إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد - هايدى زكى - ابتسام أشرف - أمانى ربيع - هدى إسماعيل
بين الرجل والمرأةأمور عديدة وخلافات كثيرة وأبرزها المسئوليات الأسرية، ويظل السؤال من المسئول الأول عن الأولاد والتزاماتهم،ومن يتحمل النصيب الأكبر من المسئولية، وهل تقتصر مسئوليات الرجل على توفير المتطلبات والمصروفات؟أقاويل وإجابات متضاربة ما بين الرجال والنساء لكن المتفق عليه أن لكل منهما دور فى تحمل المسئولية، ويبقى التوازن فى توزيع المهام الأسرية ضائعا بين الطرفين.
"حواء" أجرت مواجهة بين د.أميرة شاهين،أخصائي الطب النفسى وتعديل السلوك والعلاقات الأسرية، و د. على القط،أخصائيالطب النفسىللتعرف على كيفية تحقيق التوازان فى توزيع المهام والمسئوليات الأسرية.
البداية مع د. أميرة شاهين التى أكدت فى إجابتها أن الاتفاق بين الطرفين سبيل الوصول للسعادة الزوجية قائلة: فى فترة الخطوبة يرتفع سقف التوقعات والمشاعر وكل طرف يظهر أفضل ما لديه من مشاعر وكلمات وآراء أحيانا،لكن تبدأ تقسيم المهام بطريقة غير مباشرة بين الطرفين بعد الزواج لأن التقسيم يكون أوقع والمرأة هى من تحرك منزلها وترسم قواعده وأسسه بما يناسب احتياجاتها وقدراتها،فبذكائها وقوتها وحنيتها وأنوثتها تستطيع أن تسيطر على زمام الأمور،فهىبارعةفى تحديد المسئوليات والتخطيط بخلاف الرجل، وتوزيع المسئولياتمسألةنسبية لا مقاييس لها حيث يخطط لها ويكتبها كل طرف على طبيعته وفطرته وظروفه، وتختلف من أسرة إلى أخرى وفقا لظروف الحياة داخل كل أسرة،وإذا اختلف الطرفان يجب استشارةأهل الخبرةللوصول لنقطة تلاقى وتقسيم مسئوليات المنزل وتكاليف الحياة الزوجية ما بين الزوجين بالتراضي لتسير الحياة الزوجية بسلام خاصة إذا كانت المرأة عاملة.
ومن يتحمل النصيب الأكبر من المسئولية الرجل أم المرأة؟
تختلف درجة تحمل المسئولية بين الزوج والزوجة باختلاف مراحل الحياةالأسرية،ففىالبداية مع إنجاب الأولاد تتحمل الزوجةمسئولية أكبر فىالتربيةوالتنشئة ومع الوقت والتحاقهم بالمراحل التعليميةالمختلفة تزداد المسئولية على الأب ويصبح شريكاأكبر فى تحملها، ومع الوقت تتضاعف المسئوليات بينهما وكل طرف عليه تحمل واجباته وإعطاء الحقوق المطلوبة منه وإذا حدث خلل في تحمل المسئولية وزادت على طرف دون الآخر يحدث خللفى العلاقة.
وما مواصفات الزوجةغير المسئولة وكيف يكون التعامل معها؟
بالطبع هناك زوجات غير مسئولة لا تتحمل المهام الأسرية مثل تربية الأبناء تترك الأمر للمربيةأو الجدة تغفل عن النظافةالمنزلية وغير مهتمة بزوجها وبالمصروفات تنفق بغير حساب، لا تهتم بإمكانيات ومتطلبات وغيرها من الصفات التى نلاحظها فى بعض السيدات وهى مرهقة لزوجها بشكل كبير وقد يسبب عدم اهتمامها بالمسئولياتالزوجيةالطلاق، لكن لابد من المواجهة والبحث عن حل وعدم ترك الأمور تسير كما هى بدون إصلاح بهدف سير الحياةالزوجية فقط لأن عواقبها صادمة وتدمر العلاقة ببطء وتتسبب فى انهيار البيت.
من الأفضل المسئوليةالمشتركةأمالفردية؟
فىالعلاقةالزوجية لابد أن يتمتع الطرفان بالمرونة وأن تكون هناك مشاركة ولو بسيطةبكلمةأو بنظرةللتأكدمن أن هناك من يشارك،فالطرفانعليهمامسئولياتمشتركة ولكن بأشكالمختلفة فإذا شعر أحد الطرفين بأن عليه المسئوليةالفردية للعديد من المتطلبات الأسرية تعرض للإحباط واليأس من الطرف الآخر وتغلبت عليه المشاعر السلبية وزادت الضغوطات النفسية وأحيانا تدخل المرأةفىمرحلة اكتئاب وتردد مقولة:ما حدشحاسسبيا.. أنا عليا كل المسئولياتإنت فين؟، وهى تعلم جيدا مقدار إرهاق وتعب الطرف الآخر لكنها تشعر بالأعباء والضغوطوهى لا تحتاج لكلام أو أفعال بل لمراعاة مشاعرها ولو بنظرةأو كلمة اهتمام وتقدير.
