إشراف : منار السيد - سمر عيد - أميرة إسماعيل - محمد عبدالعال - هدى إسماعيل

تظل الزيادة السكانية خطرا يهدد إستراتيجية الدولة بما تتطلع إليه من تنمية وإصلاح اقتصادي باعتبارها السبب الأول والرئيسي في تكدس الفصول بالمدارس وحرمان الأسر من خدمة صحية جيدة وإنخفاض المستوى الاقتصادى لهم مهما كانت جهود الدولة لتوفير خدمات أفضل ومتميزة إليهم، ما دفع الدولة إلى تكثيف جهودها لضبط معدلات النمو السكاني خاصة فيما يخص الجانب التوعوي، وهذا ما نناقشه مع د . ديزيريه لبيب، مسئولة حملة » اتنين كفاية «  بوزارة التضامن للتعرف على جهود البرنامج لزيادة الوعى بخطر الزيادة السكانية.

- بداية نريد أن نعرف ما هو التحدى الأكبر الذي نواجهه في مشكلة الزيادة السكانية؟

يعد الموروث الثقافى هو التحدي الأكبر فيما يتعلق بزيادة الإنجاب فما نعانيه من موروثات ثقافية خاطئة وعادات حول ثقافة الزواج والإنجاب بشكل عام يقف أمام مواجهة هذه المشكلة، لذلك انتبهت الدولة لخطورة ما نعانيه من إنخفاض مستوى الوعي واتباع للموروثات الثقافية الخاطئة، لذلك بدأت وزارة التضامن على سبيل المثال فى العمل على الحد من الزيادة السكانية، وتعزيز مفهوم الأسرة الصغيرة وتصحيح المفاهيم المجتمعية الخاطئة والتي تدفع الأسر إلى كثرة الإنجاب، مع الالتزام بمبدأ عام وحاكم وهو حق الأسرة في تحديد عدد أبنائها، مع تأمين حقها في الحصول على المعلومات وفى الحصول على وسائل تنظيم الأسرة التي تمكنها من الوصول إلى العدد المرغوب من الأطفال.

- وماذا عن حملة اتنين كفاية؟ والهدف منها ؟

تسعى الدولة لمواجهة تحدى الزيادة السكانية التى تعوق مسيرة التنمية، حيث تمثل بأبعادها المختلفة تحديا يستوجب توفير البيئة المحفزة على مشاركة الجمعيات الأهلية، كما تتطلب إذكاء الجهود التطوعية لمجابهتها، ومن هنا قامت وزارة التضامن الاجتماعي بدورها فى هذا الإطار من خلال إطلاق برامج كمشروع 2 كفاية والذى ارتكز على استعادة دور المجتمع المدنى فى هذا الإطار، ويأتي مشروع » ٢ كفاية « ضمن التدخلات الرئيسية التي تتخذها وزارة التضامن الاجتماعي من أجل تحقيق رؤيتها في تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة، وتنفيذ برامج متكاملة للتنمية البشرية، وتضمين هذه البرامج مكوناً سكانياً لتغيير المفاهيم المجتمعية والدينية المغلوطة الخاصة بالإنجاب.

- وما المحافظات التي استهدفتها الحملة؟

يستهدف برنامج » ٢ كفاية «  مليون أسرة في بنى سويف - المنيا – أسيوط - الأقصر-  سوهاج - الجيزة – الفيوم- قنا - أسوان والبحيرة، بالإضافة إلى حي الأسمرات بالقاهرة وتركز الحملة على المحافظات الأعلى في معدلات الخصوبة، حيث إن البرنامج يستهدف الأماكن الأكثر احتياجا، ويتم التنسيق مع وزارة الصحة ومؤسسات المجتمع المدني لتوفير أماكن تقديم الخدمة للمواطن.

- وما النتائج التي حققتها الحملة منذ انطلاقها حتى الآن؟

عندما تم إطلاق حملة 2 كفاية تلقي استجابة كبيرة، وقبول كبير من جميع المتلقين، وهناك مؤشرات لذلك من خلال المتابعة والتقييم للبرنامج، فعلى سبيل المثال تم تحويل أكثر من مليون زيارة نتج عنها تحويل 1063 ألف سيدة إلى عيادات تنظيم الأسرة منذ بداية التنفيذ على أرض الواقع في يناير .2019

- وماذا عن المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية؟

يستهدف البرنامج عشر محافظات تعد الأعلى فى معدلات الخصوبة، حيث يرتكز على عدة محاور تمثلت في استعادة دور المجتمع المدنى وإذكاء الجهود التطوعية لمجابهة المشكلة السكانية، وزيادة الطلب على خدمات تنظيم الأسرة من خلال حملات طرق الأبواب والحملات الإعلامية الجماهيرية الموسعة، وتقديم خدمات تنظيم الأسرة من خلال تطوير بنية تحتية وتوفير موارد بشرية لعيادات تنظيم الأسرة بالجمعيات الأهلية مع 108 جمعية و 12146 مثقفة مجتمعية وتجهيز الأماكن بالتجهيزات الطبية وغيرها.

