بقلم : ايمان العمرى
أصحابي الأعزاء صديقتنا دينا كانت تتابع جدتها وهي تستمع لأغنية أم كلثوم "مادامتحب بتنكر ليه" كلمات أحمد رامي, ولحن محمد القصبجي, وبعد انتهاء الأغنية ابتسمت الجدة لحفيدتها قائلة:
"تعرفي الإنكار ده أجمل مراحل الحب", تعجبت دينا من كلام جدتها التي بدأت تشرح لها ما تقصده بأن الحب مثل السحر الذي يأسر الشخص ويجعله غير قادر على عمل أي شيء سوى الإذعان لمن يقع في هواه, ما يجعله أول ما يبدأ العشق يدق جدار القلب ينكره بشدة ولا يعترف به, ويظهر ذلك جليا في تصرفات غير منطقية يقوم بها تجاه من ينبض قلبه بحبه..
ودائما البداية في محاولة البعد, وطبعا يفشل فيها بشدة, ومهما حدد فترة للبعاد لا يتلزم بهابل على العكس تجده دائما يتعمد القرب وافتعال الحجج التي تزيد من فرصته في اللقاء, بعدها يبدأ في البحث عن أي عيب في حبيبه ليبرر لنفسه أنه لا يمكن أن يعشقه وهو ليس من النمط الذي يميل إليه لكنه بالطبع لا يرى إلا الحسن في كل ما يفعله من سكن حنايا قلبه..
وأخيرًا لا يكون أمامه سوى أن يستفز الآخر حتى يبتعد عنها لكن هذا السلوك يقربهما أكثروأكثر..
ويظل طوال الوقت ينكر دقات قلبه لكن ما أن يرى حبيبه حتى تسرع نظرات عينيه لتعانقه فيعرف الجميع بكل أسرار هذا الغرام الوليد الذي يظهر بريقه في العيون..
وقتها أي إنكار لن يفيد وعليه أن يعترف لنفسه بأن ذلك الطفل العابث المسمى قلبه قد وقع تحت تأثير تعويذة الحب الخالدة وليس أمامه سوى الاستسلام.
-ومادام تحب بتنكر ليه ده اللي يحب يبان في عنيه.
ساحة النقاش