كتبت : إيمان عبد الرحمن

رغم أن الحب هو بطل الكثير من العلاقات الزوجية إلا أنه مع تزايد المسئوليات تجاه الأسرة والأبناء يتسرب الملل إلى الحياة الزوجية ليعانى الزوجان رتابة الحياة التى تصل بالبعض إلى الخرس الزوجى، فكيف يمكن التغلب على تلك المشاعر السلبية التى تتسب فى كثير من الأحيان فى نهاية أى علاقة، وفى أفضل الظروف يعيش الزوجان "طلاقا صامتا"؟

في البداية تحكي رانيا صبحي, ربة منزل تجربتها وتقول:أصبحت الحياة بيني وزوجي روتينية، ومع انشغالي بتربية ابناى التوأم قل الحوار بيننا وأصبحت أشعر أنني أعيش في سجن وأن المنزل بالنسبة لزوجي فندق ينام به، ورغم شكوتي المستمرة إلا أن زوجي يبرر انشغاله بعمله الدائم من أجلنا، وأحاول من فترة لأخرى السفر وتغيير روتين حياتنا لكن المشكلة الأساسية لا تحل, فأنا لا أشعر بالاهتمام مثل السابق ما أثرعلى علاقتي بزوجي.

ويقول أحمد مجدي، مدرس:أكبر مشكلة يواجهها الأزواج خاصة بعد مرور عدة سنوات على الزواج انشغالالزوجة بالأولاد وعدم التجديد في شكلها أو تفاصيل حياتهاما يجعل الكثير من الأزواج يفضلون قضاء الوقت مع الأصدقاء والهروب من المنزل خاصة مع الشكاوى المستمرة وعدم الشعور بالارتياح والاهتمام.

وترى همت سلامة، كيميائية أن تجديد الحياة الزوجية مطلوب لكن كثرة الضغوط المادية والحياتية يجعل من ذلك أمرا صعبا، وتقول: يجب أن يكون الزوجان لديهما النية علىإسعاد الآخر بإمكانيات بسيطة والرضا بما هو متاح, فالسفر والخروج أصبح مكلفا لذا يجب التجديد بأبسط الإمكانيات.

الخرس الزوجي

عن أسباب تسرب الملل إلى الحياة الزوجية تقول د. ريهام عبدالرحمن، استشاري العلاقات الأسرية والتنمية الذاتية: من المسببات المباشرة للطلاق الصامت والخرس الزوجي الملل وعدم التجديد، وكثير من العوامل تساهم في تسربه للحياة الزوجية على رأسها الإهمال العاطفي وأنانية أحد الطرفين, وكذلك الاختلافات في طباع واهتمامات الزوجين، وغيابالتكافؤ الثقافي، وانشغال الطرفين بمسئوليات الحياة خاصة بعد مرور خمس سنوات على الزواج ووجود أولاد، وتلعب الضغوط المادية دورا كبيرا فى تسرب الملل بين الزوجين، في حين أن تدخل أطراف أخرى كالأهل وتراكمالمشكلات وعدم حلها أولا بأول يساهم بشكل كبير في ذلك خاصة في حالة انشغال الطرفين بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.

مظاهر الملل الزوجي

أما عن علامات تسرب الملل إلى الحياة الزوجية وكيفية علاجهفيقول د. عبدالعزيز أدم،أخصائي علم النفس السلوكي:إن منأهم مظاهر الخرس والملل الزوجيندرة الحوار بين الزوجين حتى على مائدة الطعام إن اجتمعا، ولو تحاورا ينتهي الحوار بخلاف وعصبية مفرطةقد تصل إلى العنف اللفظي أو الجسدي، بالإضافة إلىالانعزال وتجنب الزوجان بعضهما وهذه أهم سمات وجود ملل بين الزوجين، ويجب التحرك الإيجابي لمعالجته حتى لا يهدد مستقبل الحياة الزوجية التي قد تصل إلىأحيان كثيرة إلى الطلاق الفعلي والإحصاءات الرسمية تؤكد على ذلك.

ويتابع: لتجنب تبعات الخرس الزوجى على العلاقة بين الزوجين يجب أن يكون هناك احترام متبادل بينهما وعدم اتخاذ أي قرار مصيري إلا بالرجوع إلى الطرف الآخر ومحاولة إيجاد حلول مناسبة ترضي الطرفين، فلا ضير من تنازل أحدهما حتى تزيد نسبة التفاهم بينهما وتقل حدة الخلافات، بالإضافة إلى ضرورة التزام الصدق والشفافية بينهما مع أهمية كسر الروتين عن طريق التجديد والتغيير ولو بطريقة بسيطة من تغيير الديكور والسفر وقضاء إجازات في أماكن مختلفة من أجل التغيير الذي يساهم كثيرا في كسر الملل، كما أن مشاركة الأزواج الأمور الترفيهية البسيطة تقوي الروابط بينهما.

الفتور الزوجي

تقول د. إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية: من أهم العوامل التي تساعد على علاج الملل والخرس الزوجيحل المشكلات الزوجية أولا بأول لأن تراكمها يزيد من الفتور والملل بين الزوجين، وتطوير الذات من أهم العوامل التي تساعد على كسر الملل خاصة إذا كان الهدف هو تطوير مهارات الفرد لنفسه وانشغاله بهواية جديدة والمشاركة بإيجابية في نشاط جديد، ويجب تبادل العبارات الرقيقة بين الزوجين والتعبير عن الحب والتقدير من وقت لآخر,والتفاؤل الدائم والرضا بالنعم التي منحها الله للأسرة, والتركيز على الإيجابيات والبعد عن الأشخاص السلبيين والذين يصدرون طاقة سلبية, بجانب التغيير من آن لآخر في الشكل وفي البيت.

وتنصح د. إيمان بالقراءة وسماع الموسيقي واسترجاع الذكريات الجميلة بين الزوجين وعدم التشاؤم ومحاولة الاستمتاع,وأن يجعل كل من الزوجين يوما فىالأسبوع للترفيه وممارسة الهوايات المفضلة، مع أهمية استخدام الورقة والقلم في كتابة كل المشاعر السلبية الداخلية فى محاولة لتفريغها على الورق، وكتابة كل ما يجول في النفس ويفضل عدم قراءتها بعد الكتابة بل حرقها.