القط: المرأة الأكثر تحملا .. وتعطى دون كلل أو ملل
أما د. على القط فيقول: قبل توزيع المهام الأسريةلابد أن يعلم كل شخص قدرات وإمكانيات واحتياجات الطرف الآخر وبالتالى تتحدد توزيع المهام الأسرية وذلك بالاتفاق،فلو أن كل طرف عرف اهتمامات الآخر سيعرف مسئولياته تجاهه ويبتعد عن توجيه العتاب والاتهامات والتقليل من مسئولياته، كما أن المشكلة ليست بأن الطرف لا يقدر على التحمل لكنهيحتاج من الطرف الآخر أن يقدر هذا المجهود، لذا أنصح منذ فترة الخطبة أن يجلس الطرفان معاً ليتفقا ويحددا المسئوليات الملقاة على عاتق كل منهما.
ومن يتحمل النصيب الأكبر من المسئولية؟
أغلب المشاكل الأسرية تندرج تحت مسمى من المسئول، من هنا يبدأ الصراع النفسى بين الطرفين فكل إنسان يتحمل على قدر شخصيته وحالته النفسية فقد تكون المرأةأكثر مسئوليةفىأوقات والعكس،وتبدأ المشكلات عندما يكون أحد الطرفين لديه احتياجات لا يفهمها الطرف الآخر، وهناك احتياجات نفسيةومسئوليات لابد من مراعاتها ويصبح الأمر صعبا لو أن أحد الطرفين لديه احتياجات لا يعرفها الآخر، وهناك بعض الأطراف بسبب مشاغل الحياة كالعمل والضغوط تجعله يتخلى عن مسئولياته،فأصبح الرجل فى كثير من الأسر المسئول عن المادياتما يجعله يعمللساعات طويلة خارج المنزل وبالتالي تتحمل الزوجة أكثر المسئولية داخل المنزل لتواجدها وقتا أكثر فيه، مثل تربية الأولاد،بالإضافةإلى عب العمل إذا كانت عاملةما جعل الكثير ينظر إلى أنها الأكثر تحملا وهى حقيقة،فالمرأة بطبعها مضحيةأكثر من اللازم وتتحمل منذ قديم الزمان، تنزل للعمل مع زوجها وتلبى متطلبات أسرتها وتوفر مستلزماتها دون كلل أو ملل.
ما مواصفات الزوج غير مسئول، وكيف يكون التعامل معه؟
هناك بعض الأزواج أصحاب شخصيات اعتمادية حيث يلقى صاحب هذه الشخصية مسئوليات على الطرف الآخر،ومن هنا تتحمل الزوجةفوق طاقتها ومع مراحل الحياة وضغوطها تصرخ الزوجة، كما أن هناك شخصا ليس لديه ثقة بالنفس لا يجيد التصرف وهذانتيجةالتربيةعلى عدم الاستقلاليةوالحريةفى اتخاذ القرارات والتعلم من الأخطاء وقد يكون نتيجة التدليل الزائد خاصةللأولادما يجعله زوجا لا يتحمل مسئولياتهولا يراعى واجباته ولا يعرفها وهنا لا مانع أن تلعبالزوجة دور الأموالزوجةوالصديقة حتى تستمر الحياة.
ما الافضل المسئوليةالمشتركةأم الفردية؟
بالطبع المسئولية المشتركة فالمنزل لا يسير بدون قرارات الطرفين لكن بسبب طبيعة الحياة السريعة أصبح الأمر فى يد المرأة أكثر وهى متحكمة أكثر فى بعض القرارات البسيطة،لكن القرارات الكبرى كالتعليم والدراسة والزواج وغيرها مهمة وحياتية ولابد أن تكون مشتركة،كما أن صاحب الكلمة الأولى فى العلاقة لا يصدر أحكامه وقراراته إلا بموافقة الطرف الآخر وأنه من أعطى له حرية التصرف،وبالتالى هو قرار ومسئوليةفردية تحت إشراف مشترك من الطرفين، وعدم تحديد المسئوليات ما بين الزوجين في ظل وجود الأبناء يجعلهم عرضة لمشاكل نفسية لأنهم لا يعرفون إلى من يتجهون بما لديهم من عواطف ومشكلات، وعلى كل أب وأم معرفة أن عدم الوعى بمدى أهمية تحمل مسئولياته يلحق ضررا بالغابالأبناء في المقام الأول، ويسهم في هدم المنزل، ويجب أن نعي أن الأم مهما حاولت وفعلت لا تستطيع أن تلعب دور الأب والعكس.
ساحة النقاش