بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا مي كانت تتحدث في تليفونها مع إحدى زميلاتها وطالت مدة المكالمة بشكل ملاحظ, فسألتها جدتها عما إذا كان هناك مشكلة ما تواجهما.
ردت عليها الحفيدة بأن صديقتها عندها مشكلة كبيرة في العمل إضافة إلى مشاكلها في البيت مع أسرتها.
نظرت لها جدتها قليلا ثم حدثتها ساخرة من حديثها المطول مع صديقتها, وعندما عاتبتها مي على رفضها أن تساعد زميلتها وتحاول أن تجعلها تستطيع تجاوز الصعاب التي تواجهها، فاجأتها الجدة بالسؤال عما إذا كانت زميلتها قد وافقتها على أي مقترح قدمته لها؟ وقبل أن تجيبها أكدت أنها طول الوقت لا تفعل شيئا سوى الشكوى وهي سعيدة باستمرار متاعبها.
تعجبت مي من هذا الكلام, فواصلت الجدة حديثها شارحة ما تريد قوله, فببساطة لو هناك شخص عنده مشكلة ما في العمل عليه أن يفكر في أسبابها ويبحث عن طرق لعلاجها, وإن كان هناك أي تقصير من ناحيته فيسرع بإصلاحه, أما لو كانت مشكلة يصعب حلها لأي سبب فليحاول أن يطور من نفسه ويسعى لاكتساب خبرات جديدة قد تفتح له آفاق واسعة في المستقبل بدل من تضيع وقته في الحديث عن مواقف سيئة واجهها.
أما بالنسبة للمشاكل الأسرية فلا يوجد منزل يخلو منها خاصة مع التفاوت الكبير الحالي بين الأجيال, فبدلا من تضيع العمر في الحديث عما يحدث بين جدران المنزل لننظر إلى الجانب المضيء المتمثل في وجود دفء العائلة والتعامل مع أي مشكلة بأنها مجرد اختلاف في وجهات النظر والتركيز على الأهداف التي نسعى لتحقيقها وقتها ستختفى كل المشكلات من حياتنا,وبدل من مرارة الشكوى سننعم بطعم النجاح الجميل.
ساحة النقاش