بقلم : سمر الدسوقى
ونحن نتابع جميعا وعن كثب بل ونتجمع كعائلة واحدة حول الشاشة لمتابعة العمل الدرامي مسلسل » الاختيار « لابد وأن نتذكر أيضا فيلم الممر وكيف نجح في لم شمل الأسرة المصرية كبارا وصغارا حول شاشة السينما، وفي كلا العملين هناك حقيقة واضحة وهي أن الدعاوى المضللة التي كانت تشير إلى أن الجمهور يرغب في متابعة الأعمال الدرامية الخفيفة والكوميدية أو ربما التي تنتج فقط من قبل التسلية لا غير.
مجرد دعاوى لا علاقة لها بالواقع، فالواقع يشير إلى أنه عندما توجد قصة ترتبط بالوطن بكفاحه ونضاله وتضحيات أبطاله فالكل يجتمع ويلتف وهو ما يبرهن على أننا جميعا قد أصبحنا ندرك ومنذ عدة سنوات حقيقة ما يصاغ ضد هذا الوطن من مؤامرات داخلية وخارجية، وأن روح الانتماء والولاء لهذه الأرض أصبحت ما يجمعنا جميعا دون تفرقة بعد أن شاركنا في العديد من الأحداث للدفاع عنه ومواجهة ما يهدده من أخطار، ولكن كيف يمكننا استثمار هذا الواقع ليس فقط فنيا وإنما أيضا اجتماعيا وتربويا، لا شك أننا كمجلة حواء كنا قد دعونا ولأكثر من مرة على صفحات أعدادنا ومن خلال صالوناتنا الشهرية إلى تدريس مادة الأمن القومي في مدارسنا فى كافة المراحل الدراسية، وهنا أضيف أننا نحتاج أيضا بجانب هذه المادة أو من خلال بعض مفرادتها إلى تدريس تاريخ أبطالنا من شهداء الجيش والشرطة وبخاصة من ضحوا بأرواحهم فداء لهذا الوطن منذ عام 2011 وحتى الآن، وهي لا شك من أصعب الفترات الزمنية التي عشناها جميعا حتى تخلصنا من الحكم الإخواني الغاشم ونجحنا يدا بيد مع قيادتنا السياسية وقواتنا الباسلة من الجيش والشرطة وكافة أجهزة الدولة المعنية في إعادة بناء الوطن مرة أخرى وتشييد العديد من المشروعات القومية العملاقة، ولكن كان هذا بتضحيات ودماء طاهرة عدة سالت ما زال ذووها من الأهل والأصدقاء سواء كانوا زوجات أو أمهات أو أبناء أو جيران يتذكرونها ويعيشون بروحها، ورغم أن القيادة السياسية تحرص وبصورة دائمة على تذكرهم وتكريمهم في كافة المحافل إلا أننا ما زلنا نحتاج إلى تكريمهم بصورة أكبر وأكثر تأثيرا من خلال توثيق تاريخهم وبطولاتهم في مناهجنا التعليمية، وهذا من شأنه أيضا ليس فقط أن يحمل معاني التكريم لهم ولكنه يقدم أيضا لأجيالنا الجديدة القدوة التي نحتاج إليها كأمهات ونحن نقوم بتنشئتهم، فجيل ينشأ وهو يقرأ تاريخ وبطولة وغيره من أبطالنا لا شك أنه سيكون مختلفا » المنسي « عن جيل لا يعرف ولا يعي ما قدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات من أجل هذه الأرض، من هنا أعود وأطالب ليس فقط بتدريس الأمن القومي ولكن أيضا تاريخ وبطولات شهدائنا من القوات المسلحة والشرطة.
ساحة النقاش