بقلم : أمل مبروك
الكثير من المشكلات التى تنغص علينا حياتنا إنما هى بسبب هؤلاء الذين يفعلون أشياء يرونها في ظاهرها إيجابية بينما هى عين الشر والظلم والأنانية.. وذكرهم الله تعالى فى سورة البقرة بقوله: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون"، ونظرة واحدة للكون من حولنا ستؤكد لنا أنه خُلق على أحسن حال ويظل على حسنه طالما لم تصل له يد الإنسان فإن تدخل الإنسان فيه فغالبا ما يبدأ الفساد فى الظهور، فليت تدخله ليزيد الصالح صلاحا أو على الأقل يتركه على حاله لكنه للأسف الشديد عندما يتدخل يبحث أولا عن مصلحته ومنفعته بغض النظر عن الصالح العام الذى يفسد بطبيعة الحال!
وفى القرآن الكريم أمثلة عديدة لأناس من هذا النوع قال تعالى عنهم: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا.. الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"، ورغم أن هذه الآية الكريمة تتحدث بشكل خاص عن الكافرين والمشركين إلا أن المفسرين أجمعوا على أن حكمها عام على كل البشر الذين يفعلون الشر ويظنون أنه خير، وأن الخالق جل وعلا يحكم على الذى يعمل الباطل بأنه ليس خاسرا فقط.. بل من الأخسرين أعمالا، ذلك أن من يفعل الشر وهو يراه شرا، ويفعل الباطل وهو يدرك أنه باطل قد يأتى عليه يوم يفيق فيه من غفلته ويتوب عن شره وضلاله، أما الذى يظلم ويضل ويقترف الذنوب والمعاصى معتقدا أنه من المحسنين الطيبين، فهذا لا يُرجى منه خير، ولا تنتظر منه توبة.. حيث قال فيهم الخالق العظيم: "أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسنا" وقال فى موضع آخر من كتابه العزيز: "كذلك زُين للمسرفين ما كانوا يعملون".
ليت كل منا يقف مع نفسه وقفة لمراجعة أفعاله بشكل موضوعى يضع فيه ردود أفعال المحيطين به موضع اعتبار لمعرفة ما إذا كانوا سعداء أم تعساء بسبب أفعالنا معهم وعدم المكابرة فى تبرير ما نفعله والعودة عن طريق الضلال والفساد والظلم قبل فوات الأوان.
ساحة النقاش