درع الدفاع عن الوطن فى الخارج .. هؤلاء هم أبناء مصر فى الغربة الذين لم تشغلهم الحياة عن القيام بدورهم فى دعم وطنهم خلال الأزمات التى تمر به خاصة فى السنوات الأخيرة التى كانت شاهدة على نضالهم ضد الجماعة الإرهابية وأعوانها، ومازالوا وقوفا فى صف الوطن فى كل موقف وقضية بالتنسيق مع وزارة الهجرة وشئون المصرين بالخارج التى لا تدخر جهدا فى ربطهم به من خلالالعديد من المبادرات.

المصريون بالخارج وحبهم لوطنهم ملحمة يسطرها التاريخ ويشهد بها العالم كما نتعرف على هذا من خلالجولتنا التالية..

فى البداية تقول د. جيهان جادو، عضو المجلس المحلى بفرساى: دفعنى حلمى باستكمال دراسة القانون بالخارج لمراسلة العديد من الجامعات الفرنسية حتى سجلت درجة الدكتوراه بإحدى الجامعات المصرية، بعدها سافرت إلى فرنسا برفقة زوجى واستكملت دراستى فى المقارنة بين القانونين المصرى والفرنسى، ثم عدت إلى مصر لمناقشة الدكتوراه لأكون أصغر طالبة تحصل على درجة الدكتوراه فى عمر ٢٨ عاما.

وتابعت: لعب اندماجى في المجتمع الفرنسي دورا كبيرا فى تذليل العديد من الصعوبات التى يواجهها أغلب المهاجرين أمامى، فتعلم لغة البلد والتعرف على ثقافته يقصر دوما الطريق الطويل، ثم بدأت في إنشاء مؤسسه ثقافيه ترعى الثقافة والفن والأدب وتعمل على إثراء كل ماهو مفيد وحضارى، ومنها انطلقت إلى المجتمع الفرنسى حتى أصبحت الآن عضوا فى مجلس إدارة حى نوتردام بفرساى، كما أعمل بقسم الاستقبال والعلاقات العامة بقصر فرساى، بالإضافة إلى العمل بقطاع أمنى بالتعاون مع السلطات الفرنسية.

الغربة

عن صعوبة الاغتراب بعيدا عن الأهل والأصدقاء والوطن تقول: عانيت بعيدا عن بلدى الذى تربيت وعشت فيه لكن كنت دائما أعمل على أن تكون مصر نصب اعينى ففى كل نجاح كنت أضع هدفا واحدا أمامى وهو أن أكون مصرية ترفع رأس بلدها عاليا، ونموذجا تفتخر به بلدى، وبعد مرور ١٥ عاما على إقامتى بفرنسا إلا أننى لم أنسى يوما أننى مصرية أقدس تراب وطنى، حالى فى ذلك حال المصريين الذين تركوا وطنهم لطلب العلم أو كسب العيش، حيث يسطرون أكبر ملحمة فى حب الوطن وقت الشدائد،  ففى ثورة ٣٠ يونيو احتشد المصريون بالخارج معلنين رفضهم لجماعة الإخوان، كما كان للمرأه دور فى حشد الآلاف من المصريين للخروج إلى صناديق الانتخابات، إلى جانب دعم مشروع قناة السويس الجديدة، لافتة إلى أنها وغيرها من المصريين المقيمين بالخارج يسعون دائما لتصحيح صورة مصر لدى الغرب وتوضيح المعلومات المغلوطة التى يروجها الإعلام المضلل.

التواصل مستمر

ثمنت د. جيهان من دور وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج التى تسعى جاهدة إلى ربط المصريين بالوطن الأم من خلال الوزيرة د. نبيلة مكرم التى تقوم بدور كبير جدا فى دعم كل مصرى بالخارج، فقد كان لمؤتمر مصر تستطيع عظيم الأثر فى نفس كل عالم مصرى بالخارج، بالإضافه إلى مؤتمر إحياء الجذور، ومنتدى المصريين بالخارج الذى أقيم فى يوليو الماضى بعنوان "إجازتك فى بلدك" لتنشيط السياحة الداخلية، لافتة إلى وجود تواصل دائم مع المصريين بالخارج من خلال لقاءات متكررة من قبل د. منى مع الجاليات الأكثر كثافة فى الدول المختلفة لتوصيل الأفكار ومعرفة المشكلات التى تواجهها، بالإضافه إلى عمل منتدى إلكترونى يتيح لكل مصرى بالخارج التواصل مع الوزارة.

وأعربت عضوة مجلس إدارة حى نوتردام عن سعادتها لمشاركتها مع الجالية المصرية بفرنسا التى كانت فى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء زيارته لفرنسا، ومؤتمر دعم سيادته فى انتخابه لفترة ثانية، مؤكدة أن دعمها لمصر فى كل قضاياها نابع من حبها العميق لوطنها الأم فمن لا أصل له لا مستقبل له، مشيرة إلى أن المصريين بالخارج عليهم دور كبير فى دعم الاقتصاد المصرى من خلال تحويل مدخراتهم إلى البنوك المصرية لعمل الاستثمارات الوطنية، داعية وزارة الهجرة إلى تسويق شهادة استثمار المصريين بالخارج التى أصدرتها مؤخرا تحت عنوان "شهادة بلادى الاستثمارية" وتشجيع المقيمين بالخارج على شرائها.

