إشراف : منار السيد - سمر عيد - أميرة اسماعيل - سماح موسى - هايدى زكى - أمانى ربيع

على الرغم من تهميش المجتمع لدور ربات البيوت وسلبه حقوقهن فى تحقيق الأحلام والطموحات إلا أن الكثيرات كسرن الحاجز الذى شيدته الثقافات الذكورية التى سيطرت على المجتمع للسنوات وعقود وأثبتن وبجدارة أن طموحاتهن ليس لها سقف وأن المعوقات مهما بلغت صعوباتها لم تنل يوما من عزيمتهن فى تحقيق الذات.

البداية مع هدى إبراهيم، التى تفرغت بعد الزواج لمسئولية المنزل وتربية الأبناء ولم تفكر يوما في العمل مطلقا رغم اعتراض أبنائها بعد كبرهم على مكوثهابالمنزل وعدم التفكير في العمل، وتقول: كان زوجي  يشجعني دائما على عدم العمل والتفرغ والاهتمام بتربية الأبناء فقط حتى اكتشفت أنني بحاجة إلى التعلم دون الإضرار أو التأثير على استقراري الأسري والاهتمام بالأبناء لذلك اقترحت علي إحدى صديقاتي أن نتعلم من المنزل بالاستعانةبـ "الدورات الإلكترونية"، في البداية لم أتحفز للفكرة لكنني قررت أن أخوضها من أجل نفسي وأبنائي، وبالفعل بدأت في تعلم ممارسة اللغة الإنجليزية من خلال برامج إلكترونية للمبتدئين وحاليا أفكر في العمل من خلال المنزل بعد الانتهاء من الدورات الإلكترونية حتى أشعر بكياني المستقل.

بينما استعانت أميمة محمود بدورات تعلم تصميم الأزياء وقررت أن تبدأ مشروعها الصغير من منزلها وتقول: تزوجت منذ 8 سنوات ولدي طفلان وزوجي يعمل في القطاع الخاص وبعد أزمة كورونا تأثر وضعنا الاقتصادي وقررت ألا أستسلم للأمر ففكرت أن أتعلم وأبدأ في عمل خاص بي من المنزل لمساعدة نفسي وأبنائي وزوجي وبدأت أبحث من خلال الإنترنت عن فرصة للتعلم حتى وجدت منحة في تصميم الأزياء ولأنني لدي ميول تجاه التصميم والخياطة قررت أن أتعلم وبالفعل اجتزت هذه المنحة وأصبح لدي معرفة وخبرة وحاليا أعمل من منزلي بالتصميم والخياطة دون المساس باهتمامي بأبنائيأو مسئولياتي تجاه أسرتي.

أما سوسن عبد اللطيف فقد حولت المحنة إلى منحة حيث استفادت من أزمة كورونا وقررت أن تتعلم من أجل أبنائها وتقول: كنت أواجه مشكلة كبيرة مع أبنائي أثناء مذاكرة "اللغات" وكنت أصاب بالإحباط عندما أعجز عن مساعدتهم، ومع ظهور فيروس كورونا الذى أجبرنا على المكوث بالمنزل فكرت في الاستفادة من وقت الفراغ أثناء فترات الحظر وبدأت في الحصول علىدورات فى اللغتينالإنجليزية والألمانيةعبر الإنترنت، وكنت أعتقد أن هذه الدورات غير مفيدة لكنني تفاجأت أنها نافعة حيث استطعت من خلالهاإتقان اللغتين، وحاليا أساعد أبنائي في المذاكرة بل بدأت مؤخرا من خلال إحدى مواقع العمل الإلكترونية أن أترجم بعض الأعمال بمقابل مادي أثناء أوقات فراغي.

العمل الإلكتروني

وجدت نهال يونس، خريجة كلية الإعلام الحل لاتقان دراستها وموهبتها وهي الكتابة وتقول: بعد تخرجي فى الجامعة تزوجت وأنجبت أبنائي الثلاثة ولم أستطع أن أعمل في تخصصي ودراستي حيث كنت أحلم بالعمل دائما في مجال الكتابة، وعندما التحق أبنائي الثلاثة بالمدرسة وجدت أنني يجب أن أستفيد من وقت فراغي في الصباح وكنت قد قرات عبرإحدى المواقع عن فرصة للتدرب على الكتابة فالتحقت بها وبعدها بدأت بالعمل من خلال مواقع العمل الإلكتروني في كتابة المحتوى بمقابل مادي، وشعرت أنني حققت جزءا من حلمي مع الحفاظ على تواجدي الدائم وسط أبنائي وأسرتيالأمر الذى انعكس بشكل إيجابي على راحتي النفسية وسعادتي لأنني شعرت بكياني وقدرتي على العمل والإنجاز.

مهارات التعلم

هذه هي نماذج من بعض ربات البيوت اللاتي قررن كسر الحاجز النفسي تجاه التعلم والعمل من داخل المنزل مع الحفاظ على استقرارهن الأسري وتحقيق جزء من أحلامهن، وعنهن تؤكد هبه حمدي، أستاذ علم الاجتماع عن ضرورة أن تشعر ربة البيت بكيانها وتقول:لا يعني أن كونك ربة منزل أن يتم حرمانك من فرصة التعلم المتواصل أو العمل، بل كل ماعليك فعله هو أن يكون لديك نظرة على ما تهتمين وتستمتعين به ومتحمسة لفعله وأن تضعين في الاعتبارأن  تعلمك يكون بهدف وليس فقط لملء وقت فراغك لأنه في أغلب الأوقات تتحول الاهتمامات إلى دخل مادي ومورد رزق خاصة إذا كانت هذه الاهتمامات مدعومة بعدة مهارات وخبرة تحصلين عليها بأبسط الطرق من داخل منزلك، وهذا سينعكس بالإيجاب على علاقتك بأسرتك وزوجك وأبنائك وأيضا تقديرك لنفسك، فدائما ننصح السيدات وخاصة "ربات المنزل" أن تفكر دائما بقيمتها وحقها في التعليم والتدريب وتكوين كيان خاص بها حتى ولو من داخل منزلها، ومن حقها أن تستمتع بأوقات خاصة مع نفسها تشعر خلالها بالسعادة والراحة بجانب الضغوطات والمسئوليات اليومية، فدائما نؤكد لكل امرأة "أنت تستحقين السعادة".

التكنولوجيا الحديثة

تقول د. هالة محمود،أستاذ التنمية البشرية: إن المراة لديها قدرة وطاقة على إدارة الوقت وتقسيم يومها بين التزاماتها وواجباتها، لذا أنصحها بتخصيص جزي من يومها لنفسها فهذا هو أساس النجاح، كمايجب أن تفكر بشكل دائم فى إنشاء كيان مستقل لها بجانب أسرتها حتى ولو من المنزل بالاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة التى أتاحت للجميع فرصة للتعلم واكتساب العمل من خلال المنزل دون الاضطرار لمغادرته، ويجب أن يكون لكل امرأة ذمة مالية خاصة بها تستطيع من خلالهاتأمينمستقبلها تحسبا لأي ظروف، ولدينا من أفكار المشروعات الناجحة الكثير من النماذج التي يحتذى بها فيمكنها بيع أشياء من صنع يديهاأوإدخال البيانات على الحاسوب أو العمل بالترجمة، كل ما عليها فعله تحديد ما تجيده والاستفادة منه بالشكل الأمثل.

المصدر: إشراف : منار السيد - سمر عيد - أميرة اسماعيل - سماح موسى - هايدى زكى - أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 492 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,746,591

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز