كتبت: إيمان العمري

من رحم أزمة وباء كورونا الذي اجتاح العالم ولدت طموحات جديدة للشباب وأحلام مختلفة شكلتها ما يمرون به من حالة غريبة لم تعرفها حتى الأجيال السابقة.. فكيف شكل ذلك الفيروس اللعين نظرة الأصدقاء واتجاهاتهم نحو المستقبل؟

البداية مع ريم نصار، مصورة فوتوغرافيا وتقول: تعلمت من التجربة القاسية التي يمر بها العالمأنه في لحظة واحدة يمكن أن يتغير كل شيء من حولنا وتتبدل الحياة ونصبح في عزلة عن كل من نحبهم ولا نستطيع حتى أن نصافحهم لذلك أصبحت على قناعة كاملة بضرورة ألا نضيع عمرنا في مشاحنات لا فائدة منها وأن نستمتع بكل لحظة فيه لأننا لا ندري ماذا سيحدث لنا في أي وقت.

وتتفق معها في الرأي جهاد الشافعي، مذيعة وتقول: تعلمنا قيمة اليوم العادي وما يمثله من معاني بحيث أصبح أقصى حلم لنا أن نعود إلى يومنا هذا ونفعل ما كنا نقوم به في حياتنا العادية.

ترتيب الأوراق

أما رنا الخيوطي، إعلامية فترى أن تجربة الحظر والبقاء في المنزل لفترات طويلة شكلت لها ما يشبه بحالة فصل تام مما كانت تفعله فيما قبل وتعيد خلالها ترتيب أوراقها وتمارس هواية القراءة كما يحلو لها، وتنحصر أحلامها بعد انتهاء غمة الكورونا أن تعود لحياتها السابقة أكثر التزاما بالقيام بما عليها من مهام وأشد حرصا على عدم إهدار وقتها.

وترى دارين محمود، بطلة العالم في التجديف أن أهم شيء تعلمته من تجربة وباء كورونا أن هناك أشياء كثيرة لا تستحق أن يهدر فيها الإنسان وقته, وأنه من المفترض أن يركز ويقضي يومه في الأشياء المفيدة، وتشعر بضرورة أن تغير حياتها وتركز في دراستها وتدريباتها وتكون أكثر قربا من عائلتها وتسأل عن الناس الذين تحبهم بصورة دائما.

أما محمود كمال، كاتب فيقول: تلك التجربة جعلت العالم كله يقف على حقيقة أن الله قادر على كل شيء وأنه يجب على كل شخص أن يراجع علاقاته مع نفسه والمقربين له ومع خالقه ويدرك أن لا شيء يبقى على حاله وأن الذي سيظل دائما هو المحيط الأسري، وأتمنى بعد انتهاء أزمة كورونا أن أفعل أشياء كثيرة وأكون أكثر اجتهادا وربما أوثق تلك التجربة وتظهر في أحد أعمالي في المستقبل.

أولويات مختلفة

تعلق على تأثير أزمة وباء كورونا على طموحات الشباب وأحلامهم د. هالة منصور،أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس وتقول: لقد أظهر فيروس كورونا الجانب المظلم للعولمة وأنها ليست ثورة اتصالات وأنها سهلت الحركة وتبادل الثقافات بل هي على الجانب الآخر سهلت انتشار الأمراض نتيجة الحركة المتبادلة بين الشعوب لذلك من المتوقع حدوث تغيرات كبيرة في العالم، وبالنسبة للشباب فقد أصبح أكثر وعيا بالثقافة الصحية وأكثر التزاما, كما أنه سيعيد التفكير في الكثير من أنماط الثقافات التي كانت تسود حياته وترتيب أولوياته ويكون أكثر إدراكا لقيم الوقت والمال والعمل وللأشياء التي تحقق السعادة وعلى رأسها الدفء الأسري فهو حصن الأمان الحقيقي.

المصدر: كتبت: إيمان العمري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 626 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,922,167

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز