، وبحكم زواجي المبكر وإنجابى لثلاث أبناء تغير مظهري وأصبحت أبدو أكبر سنا،وعندما نجح زوجي فى تولى إدارة أحد البنوك الكبيرة بدأ الاهتمام بمظهره وإبعادى عن عمله،كما لاحظت انجذابه للفتيات الجميلات وإبداء إعجابه بهن ، فانتبهت لذلك وبكل هدوء بدأت في اتباع ريجيم لإنقاص وزني، وحسنت من مظهري فبدأ يهتم بي ويستعيد روح الشباب والمرح.
أما هـ.عبدالله، مدرسة فكان لها أسلوب مختلف فى معالجة المشكلة حينما لاحظت اهتماما متزايدا من زوجها بمظهره وكثرة تحدثه عند إحدى زميلاته حيث غيرت من معاملتها له, وبدأت فى إهماله وتناسي طلابته والتغافل عنها وهو عكس ما اعتاد عليه منها, الأمر الذى دفعه للتساؤل عن سبب تغيرها ومضاعفة الاهتمام بها وأبنائه.
بينما استفادت ع.سراجالدينمن دراستها لعلمالاجتماع فى معالجة الأمر فتقول: كان حبي لزوجي دائما يشبه حب الأم،لكن عندما لاحظت تغير سلوكه واهتمامه المتزايد بمظهره أدركت أنه يشعر بفراغ عاطفى وأنه يحتاج إلىحبى لهكزوجة،وبالفعل تغير أسلوب معاملتى له وضاعفت من اهتمامي بمظهري إلى جانب الإكثار من الخروجات العائلية واستعادة ذكريات الخطوبة والسنوات الأولى للزواج.
الاكتشاف المبكر
تعلق د.إيمان عبدالله، خبيرة الصحة النفسية والاستشارية التربوية والأسرية على التجارب السابقة وتقول: يمكن للمرأة التعرف على معايشة زوجها للمراهقة المتأخرة من خلال عدة علامات منها تغير معاملته لها وأولاده، واختلاف ذوقه في الأكل واختيار الملابس، بالإضافة إلى مغازلة الفتيات الأصغر منه سنا وكأنه يرغب فى استعادة شبابه أو الدخول في قصة حب، ويسمى العلماء هذه المرحلة أزمة منتصف العمر، حيث يميل الرجل إلى كسر روتين حياته وتجديدها من خلال إقامةعلاقات أخرى.
وتنصح الزوجة بالتعامل مع هذه المرحلة الخطرة من حياة زوجها بصبر وذكاء وتقول: على المرأة أن تفكر في المشكلة باعتبارها مرحلة عابرة وتتعامل بهدوء دون صدام قد يؤدي إلى الطلاق، لذا أنصحها بتجاهل تصرفات الزوج وسلوكه وتجنب السخرية من التغيير الذي طرأ عليه بل امتداحه ومغازلته والإطراءعلى رجولته لتشعره بالمحبة وبأنه لا يزال جذابا في عينيها، ولتخبره أنها أيضا بحاجة إلى تغيير مظهرها ليتماشى مع روح الشباب لديه،بالإضافة إلى تخصيص وقت رومانسي خاص بهما بعيدا عن الأولاد لتلبي احتياجاته العاطفية واستعادة لحظات الرومانسية التي جمعتهما في الماضي بالذهاب إلى نفس الأماكن مثلا ، والأهم من ذلك تجنب المشاجرات واللجوء إلى الحوار والتقرب منه بشكل معتدل لتستعيد انجذابه إليها، وعلى كل امرأة يمر زوجها بهذه المرحلة ألا تشعر بالإحباط بل تستغل الفرصة لتعيش شبابها من جديد وخلق أهداف جديدة لحياتها.
ويرى د. جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية أن مصطلحى المراهقة المتأخرة وأزمة منتصف العمر بحاجة إلى مراجعة فيقول: يمكن تسمية تلك المرحلة خلل في العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، لأن هذه الأعراض قد تظهر على الرجل في سن مبكرة قبل 35 سنة وهو أمر متعلق بأمور اجتماعية واقتصادية وضغوط نفسية تدفع الرجل للهروب إلى واقع آخر كنوع من التنفيس أحيانا، خاصة لو لم يكن ارتباطه بزوجته عن حب أو عدم تقديرها لحالته المادية أو افتقاده لوجوها بحياته كصديقة وحبيبة، فكل ذلك سيؤثر على علاقتهما وسيجعله يبحث عن الحنان والاحتواء لدى طرف آخر.
ساحة النقاش