كل عام ومصر كلها بخير وسعادة واستقرار وأمان واطمئنان, وكل عام ورئيس مصر عبد الفتاح السيسى, وأسرته وكل معاونيه وأحبائه وكل المخلصين لمصر بخير وسعادة ورضى من الله سبحانه وتعالى, ولعل كل قرائى وقارئاتى الأعزاء والعزيزات قد قضوا عيدا سعيدا مباركا, وعقبال السنة الجاية ومصر كلها فى أمن وأمان بإذن الله تعالى إنه سميع مجيب الدعوات يا رب العالمين .
***
قارئتى السيدة رحمة عبد الجواد من طنطا هاتفتنى منذ ما يقرب من شهر تقريبا وكانت فى حالة اضطراب شديد وحيرة بالغة لكن بفضل الله تعالى استشرت أولى الأمر من علماء الأزهر الشريف وطمأنتها وسافرت فى أمان الله لأداء فريضة الحج وتعود بإذن الله بعد أيام وربما تكون قد عادت من الأراضى الحجازية وأسأل الله تعالى أن يتقبل منها ويهدئ خاطرها ويغمرها باليقين والرضا والله وحده هو المستعان !
***
قالت السيدة رحمة 66 سنة سأحكى لك كل شيء، بل كل ما أشعر به فى داخلى, وقد تركت أمرا ما يحيرنى إلى الله سبحانه وتعالى وإليك ومن تريدين أن تستشيريه, وأبدأ بأن أقول إننى سيدة من أسرة متوسطة الحال من طنطا ولم أحصل سوى على الشهادة الإعدادية, ثم شاء الله سبحانه وتعالى إرادة والدى أن أتزوج من رجل فاضل محترم بمعنى الكلمة, أسعدنى أنا وبناتى منه, فلم أنجب له سوى ثلاث بنات ولم يتذمر ولم يشك بل لم أسمعه يقول إنه يتمنى أن يكون له ولد, بل أقسم زوجى على أن يعلم البنات حتى آخر مراحل التعليم وأن يجهزهن بقدر ما يستطيع, وهو ولله الحمد والشكر موظف كبير فى الحكومة, وأنا ولله الحمد من عائلة مستورة, فقد كان والدى موظفا كبيرا أيضاً فى الحكومة, وحياتنا كانت ولا تزال سعيدة ومستورة وكل شيء يبعث على الرضا, فقد تربيت فى بيت يقدس أهله ديننا الحنيف وعلى نفس المنهاج ربيت بناتى الثلاث وعشنا عيشة راضية!
***
واستطردت السيدة رحمة.. وكانت أختى التى تكبرنى بخمس سنوات قد تزوجت قبلى وأنجبت ولدين, وبينما التحقت بناتى بالجامعات بل بكليات القمة كما يسمونها فقد تعثر ولدى أختى فى التعليم ولم يستمر الكبير سوى عامين فى كلية التجارة ثم انقطع عن التعليم, أما الثانى فلم يدخل الجامعة من أصله!
وبالطبع كان الكل مشغولا بالبنات اللائى فلحن فى التعليم والصبيين اللذين فشلا فى إكمال تعليمهما العالى, وكان ابن أختى الكبير يكبر ابنتى بحوالى ست سنوات, وكان كما يقول المثل البلدى (يلعب بالبيضة والحجر), فقد كان منذ صغره يعمل فى وظائف صغيرة لا تتطلب الشهادات, ثم عرفت أنه تعرف على مجموعة من التجار يعملون فى تجارة الملابس المهربة من الخارج, ثم كان أن شرب المهنة وعرف كواليسها وتضاريسها توسع واغتنى وافتتح محلا كبيرا باسمه فى شارع ضيق فى نهاية ميدان الساعة بطنطا وصار من الأغنياء المرموقين, ولا أنكر أنه كان ولا يزال من النوع السياسى فى الكلام والمعاملة, ومن هنا نجح فى تجارته وتوارت مسألة الشهادة الجامعية وأصبحت غير ذات أهمية عند أحد بل لم يعد أحد يذكرها على الإطلاق!
***
واستطردت السيدة رحمة.. وتخرجت ابنتى الكبيرة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتحقت بالعمل فى وزارة العدل, وكانت تخطط لكى تكون سفيرة بالحكومة, وأقبل الخطاب على طلب يدها وفوجئت بها ترفض كل العرسان الذين تقدموا إليها وتقول إنها تريد أن تبنى مستقبلا ثم تفكر فى الزواج, ولم يخطر على بالى أن يتقدم أحد من أولاد أختى غير الجامعيين لطلب الزواج من ابنتى الجامعية ذات الشهادة العالية, ثم كانت المفاجأة غير المتوقعة التى حيرتنى وحيرت الناس كلهم والتى أصابت تفكيرى بالشلل التام.. والأسبوع القادم أحكى لك باقي الحكاية.
ساحة النقاش