بقلم: حنان سليمان

كما أن الكثير من الأزواج يغفلون عن أهمية التعبير عن مشاعرهم تجاه زوجاتهم والذى من شأنه تقوية روابط الحب بينهما والحفاظ على تماسك الأسرة وتجنب أى خلافات تهدد استقرارها فإن الكثير من الآباء لا يدركون الأهمية الكبيرة للتعبير عن مشاعرهم تجاه أبنائهم وإظهار المحبة والود والحنان لهم، ورغم أنهم يعيشون كل الحياة من أجل تأمين حياة كريمة لهم، ويعملون ليل نهار من أجل مستقبل أفضل لهم، إلا أنهم لا يعبرون أبدا عن هذه المحبة الخالصة تجاه أولادهم وقد يعتبرونها نوعا من الضعف، وهو ما يجعل الحياة بينهم يشوبها مع الوقت الكثير من الجفاء، وقد يكون التعبير عن حبهم لأبنائهم وخوفهم عليهم بطريقة صارمة أحيانا وعدائية أخرى.

أقول هذا بمناسبة عيد الحب الذى يحتفل به العشاق والأزواج دون الانتباه إلى ضرورة تجديد أواصل المحبة بين أفراد الأسرة الواحدة، فهناك صلة وثيقة بين المحبة والود اللذين يحصل عليهما الأطفال في الصغر وصحتهم وسعادتهم مستقبلاً، فالدفء والمودة اللذين يعبر عنهما الآباء لأطفالهم يؤديان إلى نتائج إيجابية مدى الحياة للأطفال وهو ما أثبتته العديد من الدراسات، حيث تتولد الحاجة لدى كل شخص بالفطرة إلى المودة، خصوصاً عند الطفل عندما يولد، وهى حاجة مبنية على أن المشاعر مهمة جدا في الحياة سواء بنبرة الصوت الحنونة وتفهم مشاعر الآخر والشعور بالدفء والأمان العاطفي، وهو أمر مهم بين أفراد العائلة، واذا لم يكن موجودا فإن النتائج تكون سلبية، فالإحساس بالثقة والأمان ينتج من خلال التواجد العاطفي للأهل لدى أبنائهم، فاللمسة الحنونة والعناق أحيانا يترك أثرا نفسيا كبيرا على الشخص، وهو أمر جيد وضروري للتواصل والتعبير عن المحبة والمودة والتقبل.

إن المشاعر الإنسانية حالة تفاعلية وهي نتاج روحي من إحساس الشخص بالآخر ولابد من إشباع هذه الحالة والتفريغ الانفعالي، فالكبت يسبب الضغط النفسي وهو أمر سلبي على المدى البعيد، كما أن الأشخاص الذين يكبتون مشاعرهم ويخفونها يعانون باستمرار حالة عصبية وتوتر، لذا فإن التعبير عن المشاعر بين أفراد الأسرة يعطي الإنسان الشعور بالراحة والأمان، لأن المشاعر تعبير إنساني له انعكاسات إيجابية عن الشعور بالطمأنينة والراحة والقوة والترابط بين أفراد العائلة.

لذا دعونى أؤكد لكم أن التعبير عن المشاعر بين أفراد الأسرة أمر ضروري لأنه يحقق عدة أهداف, فبجانب الشعور بالأمان فإنه يجعل الأبناء يشعرون بالدعم والسند، فعناق الأبوين للأبناء ينقل الشعور بالدعم والمؤازرة ويؤدي إلى الشعور بالألفة، وقد أكدت الكثير من الدراسات على أن التعبير عن الحنان والمشاعر بين أفراد الأسرة والإحساس بالآخر هو المفتاح الأساسي للاستقرار النفسي وارتباط الطفل بأسرته وانتمائه لها.