إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد - هايدى زكى - ابتسام أشرف - أمانى ربيع - هدى إسماعيل

يخلط الكثير من الآباء بين السلطة والمسئولية وكيفية توزيعهما داخل المنزل، وعلى الرغم من إقرار كل منهما بمسئولياته تجاه الأبناء والأسرة إلا أن السلطة تتلخص لدى كل منها على اتخاذ القرارات وإلزام أفراد الأسرة بتنفيذها، فما الفرق بين السلطة والمسئولية، وكيف يمكن تحقيق التوازن والمشاركة الإيجابية بين الأبوين فى تربية الأبناء، ومن الأرجح رأيا فى اتخاذ القرارات التى تخص الأبناء؟

"حواء" أجرت مواجهة بين كل من د. أسامة على قناوى، خبير التدريب واستشاري التنمية البشرية، و د. داليا محفوظ، استشاري الصحة النفسية والتنمية البشرية والإرشاد الذاتي وطرحت عليهما هذه التساؤلات وغيرها الكثير..

 

فى البداية نود أن نعرف كيف يشترك الوالدان فى تربية الأبناء بطريقة تربوية سليمة؟

 

يفهم البعض المشاركة بشكل خاطئ حيث يظن الأب أنه يشارك في تربية الأبناء من خلال العمل والإنفاق عليهم والكد والسعي الدائم لتوفير حياة كريمة لهم،بينما في الحقيقة دوره محوري جدا في التربية من خلال المسئوليات الملقاة على عاتقه في حل المشكلات التي ربما لاتستطيع الأم حلها بمفردها،ومعنى المشاركة بين الأب والأم في التربية أنه لا يجوز مطلقا أن يتخذ أحدهما قرارات فردية تجاه الأبناء،دون مناقشة الآخر فيها.

 

وإذا اختلف الأب والأم في الرأي حول مشكلة ما تتعلق بالأبناء فمن سيكون له الغلبة في النهاية؟

 

السلطة تكون عادة في يد الأم لأنها هي الأقرب للأبناء والأكثر معرفةبأصدقائهم وتفاصيل حياتهم فهي من تملك سلطة التحكم بهم والموافقة على بعض طلباتهم أو رفضها،أما المسئولية هي من اختصاصات الأب والتي كثير من الآباء لا يعرفها مع الأسف إلا بعد فوات الأوان،فأية مشكلة سلوكية أو تعليمية يقع فيها الطفل تكون من مسئوليات الأب وليس الأم لأن من مسئولياته متابعة الأبناء والسؤال والاطمئنان على كافة أحوالهم الصحية والنفسية والتعليمية والأخلاقية،وليس صحيحا أن يرمي الأب بالسلطة والمسئولية معا على عاتق الأم وحدها،ولو اختلف الطرفان على أي قرار يتعلق بالأبناء لابد أن تتم مناقشته بعيدا عن الأطفال حتى لا يتم استغلال أي من الطرفين واستمالته لإقناعه بما يريدونه دون موافقة الطرف الآخر.

 

وكيف يمكن للوالدين معالجةتخلى بعض الأبناء عن بعض التقاليد والعادات؟

 

كل جيل وله مستجدات عصره التي ينبغي أن يسايرها ويجاريها وعلى الجيل الذي سبقه مراعاة ذلك،وعادة ما يكون سن التمرد من 12 : 16 سنة، ويمكن للوالدين أن يستغلا طاقة الأبناء في هذه السن من خلال توجيههم إلى ممارسة موهبة فنية أو رياضية لإخراج هذه الطاقة في أعمال فنية أو رياضية،لكن عموما يمكنهما التأكيد على بعض القيم والعادات مثل احترام الكبير والحياء وغيرها من القيم المهمة من خلال التركيز على ثلاثة محاور أساسيةهى التعاليم السماوية والعادات والتقاليد القابلة للتعديل وغير القابلة للتبديل، والافتراضيات والبديهيات في الحياة.