مصرية ثائرة

من النماذج النسائية الناجحة للمرأة المصرية المغتربة ماجدة صقر، مؤسسة حملة سيدات مصر فى الداخل والخارج وتقول: لم أتوقف عن دعم وطنى خاصة فى حربه ضد الجماعة الإرهابية حيث يتواجد الكثير من أفرادها فى إنجلترا ولندن ما دفعنى لشن حرب ضد مخططاتهم لتزيف الوعى العالمى عن الأحوال فى مصر بالعاصمة البريطانية بعد ثورة 30 يونيو، لذلك نظمت المظاهرات المؤيدة لمصر وجيشها ورئيسها للوقوف أمام تحريضاتهم ضد مصر، فبدأت بطرق أبواب مقرات الجالية المصرية والكنائس والمطاعم والمقاهى حتى محلات السوبر ماركت التى يتواجد بها المصريون بكثرة، والحمد لله نجحنا فى تنظيم العديد من المسيرات وتقديم عدة عرائض للبرلمان ورئيس الوزراء البريطانى خلال هذه الفترة، وأخرها كانت مظاهرة لرفض زيارة أمير قطر تميم للبرلمان البريطانى منذ أيام قليلة، كما اشتركت مع د. سمير تكلا، مؤسس مجموعة أصدقاء مصر من أعضاء البرلمان البريطانى واللوردات فى تنظيم مؤتمرات وندوات عدة داخل البرلمان البريطانى شارك فيها العديد من الشخصيات العامة المعروفة مثل د. طارق حجى والسيدة جيهان السادات.

محاربة الإرهاب

أما الكاتبة الصحفية سحر رمزى، التى تشغل عدة مواقع داخل المجتمع الهولندى ومنها رئيس تحرير "أوربا اليوم" ومدير شبكة "رؤية نيوز" ورئيسة اتحاد المرأة العربية بهولندا والمتحدث الإعلامى للجالية المصرية هناك فتقول: لا شك أن قرار السفر والاغتراب القرار الأصعب فى حياة أى شخص حيث صعوبات اللغة والتعامل مع مفاهيم وثقافة مختلفة تماما عن العادات والتقاليد والمعتقدات التى تربى عليها، ولكن الشيء الوحيد الذى شجعنى على اتخاذ هذا القرار الصعب يقينى أن مرافقة زوجى هى التصرف المناسب، لذا تقدمت بطلب إجازة بدون مرتب من دار الجمهورية التى كنت أعمل بها.

وتابعت: بعد انتقالى إلى هولندا كانت اللغة أول الصعوبات التى واجهتنى هناك فالتحقت بإحدى المدارس وتعلمتها ووفقت فى التعايش مع أولادى والمجتمع الهولندى، ثم بدأت حياتى العملية من خلال العمل بأكثر من صحيفة فى فترات متقاربة على مدار سنوات غربتى، ومنها على سبيل المثال "دليلي، والجسر،  والحرية"، كما عملت فى منظمات المجتمع المدنى حتى بداية ثورة يناير ٢٠١١، وقتها شعرت بخوف شديد على الوطن فشاركت فى كافة الوقفات الاحتجاجية التى نظمت فى مختلف المدن الهولندية، ومع تولى الجماعة الإخوانية الحكم شعرت بأن مصر محتلة، فنظمت مع العديد من الاتحادات ندوات ومؤتمرات وتحدثت لوسائل الإعلام العربية وإذاعة هولندا العالمية عن خطورة جماعة الإخوان الإرهابية على مصر وشعبها، وفى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ خرجت مع مئات المصريين فى مظاهرات بميدان الدام أمام القصر الملكى للمطالبة برحيل محمد مرسى وجماعته، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة وهى إظهار حقيقة ماحدث فى اعتصام رابعة والسيناريوهات البديلة حال استمرار الإخوان فى الحكم.

دعم المصريين

عن دورها فى تحقيق التواصل بين المصريين بهولندا والحكومة المصرية وما يقدمه المجلس الأعلى للجالية المصرية هناك تقول سحر رمزى: بصفتى المتحدث الإعلامى للمجلس أسعى دائما إلى تنظيم لقاءات فى كافة المناسبات بهدف تشجيع المصريين على المشاركة الإيجابية بكافة الأحداث والفعاليات المصرية من خلال تنظيم رحلات لتسهيل المشاركة على نفقة المجلس، أما عن دعم المصريين فى الخارج للوطن فيتم بأكثر من طريقة أهمها شرح الأوضاع التى تمر بها البلاد بمختلف التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، وتنشيط السياحة وتشجيع الاستثمار فى مصر، والتفاعل مع كافة القضايا الوطنية، والعمل على تكذيب الشائعات التى يتعمد أعداء الوطن نشرها عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعى.

وأشادت بتواصل الهيئة العامة للاستعلامات مع المصريين فى الخارج بشكل دائم عن طريق ميرفت السنباطى، مدير عام الاتصال بمسسة "أبناء المصريين فى الخارج"، وكذلك وزارة الهجرة التى تحرص على الاستماع لمشكلاتهم وتعمل على حلها.