- وماذا عن محور التوعية؟

يستهدف محور التوعية زيادة الطلب على تنظيم الأسرة وينفذ ذلك من خلال طريقتين لتشمل الطريقة الأولى المحافظات المستهدفة والطريقة الثانية من خلال حملات إعلامية موسعة، ومن خلال المثقفات المجتمعيات المدربات جيدا على تصحيح المفاهيم المجتمعية والصحية والدينية المغلوطة وكيفية الرد عليها ، وقد قام مشروع » ٢ كفاية «  بالعديد من الجهود والأنشطة منذ إطلاقه وذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وتتضمن هذه الأنشطة حملات طرق الأبواب، حيث بلغ عدد زيارات طرق الأبواب المنفذة ٦ مليون و ٧١١ ألف زيارة وبلغ عدد السيدات المحولات إلى عيادات تنظيم الأسرة بوزارة الصحة وعيادات الجمعيات الأهلية الشريكة مليون و ٢٧ ألف سيدة.

- الندوات ومسارح الشارع أحد أساليب البرنامج لرفع التوعية لدى المواطنين فإلى أى مدى نجحت فى تحقيق هدفها؟

أما عن نشاطات الندوات التى قام بها مشروع 2 كفاية فقد بلغ عدد الندوات أكثر من ٤ آلاف ندوة استفاد منها أكثر من نصف مليون سيدة تم توعيتها بتنظيم الأسرة، بالإضافة إلى جهود البرنامج فى العديد من الحملات الإعلامية الموسعة التى يحاضر فيها طبيب ورجل دين وتوقفت الندوات بسبب فيروس كورونا، وهناك مسرح الشارع وهو عبارة عن عرض درامى ينفذ في الميادين في المحافظات المستهدفة وكان يجذب المشاهدين بطريقة بسيطة وغير مباشرة حيث تم عمل 22 مسرح شارع بجانب عرض » سكر برة « وكان يستهدف الرجال والشباب بطريقة المسرح التفاعلي، بجانب حملة إذاعية وتليفزيونية » تقسمها على خمسة « أو السند مش في العدد والتي تناقش التأثيرات  الاقتصادية على رب الأسرة نتيجة زيادة الإنجاب وهى تطرح الأسئلة لإعمال العقل فيما يخص كثرة الإنجاب وبرنامج الناس الطيبين على إذاعة راديو مصر وتقدمه الإعلامية نشوى الحوافى ويناقش المفاهيم الاجتماعية المغلوطة، وبرنامج دقيقة أسرية على إذاعة القرآن الكريم يوميا تقديم الدكتور مجدى عاشور مستشار مفتى الديار المصرية.

- وهل أثر فيروس كورونا على نشاط الحملة من حيث التفاعل المباشر؟

ألقى فيروس كورونا بظلاله في بداية عام ٢٠٢٠ ، إلا أن برنامج 2 كفاية اعتمد على طرق وأساليب متطورة في التواصل منها أكثر من ٧٠٣ آلاف محادثة هاتفية للسيدات للتوعية بتنظيم الأسرة وطرق الوقاية من فيروس كورونا.

- ما الجهود المبذولة من مختلف القطاعات؟

تعد وزارة الصحة الشريك الأول فى البرنامج حيث تقوم مع وزارة التضامن الاجتماعى بالإشراف على عيادات اتنين كفاية، كما أن الأزهر الشريف وضع المكون في دليل ويمدنا برجال الدين المحاضرين بالندوات والشريك الثالث هو دار الإفتاء المصرية التي أصدرت كتاب تنظيم النسل وتحديده في الإسلام، بجانب صندوق الأمم المتحدة للسكان وقد قام بالحملات الإعلامية وتمويل الأنشطة التدريبية وتمويل المواد الترويجية والمطبوعات وتطوير نظام المتابعة والتقييم.

- وما الخطوات المقرر اتخاذها على المدى البعيد لاستكمال أهداف البرنامج؟

نستهدف التوسع في عيادات اتنين كفاية لتصل إلى ٤٠٠ عيادة وتوسيع نطاقها في المحافظات لتصل إلى 20 محافظة بدلا من ١٠ محافظات مع التركيز على قرى حياة كريمة، ونستهدف 12 مليون زيارة طرق أبواب مع 30 ألف ندوة بالإضافة إلى 500 مسرح شارع خلال العامين القادمين.