كتبت: شيماء أبو النصر
من المعانى المهمة التى يجب على الوالدين غرسها فى نفوس أبنائهم منذ صغرهم حب الوطن وتعزيز روح المواطنة، فضلا عن تقديم الدعم والمساندة له فى مختلف الأزمات التى يشهدها البلد، وهو ما يجعلنا نتساءل كيف تربى الأم أبناءها على حب الوطن، وما الوسائل التى يمكنها من خلالها غرس الانتماء والمواطنة فى نفوسهم لمواجهة التحديات التى تحاك بوطننا من الداخل والخارج؟
"حواء" التقت بعض الأمهات للتعرف على تجاربهن فى تربية الأبناء على قيم المواطنة والانتماء.
"أحرص على اصطحاب أولادى للمتاحف" هكذا بدأت حنان إبراهيم كلامها عن كيفية قيامها بغرس حب الوطن فى نفوس أبنائها، مؤكدة أن المتاحف تذخر بقصص التاريخ والمعلومات الموثقة عن تاريخنا الذى يستحق منا كل الفخر ومن خلال حديثى معهم عن تاريخ المتحف وقصة إنشائه وأهم مقتنياته أجد نفسى أحدثهم عن أهمية وعظمة بلدنا، كذلك فزيارة المتاحف إحدى الرحلات التى يحرصون على القيام بها فى إجازتى منتصف ونهاية العام، كما أشجع ذهابهم فى أي رحلة مدرسية لزيارة المتاحف والأماكن الأثرية.
وقالت رشا .أ: إن أولادها مرتبطين بالكمبيوتر والإنترنت بشكل كبير ولذلك تحاول شغل أوقاتهم قدر الإمكان من خلال دفعهم لإستخدام الإنترنت فى البحث عن الأحداث المهمة والتاريخية.
أما زينب فؤاد فتنتظر أى مناسبة وطنية لتتحدث مع أولادها عن الوطن وأهميته، وتقول: الحمد لله لدينا الكثير والكثير من المناسبات الوطنية التى تستحق الفخر، ومنها أعياد الشرطة التى كانت منذ وقت قريب وشجعتهم على مشاهدة الإحتفالية وما تحمله من قصص لبطولات رجال الشرطة وتضحياتهم من أجل أن نعيش فى أمان ومشاهدة أبناء الشهداء والاستماع لقصص بطولات آبائهم وكيف أنهم حرموا منهم دفاعا عن الوطن، وكذلك أعياد السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان التى تكون أيضا فرصة جيدة جدا للكلام عن بطولات جيشنا وكيف انتصر جنودنا البواسل وهم صائمون فى رمضان؟ وكيف حرروا سيناء الغالية بدمائهم الذكية؟ ودورنا أيضا فى الحفاظ على وطننا.
المعرفة هى الأساس
بعد الاستماع إلى تجارب بعض السيدات التقت "حواء" د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس والتى أكدت أن الحب والانتماء يأتيا بالمعرفة فحضارتنا أعظم حضارات العالم ولذلك يجب أن يعرف أبناؤنا عنها الكثير من خلال القراءة والاطلاع عن تاريخ وحضارة الوطن وسردها على أبنائنا، والذهاب معهم إلى المتاحف التى تجسد تاريخ فترات مهمة فى حياة الوطن.
ولفتت د. سامية إلى أهمية دور الإعلام فى غرس القيم والأخلاقيات، وكذلك الدراما التى تتناول تاريخ أبطالنا، مؤكدة على ضرورة استثمار المناسبات الوطنية التى يذخر بها تاريخنا للحديث معهم عنها، وأن تخصص المدارس بعض الحصص الدراسية فى شكل ندوات لغرس القيم الأخلاقية ومن أهمها قيمة الانتماء وحب الوطن، وكذلك تنظيم المسابقات فى الشعر والبحث فى أسرار عظمة الوطن وكيف نحافظ عليه.
وتتابع: حب الوطن يبدأ داخل الأسرة المستقرة التى هى نواة المجتمع، لذلك الحفاظ على وحدة وترابط الأسرة يجعل الأبناء يكبرون على معانى الترابط والاستقرار والمودة والاهتمام واحترام أدوار جميع أفراد الأسرة والشعور بالامتنان لدور الأب والأم فى الحفاظ على استقرارها وكلها معانى تعمق قيمة الانتماء عند الأبناء، لذلك نجد الكثير من الأبناء ضحايا الانفصال ناقمين على المجتمع لأنهم فقدوا قيمة الأسرة والترابط ولم يجدوا غير مشاكل الآباء فى ساحات المحاكم والكلام عن نفقة يرفض الأب دفعها ومسئولية يتخلى عنها وأم ترفض فى المقابل رؤية هذا الأب لأبنائه.
مسئولية مجتمعية
تقول الخبيرة التربوية د. إيمان الريس: يتعلم الطفل الانتماء منذ الصغر لبيته وأسرته ووالده وولداته والعائلة وهو ما يسمى بالانتماء الأول، ثم يعرف أنه هناك انتماء للوطن بكلام الوالدين عن الوطن أمامه وأهم المناسبات الوطنية وحضارتنا العظيمة فى شكل كلمات بسيطة، وتشجيعه على الحفاظ على الممتلكات العامة وتراث بلده والقيم والمبادئ والعادات والتقاليد، وفى المدرسة يجد تحية العلم التى يبدأ بها يومه الدراسى، كما يجب أن يشعر الطفل أن والديه مسئولان عن حماية وطنهم والحفاظ عليه حتى فى أبسط صورة، كالامتناع عن رمى الأكياس الفارغة فى الطريق، فوطنه هو بيته الكبير ومصدر الأمان والاكتفاء والفخر له ولجميع أفراد المجتمع وبذلك نصل إلى مواطن إيجابى يشعر بالانتماء لوطنه.
ساحة النقاش