حوار: سمر عيد

على مر التاريخ أثبتت المرأة أنها المحرك الرئيسي للأحداث منذ أن كانت هناك نماذج استطاعت أن تقود ثورات وتخوض غمار الحياة السياسية للدفاع عن حقوقهن كصفية زغلول، وهدى شعرواي، ونبوية موسى، وسيزا نبراوي، كما حملت بعدهن راية النضال سيدات كان لهن من الصبر والمثابرة ما دفعهن لخوض العمل النيابى والسياسى، لكن ما الدور المنوط بالمرأة لاستكمال دور الرائدات والحفاظ على ما حققنه من مستحقات؟

النائبة البرلمانية منال ماهر، تتحدث عن هذا من خلال تجربتها السابقة فى البرلمان .

فى البداية ما الدور المنوط بالمرأة كسياسية وبرلمانية في دعم المشاركة السياسية لها وبنات جنسها في الانتخابات؟

لا شك أن البرلمانية تلعب دورا كبيراداخل مجلس النواب حيث تتولى دراسة التشريعات والقوانين التي ستطبق على المجتمع في كافة أوجه الحياة،لذامن الضروري قراءة التشريعات والقوانين قبل اتخاذ القرارأو الموافقة على أي قانون،ويقع على عاتق البرلمانية توجيه النساء وتوعيتهن لأهمية المشاركة السياسية والإدلاء بأصواتهن في اختيار المرشح الذي سيمثلهن في المجالس الثلاث "النواب والشيوخ والمحليات".

وماذا عن دور المرأة غير المشتغلة بالسياسة في المشاركة بشكل إيجابى فى الحياة السياسية؟

ربة المنزل أو المعلمة أو الطبيبة عليها أن تدرك تماما أن دورها لايقتصر فقط على الإدلاء بصوتها في الانتخابات وأن تكن إيجابية سياسيا،لكن دور حواء غير السياسية أن تشجع أبناءها وتعلمهم أيضا أهمية هذه المشاركة،وتدعيم قيمة الانتماء الوطني من خلال تعليمهم اختيار المرشح الصالح للمجتمع والذي يتأكدون تماما أنه سيتخذ القرار السليم في الوقت المناسب،كذلك ينبغي أن تعلم أبناءها وجاراتها وتلاميذهاأ ن المجتمع لايبنى إلا بالمشاركة الحقيقية لأبنائه سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا،وأن كل شخص مسئول عن هذا الوطن وتقدمه كل في موقعه.

حصلت المرأة علىبعض المكاسب الدستورية خلال الفترة الأخيرة فما أبرز تلك المكتسبات من وجهة نظرك؟

هناك استحقاقات دستورية سنت في الفترة الأخيرة تحفظ للمرأة حقها في المشاركة السياسية،وعلى رأسها قرار الرئيس بتخصيص كوتة لها في البرلمان بلغن نسبتها 25%،وتمثيل عادل في المحليات ومجلس الشيوخ هذا الأمر قد جعل المرأة المصرية التي ناضلت لعقود طويلة حتى تحصل على حقوقها السياسية تشعر بالفخر وبأهمية مشاركتها في الانتخابات سواء مرشحة أو ناخبة كما أعطى لها أملا كبيرا في تغيير بعض قوانين الأحوال الشخصية والعمل وغيرها من التى اجحفتحقوقها، فضلا عن تشجيعها على خوض غمار الانتخابات وترشيح نفسها سواء كانت مستقلة أو ضمن القوائمالحزبية.

وماذا عن الدور المنوط بالمرأة للحفاظ وتفعيل الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر خاصة فيما يتعلق بالتمييز ضد النساء؟

كافة الاتفاقيات الدولية سواء مايتعلق منها بالمرأة أو بالاستثمار أو بأي شيء آخر التي وقعت عليها مصر على الصعيد الدولي تكون ملزمة لها،وعلى أعضاء البرلمان كافة رجالا ونساء الانتباه لهذه الاتفاقيات لما يترتب عليها من ضرر كبير إذا لم تلتزم أية دولة بما وقعت عليه،كما ينبغي مراجعة أى قانون أو تشريع قبل إجازته من البرلمان ومدى توافقه مع مثل هذه الاتفاقيات .

ما الملفات المهمة التى تنتظر البرلمان المقبل في رأيك؟

هناك العديد التي من القضايا والتشريعات التي ستطرح نفسها بإلحاح على طاولة البرلمان ومن أهمها صياغة بعض قوانين الاستثمار والأحوال الشخصية التى تحتاج إلى تعديل كبير جدا، فضلا عن النظر في تغليظ بعض العقوبات في القوانين الجنائية والجنح، كما سيتم مراجعة قانون المعاش المبكروالإيجارات القديمة،والتصالح في مخالفات البناء،وفي النهاية ينتظر البرلمان المقبل ملفات كثيرة ينبغي النظر فيها وتعديلها.

في نهاية حواري أود أن تخبري حواء كيف يمكن أن تدعم مصر سياسيا في المرحلة المقبلة؟

تدعم حواءمصر سياسيا منذ أزمنة بعيدة وليس اليوم فقطلكن علينا أن نشارك سياسيا سواء كمرشحات أو ناخبات وعلينا التصدي للشائعات التي تتردد أحيانا في قنوات إعلاميةبهدف تقويض الدولة،وعلى حواء أن تنظر إلى مايحدث حولنا في المنطقة, فهناك دول عربية قد تم هدمها بالكامل وتشرد شعوبها وأصبحوا لاجئين في البلاد،وعلينا أن نعرف أننا إن لم ندعم هذا الوطن كشعب أولا ثم كحكومة سوف نتيح فرصة لمن يتربص بمصرلينال منها،وعلى حواء أن تكون واعية سياسيا في اختيار من يمثلها في البرلمان أو في مجلس الشورى أو في المحليات،وأن تعرف أن لها دورا سواء كانت سياسية أو إعلامية أو معلمة أو طبيبة أو في أي موقع في توعية الناس سياسيا،وحتى ربات المنازل عليهن أن يعرفن أن دورهن لايقل أهمية عن أية سياسية أو برلمانية أو إعلامية في دعم مصر، وأخيرا أود أن أوضح أن المرأة هي عمود أي مجتمع وهي ركيزته الأساسية التي يعتمد عليها وهي المقياس الحقيقي لمدى تقدم أية أمة أو فشلها .