إشراف: إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - محمد عبدالعال - إبتسام أشرف- أمانى ربيع - جلال الغندور
يرسم الطالب خلال المرحلة الثانوية الكثير من أحلام المستقبل الذاتي، ينسج خيوطها وفق رغبة الالتحاق بكلية ما، لكن قد تتحطم هذه الأحلام على صخرة المجموع والتنسيق ما يجعله يعانى مشاعر سلبية تجعله يعتقد أنها نهاية المطاف، فكيف يتخطى تلك المشاعر ويحول محنته إلى منحة؟
في البداية يقول أحمد مصيلحي، طالب بكلية آداب:أحلم منذ طفولتي أن أدخل كلية هندسة وأصبح مهندسا لكن مجموعي وقف حائلادون حلمي، واضطررت لدخول كلتي الحالية ورغم مرور 3 سنوات فيها إلا أنني مازلتأشعر بالغربة داخلها.
على النقيض يرى شريف أحمد،طالب بكلية حقوقأن عدم تحقيق حلمه بدخول كلية اقتصاد وعلوم سياسية لم يكن نهاية العالم بل أنهسرعان ما تجاوز الأمر واستطاع أن يندمج في كليته الجديدة، وفي كل عام ينجح بتقدير جيد جدا، وينتظره حلم جديد بأن يكون قاضيا، وحتى لولم يتحقق هذا الحلم فهو يكرر "سأصبح وقتها محاميا ناجحا بإذن الله".
أما قصة أماني عبد الراضي بها تفاصيل أكثر وربما بسبب عامل الزمن والدخول في واقع الحياة العملية، تفاصيل القصة ترويها صاحبتها قائلة: "كنت أتمنى أن أكون طبيبة، وفي الثانوية عامة لم يوفقني مجموعي لدراسة الطب، فقررت الالتحاقبكلية تجارة، وبعد 4 سنوات دون أي تعثر استطعت التخرج بتقدير أرضاني، والتحقت بالعمل بأحد البنوك وبسبب إخلاصي وتميزي في عملي ترقيت سريعا، واليوم أنا مديرة الائتمان في البنك الذي أعمل به، وناجحة في عملي بشكل يجعلني أقول وأنا مرتاحة الضمير لو عاد بي الزمن لاخترت نفس الطريق الذي أجبرني عليه مكتب التنسيق.
تخلص من المشاعر السلبية
رأي وتجربة أماني هو تقريبا نفس رأي المتخصصين حيث يقول د. طارق نصار، أخصائي الطب النفسي: من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحزن إذا لم يحقق هدفا كان يخطط له، لكنه يجب التخلص سريعا من ذلك الشعور، ويبدأ في تخطيط جديد وفق المعطيات الجديدة، لأن الاستمرار في الحزن بشكل مبالغ فيه يجعلنا فريسة الإحباط ما قد يتسبب في الدخول في أحاسيس الفشل وفقدان الثقة في النفس وقد يصل الأمر إلى نوبات اكتئابية وأمراض نفسية، لذلك من الظلم لأي شاب أن يعتقد أن عدم توفيقه في دخول كلية معينة هو نهاية المطاف، أو ضياع للمستقبل، وهو إحساس كاذب يجب عليه سريعا التخلص منه.
وعن كيفية التخلص من مشاعر الإحباط والحزنينصح نصار بعدة خطوات منها ممارسة الرياضة، وتمارين التنفس، كذلك ممارسة الهوايات، وطي صفحة الماضي، كذلك يجب البحث عن نماذج للناجحين في مجال الدراسة الجديد واتخاذ منهم قدوة، والأهم هو وضع أهداف جديدة بسيطة ومحدودة المدة لأن تحقيقها سيعيد الثقة في النفس بشكل كبير.
دور الأهل
أما عن دورالأهل في دعم الطالب الذى لم يحالفه الحظ فى الالتحاق بالكلية التى طالما تمناها فتقول د. رشا محمد، أستاذ علم الاجتماع: هناك دور مهم جدا يقع على الأهل في مراحل سابقة لذلك، ففي مرحلة الطفولة والتنشئة تمارس نسبة كبيرة من الأهالي سلوكيات خاطئة تجعل الطفل يربط بين تحقيق نجاحات معينة في التعليم وحب أهله، ففي التعليم يجب أن يستبعد كل من الأب والأم العقاب النفسي المرتبط بالعاطفة مع الطفل، مثل أن يخاصماه أو أن يقللا من الاهتمام به بحجة عدم حصوله على المركز الأول، لأن ذلك يشعره أن حب والداه له مشروط بنجاحه، ومعنى فشله في تحقيق هدف معين سيفقده هذا الحب، مثل هذه التنشئة سينتج عنها شخص ضعيف نفسيا سيفقد ثقته في نفسه مع أول إخفاق، ويستسلم للإحباط واليأس.
وتستطرد: أي شاب أخفق في دخول كلية معينة كان يتمناها هو أو أهله، يقع على أهله دور مهم في تخطيه هذه العقبة من خلال دعمه أسرياونفسيا والتوقف عن التحدث عن الماضي والإخفاق، ومساعدته على التخطيط من جديد في المستقبل، لذا أنصح الأهل والطالب معا قائلة: هناك العديد من النماذج التحقوا بكليات غير التي كانوا يحلمون بها، مع ذلك استطاعوا النجاح بشكل كبير، منهم مثلا العالم الجليل فاروق الباز الذي كرر في أكثر من لقاء أنه كان يحلم بدخول كلية طب، لكن المجموع ومكتب التنسيق جعله يلتحق بكلية علوم، فأصبح من أنجح العلماء في مجاله على مستوى العالم، وأصبح فخرا لوطنه وللعالم العربي أجمع.
ساحة النقاش