 

من وجهة نظرك أى الوالدين يرى الصورة أوضح ويستطيع اتخاذ القرار الصحيح؟

أرى أن الأم هي من ترى الصورة أوضح فلقد ثبت علميا أن ذكاء المرأة 3 أضعاف الرجل، فهي التي حملت بهذا الطفل لمدة 9 أشهر وتألمت في وضعه وإرضاعه وفطامه وهو سيظل ملتصقا بها حتى يموت سواء كان ذكرا أم أنثى، الأم عادة يكون إحساسها صادقا وترى أكثر من الأب وهي من ستتخذ القرار الصحيح غالبا.

 

 

د. داليا:كيف يمكن أن يشترك الوالدان فى تربية الأبناء بطريقة تربوية سليمة؟

هناك مشاركة بناءة في التربية بين الأب والأم حتى لو كانا منفصلين ولكل منهما حياته الخاصة، وتلك المشاركة من شأنها أن تحافظ على نفسية الطفل وتجنبه الكثير من المشكلات الاجتماعية والأخلاقية مستقبلا،وهى ليست بين الزوجين فقط بل لابد للأبناء أن يتناقشوا مع الأب والأم فيما يتعلق بمشاكلهم واهتماماتهم، وعلينا أن نؤكد في كل مرة أننا نتناقش ليس كي يفوز منا على الآخر في النقاش،بل لكي نصل إلى القرار المناسب.

 

في رأيك من سيكون له الغلبة في النهاية إذا كان هناك خلاف حول أمر ما الأب أم الأم؟

الاختلاف لابد أن يكون بعيدا عن الأبناء حتى يشعروا أنهم لن يستطيعوا استمالة طرف دون الآخر لآرائهم،والغلبة في بعض الأسر قد تكون للأب خاصة فيما يتعلق بالقرارات المصيرية،لكن ينبغي الحذر من الأم ومعرفة رأي الأب قبل أن تخبر الأبناء أنه لن يوافق على أمر ما،وكثيرا مايحدث على سبيل المثال أن يستأذن الأطفال الأم في الاشتراك برحلة مع زملائهم فتقول لهم الأم ببساطة: لن يوافق أبوكم، فينتظر الأبناء حتى يعود إلى المنزل ويستأذنونه فيوافق الأب على الذهاب إلى الرحلة،وهنا تحرج الأم أمام أبنائها، ومثل هذا المشهد المضحك يتكرر كثيرا مع الأم ومع الأب،لذا علينا الحذر حتى نتأكد من رأي الطرف الآخر في أية مسألة تتعلق بتربية الأبناء حتى يشعر الأطفال أن الأم والأب يدا واحدة وستكون آرائهما متشابهة في كافة القضايا المتعلقة بهم وأنهما يكملان بعضهما بعضا.

 

كيف نجعل أبناءنا يحافظون على العادات والتقاليد التي تربينا عليها في ظل معطيات العصر الحديث؟

تلعب القدوة دورا مهما في هذه المسألة،فإذا كان الأب نموذجا يحتذى به في الحفاظ على التقاليد والعادات الجيدة واحترام الكبير والعطف على الصغير سيقلده أبناؤه،القدوة أفضل من النصيحة.

 

فى رأيك من سيكون له الغلبة إذا اختلف الوالدان حول أمر فى تربية الأبناء؟

الغلبة ستكون للرأي الأكثر إقناعا،وعلينا ألا نظهر أن الأم ضعيفة ومضطهدة أمام الأبناء وأن الأب هو المسيطر الوحيد على المنزل والعكس صحيح،والمفتاح الحقيقي وكلمة السر التي ستفتح أي باب حوار هو الاحترام، فلو احترمت الأم الأب أمام الأبناء ستمكنه من ردعهم إذا أخطأوا، ولو احترم الأب الأم أمام الأبناء سيستمعون لنصائحها ويقدرونها.

المصدر: إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد - هايدى زكى - ابتسام أشرف - أمانى ربيع - هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 481 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,465,469

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز