إشراف: إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - محمد عبدالعال - إبتسام أشرف- أمانى ربيع - جلال الغندور
دخول الجامعة نقطة تحول في حياة أي شاب وفتاة، يودعون بها عالم المدرسة، ويبدأون مرحلة جديدة في بناء شخصيتهم وحياتهم، وكثيرا ما يتعرض الطلبة في بداية مشوارهم الجامعي لاضطرابات نفسية ومشكلات في التأقلم مع الحياة الجديدة واكتساب أصدقاء جدد وطرق التعليم المختلفة، وهي مشكلات ذات أهمية وفي بعض الأوقات يؤدي عدم حلها إلى تأثيرات سلبية كبيرةعلى مستقبل هؤلاء الطلبة.
"حواء" تستعرض أبرز المشكلات وتسمع حكايات الطلبة وتستعين بآراء الخبراء للتغلب على هذه المشكلات.
البداية مع ماهيتاب علاء الدين،طالبةبكلية آداب لغة إنجليزيةالتى واجهت مشكلة مع بداية دخولها الجامعة بعد أن تفرق أصدقاؤها في الثانوية والتحقوابكليات مختلفة، لم تستطع ماهيتاب التعرف على أصدقاء جدد أو الاندماج مع حياة الجامعة ما أدى إلى شعورها بالعزلة، لكنها اشتركت بإحدى الأسر في الكلية، وذهبت في أكثر من رحلة استطاعت من خلالها التعرف على زملائها والتكيف مع الحياة الجامعية.
أما مروة هاني، طالبة بكلية التجارة فلم تستطع استيعاب طريقة التعليم الجديدة وشعرت في البداية أنها لن تستطيع تحصيل المواد أو اجتياز الامتحانات، لكنها استعانت بكورسات خارجية كما تناقشت مع زملائها في السنة الثالثة والرابعة حول طريقة المذاكرة وبدأت في الاستعانة بالملخصات والملازم، وكونت مع أصدقائها ما يشبه مجموعة تعليم بحيث يقوم كل طالب متفوق في مادة بتلخيصها، ويتبادلون الملخصات فيما بينهم.
رغم رغبة مريم إسماعيلفى الالتحاقبكلية الفنون الجميلة إلا أن أهلها أجبروها على الالتحاق بالهندسةالتى لم تستطع التأقلم مع الدراسة بها فرسبت في عامها الأول، لكنها نجحت فىإقناع أهلها بأنها لن تنجح في مجال لا تحبه وحولت لكلية فنون جميلة، ورغم أنها لا تزال طالبة إلا أنها نجحت في الحياة العملية لأنها تقوم برسم الحوائط للحضانات والمدارس والاعتماد على نفسها فيما يتعلق بشراء مستلزمات الدراسة الباهظة، هذا النجاح حول حزن أهلها أنها لن تصبح مهندسة إلى فخر بابنتهم.
أما عن كيفية التغلب على المشكلات التى تواجه الطلاب خلال العام الجامعى الأول فتقول د. أمنية عزمي، استشاري الصحة النفسية:يعانى كثير من الطلبة في السنة الجامعية الأولى الخوف خاصة الشخصيات الخجولة أو من لم يكن لهمأصدقاء بالكلية التي التحقوا بها، وهناك بعض الطلبة يعانون نوباتخوف وضعف القدرة على التحصيل الدراسي وصعوبة التركيز واضطرابات النوم ونقص الشهية والعصبية وفقدان الأمل في تحقيق أي نجاح، لذا على الأهل أولا عدم الاستهانة بذلك والحديث مع أبنائهم بعقلانية، لأن تفاقم الأمر قد يؤدي للإصابة بالاكتئاب، ويمكن للأم أو الأب أن يحكوا عن حياتهم الجامعية لمزيد من التشجيع، وأحيانا ما تكون هناك مشكلة فيما يتعلق بالتخصص أو الكلية ذاتها إذا درسالطالب تخصص غير ما كان يتمنى بسبب المجموع، فيحول كل الطاقة السلبية بداخله إلى كره للمكان الجديد، ويمكن للأهل الاستعانة بقريب أو صديق للحديث معه حول كيف نحول المحنة إلى منحة، وأن يكون هناك حديث حول المجالات والفرص التي تمنحها الكلية الجديدة في سوق العمل.
وتتابع: أما الطلبة المغتربين الذين يجدون أنفسهم فجأة في عالم يخلو من الوجوه المألوفة، ويضطرون للاعتماد على أنفسهم بشكل كامل فعلى الأهل دعمهم على الأقل في البداية ويفضل لو كان هناك أقارب في المحافظة التي يدرس فيها الطالب أن يتعرف عليهم ليشعر أنه ليس وحيدا، وأن يتحدث الأهل بشكل يومي مع الأبناء في التليفون لمزيد من الدعم، وأن يذهبون إليه من وقت لآخر.
التفاعل المجتمعى
يقول د. أمجد مصيلحي،أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الزقازيق:إن التفاعل مع المجتمع المحيط أمر ضروري من أجل النجاح فيه، خاصةوأنها مرحلة يعتمدون فيها على أنفسهم بصورة أكبر في تكوين محيطهم، وعدم القدرة على التفاعل مع المجتمع الجديد قد يصيبهم بالإحباط ويجعلهم ينسحبون من الحياة الجامعية، وتزيد المشكلة إذا كان الطالب قد عانى كثيرا من الضغوط في المرحلة الثانوية لدخول كلية يريدها ولم يستطع أن يحقق حلمه.
ويستطرد: إذا كان الطالبيعانىمشكلة في تكوين أصدقاء ينصح بأن يقوموا بالاشتراك في أي نشاط مع الأسر الجامعية فهذا سيمنحه فرصة للتعرف على أصدقاء من مراحل جامعية مختلفة والانخراط أكثر، ولا يوجد فرق كبير بين الفتيات والأولاد في هذا الأمر، فهو مرهون بالشخصية نفسها، وهناك مشكلة تتعلق بطبيعة التعليم فحتى المرحلة الثانوية التعليم قائم على الحفظ والتلقين، بينما في الجامعة يعتمد الطالب على نفسه، وتزيد المشكلة إذا كانت الكلية عملية وكل ما تلقاه الطالب تعليم نظري سيشعر بهوة كبيرة، هنا ينصح بأن يتعرف بطلبة في مراحل أعلى منه والتعرف على خبراتهم وكيفية تعاملهم مع المواد، وهناك طلبة يعانون مشكلة فىالتكيف مع الكلية التى التحقوا بها، فأحيان يترك طالب كلية مثل الطب أو الهندسة للدراسة في مجال آخر عند ذلك لا ينبغي الوقوف في طريقه فقد يصبح طالبا عاديا في الطب لكن متفوقا في كلية أخرى قد تؤهله لتحقيق نجاح أكاديمي كبير.
ساحة النقاش