يابنت بلدى يوم 6 أكتوبر هو يوم لا ينسى فى حياة كل المصريين، بل كل العرب على وجه الإطلاق! فهو يوم أول انتصار للعرب على إسرائيل بعد سلسلة هزائم واحتلال وقهر، هو يوم النصر المبين، يوم العبور إلى الكرامة والعزة وعودة الثقة بين الجيش والشعب بعد أن كانت قد زادت «النكت » والقفشات والسخرية من الجيش بعد هزيمة عام 1967 إلى درجة أن أطلقوا عليه «جيش الانسحاب » و «جيش الهاربين من الصحراء » و «جيش الهزيمة » وأسماء أخرى لا أريد أن أذكرها لأنها تجرحنى كمصرية مؤمنة ومعتزة بوطنها وجيشها مهما كانت الظروف والرؤى، ولم تمض أسابيع على الهزيمة النكراء حتى نهض فتية من الجيش آمنوا بربهم وآمنوا بمصر وبأن الهزيمة لن تثنيهم عن النصر فى النهاية، وكان انتصار أولادنا من الجيش فى موقعة شدوان، ثم فى إيلات، وبدأنا العمل والتخطيط لدفن العدوان والأخذ بالثأر، وبدأت حرب الاستنزاف وبدأ الأمل والعمل، وبدأ بناء حائط الصواريخ، وبدأ الناس يقولون لا يزال لدينا أمل فى إصلاح ما فسد وما زال لدينا أمل فى رجال جيشنا الباسل الذى كان قد عقد العزم على التضحية بكل مرتخص وغال فى سبيل استعادة الأرض والعرض.

***

وكل عام يتكرر نفس السؤال الموجه إلي من وسائل الإعلام المختلفة.. أين كنت يوم 6 أكتوبر 1973 وكيف تلقيت النبأ؟ والجواب عبارة عن قصة طويلة سوف أختصرها وأرويها لقرائى وقارئاتى رغم مرور 45 عاما على يوم الانتصار لكنه يوم لا ينسى حتى آخر العمر!

***

كنت قد فوجئت بمكالمة هاتفية من الزميل المرحوم الأستاذ مصطفى غنيم مدير تحرير مجلة الأخبار، وكان ذلك خلال أواخر شهر  أغسطس عام 1973 وهنأنى بأنه تم اختيارى ضمن وفد صحفى من 12 زمي ا وزميلة لرحلة طويلة لزيارة ل

عدة بلاد فى قارة آسيا، وأن الرحلة سوف تستمر ل شهراً على الأقل وسوف نزور خ الها أكثر من خمس دول أسيوية منها الصين واليابان والهند وباكستان وماليزيا وسنغافورة وغيرها، وأنها سوف تختتم فى المملكة العربية السعودية، إذ كان جلالة الملك فيصل قد وجه الدعوة للوفد الصحفى المصرى لأداء العمرة الشريفة، وطبعاً طرت من الفرحة وكالمعتاد وفى كل رحلة صحفية توجه إلى الدعوة للقيام بها لابد أن أستأذن شقيقى الأكبر الرئيس محمد أنور السادات، وتلك كانت التعليمات السارية من قبله للعائلة كلها..

وذهبت إلى أخى وكان يومها يقيم لمدة عدة أيام باستراحة الرئاسة بالقناطر الخيرية وجلست فى حديقة الاستراحة أنتظر قدوم أخى الرئيس وكان ساعتها يؤدي صلاة العصر وجاء أخى يرتدى الجلباب والعباءة وهى الملابس التى يفضلها فى إجازته عندما لا يكون مطلوباً منه مقابلات رسمية وقال لى:

- خير يا بنت يا سكينة «بضم السين وهذا هو اسمى حقيقة وليس بكسر السين » خير فيه إيه؟ الأولاد كويسين وإخوتك بخير واتغديتى ولا لسه ما أكلتيش؟

قلت له وأنا أسلم عليه وأقبل يده كالمعتاد: الحمد لله يا ريس كله بخير.. لكن أنا معزومة فى رحلة للشرق الأقصى وحبيت أستأذن حضرتك قبل ما أرد على الأستاذ مصطفى غنيم رئيس الوفد؟

قال أخى الرئيس: هتسافروا امتى وتغيبوا قد إيه؟

قلت له: إن شاء الله أول سبتمبر ونغيب شهر لأننا نزور أكثر من خمسة دول كبرى فى جنوب شرق آسيا.

صمت الرئيس فترة ثم قال:

- أوافق على شرط! ووقع قلبى فى جوفى!

الأسبوع القادم أكمل لكم الحكاية.

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 516 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,688,161

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز