بقلم : د.أحمد صبرى
عندما يستهلك الجسم كمية طاقة أكثر مما يتناولها في طعامه (وهذا يحدث بصفة خاصة عند مزاولة الحركة كالمشي والجري والسباحة وصعود السلم أو حمل أثقال فإن خلايا العضلات تعتمد على الطاقة المخزنة فيها مثل الكربوهيدرات والدهون لاستخراج الطاقة المخزنة فيها، وأول مصدر يعتمد عليه الجسم هي المادة المخزنة جليكوجين التي هي كربوهيدرات معقدة، وهي تكون مخزنة في العضلات وبعض منها يكون مخزنا في الكبد وجزء آخر موزع في الجسم.
وتشكل نسبة الجليكوجين المخزنة في العضلات الرئيسية والكبد نحو 65% من كمية الجليكوجين المخزنة في الجسم كله، والذى يمكن أن ينتج طاقة في الجسم تقدر بنحو 2000 سعرة كبيرة (أي أنها تكفيه ليوم واحد إذا لم يأكل خلال 24 ساعة، من الوجهة النظرية)، وتأتى هذه الكمية من الغذاء - وعلى الأخص النشويات والسكر - الذي يتناولها الإنسان زيادة عن حاجته، بالأخص عن طريق ما يسمى الكربوهيدرات، ويحول الجسم جزءا من الكربوهيدرات التي يتناولها الإنسان زيادة عن حاجته اليومية والسكريات إلى دهن ويختزنه في خلايا دهنية لحين الحاجة إليها "مثل حدوث مجاعة، أو صيام مدد طويلة عن الأكل أو مزاولة رياضة عنيفة لمدة طويلة، أو حالة مرضية شديدة مثل عملية جراحية، يُمنع خلالها عن الأكل".
بعدما ينتهي الجسم من تحليل الجليكوجين ويستهلك جزءا منه (بعد نحو 30 دقيقة من المشي مثلا)، يبدأ في تحليل الدهن المخزن ويستخرج منه طاقته، خلال تلك العملية تتحلل الدهنيات الموجودة في الخلايا الدهنية إلى جليسرول وأحماض دهنية، ومنها ينتج الجسم طاقتهمن عملية تحليل الجليسرول والأحماض الدهنية ينتج ثاني أكسيد الكربون و ماءوطاقة، ويخرج ثاني أكسيد الكربون من الجسم مع الزفير أثناء التنفس، فالدهن هو المخزن الرئيسي الذي يعتمد عليه الجسم لتخزين الطاقة، حيث إن الدهن هو أكثر المواد الغذائية كثافة للطاقة (900 كيلو كالوري لكل 100 جرام، بالمقارنة بنحو 400 كيلو كالوري للنشويات والبروتينات، وبعد نحو 30 دقيقة من النشاط الجسمي كالمشي أو الجري يقلل الجسم من استهلاك الجليكوجين والسكر ويلجأ إلى استهلاك الدهون المخزنة ؛ وتتراوح كمية الدهن في الجسم بين 15 كيلوجرام في النحيف إلى ربما 90 كيلوجرام في السمين.
ساحة النقاش