حوار : منار السيد
بعد كل الأزمات يأتي الأمل ليتيح لنا فرصة البدء من جديد وخاصة عندما يأتي الأمل مع نسمات شهر رمضان الكريم والذي يعتبر إشارة لنا لنستعين بروح رمضان لنتعلم من أزمتنا ونغير الكثير من المفاهيم والسلوكيات الخاطئة، وخاصة مع أطفالنا وشبابنا فهم أمل الوطن ونور الحياة لتكون التربية اكتسابا وليس أمرا وهذا ماتؤكده دائما الخبيرة التربوية د.صبورة السيد،أمين مساعد حزب مستقبل وطن بالجيزة، والتي تتحدث لنا عن أهم طقوسها الرمضانية مع أحفادها وكيفية الاستفادة من أزمتنا في تعليم أبنائنا العديد من القيم والسلوكيات الصحيحة.
- ما أهم طقوسك الرمضانية؟
نحرص في شهر رمضان علىإتمام العبادة من صلاة وقراءة القرآن وعمل مسابقات بيننا والأبناء والأحفاد في المنزل لمن يختم القرآن أولا أويختمه أكثر من مرة،فلنعلم دائما أبنائنا وأحفادنا قيمة الشهر الفضيل من خلال طقوسنا الدينية التي تربينا عليها، فدائما ما أؤكد أن التربية اكتساب وليست أمرا وإجبارا.
وهل اختلفت الأجواء الرمضانية بين الماضي والآن؟
بالطبع اختلفت كثيرا لكني أحاول دائما الحفاظ على ماورثناه من هذه الأيام الجميلة وأحاول أن أكون حريصة على اتباع الطقوس التي تربينا عليها والقيام بها مع أبنائي وأحفادي ليشعروا بجمال الشهر الكريم مثلما كنا نشعر به في الماضي، فنحن في رمضان في الوقت الحاضر نفتقد إلى الدفء الرمضاني الجميل الذي كنا نعيشه في الماضي والروحانيات التي كانت تملأ الوجدان والشوارع لذلك أتمنى ألا ننسى جمال الشهر الكريم وفضله الكبير.
كيف تحاولين التمسك ببعض ماتبقى من طقوس رمضانية وتطبيقها مع أحفادك؟
أحرص على إتمام كافة الطقوس التي تربينا عليها ونشأ أبنائي عليها، فمثلا زوجي حريص على جلب زينة رمضان كل عام وتعليقها ليشعر الأحفاد بالفرحة، بالإضافة إلى اصطحاب أحفادنا الثلاثة لشراء الفوانيس لهم كل عام، وأهم شيء نحاول التمسك به هو "لمتنا" على مائدة الإفطار ولو لأيام قليلة خلال الشهر الكريم، والتواصل مع أفراد عائلتنا والإفطار سويا مهما كانت الظروف.
وماذا عن مطبخك الرمضاني؟
بجانب الطقوس الدينية من الصوم والتراويح وقراءة القرآن هناك أمر رئيسي تهتم به المرأة وهو المطبخ وكيفية إعداد مائدة الإفطار طوال الشهر الكريم لأنها دائما تفكر خلال الشهر الكريم كيفية إسعاد أولادها بإعداد أشهى المأكولات.
ما أشهى الأطباق التي تقومين بإعدادها في أول يوم رمضان؟
لأول يوم فى رمضان طابع خاص فهو اليوم الذي يجتمع فيه كل أبنائي وأحرص علىإعداد الطبق المفضل لكل فرد من أفراد أسرتي الذي يشتهيه فأقوم بإعداد طبق الكشك لمي زوجة ابني، واللوبيا لزوج ابنتي،والاسكالوب لمحمد,والمكرونة بالبشاميل للدكتور سامي، فأحاول في هذا اليوم أن أرضي كل الأطراف وأقوم بإعداد الأكلات التي يشتهيها كل منهم بجانب الأرز والسلاطات والشوربات.
- هل قضيت من قبل شهر رمضان خارج مصر؟
أحرص على قضاء النصف الآخر من الشهر الكريم في السعودية لقضاء عمرة رمضان ولختم القرآن بالأراضي المقدسة لكن ظروف هذا العام والأزمة العالمية منعتني من إتمام هذا الطقس.
- كيف يمكن للمرأة العاملة الموازنة بين متطلبات عملها وأسرتها في الشهر الكريم؟
أهم شيء هو تنظيم الوقت لنتمكن من إنجاز كافة الأعمال وتلبية كافة المتطلبات خلال يوم رمضان، فبالرغم من أن يوم رمضان يكون قصيراإلى حد ما لكنني أحاول دائما أن أنهي كافة الأعمال في الصباح لأتفرغ لأسرتي منذ الإفطار حتى موعد السحور.
وهل تشجعين فكرة العزومات المتبادلة خلال الشهر الكريم؟
يجب أن يتم ذلك في إطار محدود، ففكرة العازم والمعزوم أيضا تعد عبئا على بعض الأسر في ظل الظروف الاقتصادية، لذا علينا أن نحدد فكرة اللمة في التجمع والترابطسويا دون الالتزام بفكرة العزومة، حيث يمكن تبادل الزيارات بعد الإفطار ولدينا متسع من الوقت حتى وقت السحور، فهذه الزيارات تقوي الترابط المجتمعي دون أعباء اقتصادية.
وما نصيحتك للمرأة المصرية خلال الشهر الكريم؟
أهم شيء أريد أن أنصح به كل امرأة هو التدبير وعدم التبذير في شهر رمضان وأن ننظر للأمر نظرة اقتصادية حيث إنه لايجب إعداد مائدة كبيرة على الإفطار فالشهر الكريم يعلمنا الالتزام والاقتصاد، لذلك يجب أن تعمل المرأة المصرية على التدبير والالتزام بنوع أو نوعين يوميا على مائدة الإفطار حتى تستطيع الحفاظ على ميزانية منزلها خلال شهر رمضان دون إخلال بالالتزامات الأسرية.
- ما المفاهيم المكتسبة من أزمتنا مع فيروس كورونا ونسعى لتطبيقها في الشهر الكريم؟
أول الدروس المستفادة الحفاظ على الصحة والابتعاد عن العادات الخاطئة التي كنا نتبعها في شهر رمضان والتي تؤثر بشكل سلبي على صحتنا مثل الإفراط في تناول الطعام خاصة الحلويات،والحفاظ على النظافة الشخصية والعامة باعتبارها من أساسيات العبادة والطهارة، كما أن هذه الأزمة ساعدت فى تقوية العلاقات الاجتماعية وصلة الأرحام وهذه من روحانيات الشهر الكريم.
ساحة النقاش