حوار: شيماء أبو النصر

تخطو مصر خطوات كبيرة فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتى تهدف من خلالها تقليل الاعتماد على الطاقة غير النظيفة خاصة مع تزايد مخاطر الانبعاثات الكربونية الناتجة عنها والمتسببة فى تغيرات مناخية تهدد العالم كله، ومصر من أكثر دول العالم التزاما بالتوجه لاستخدام الطاقة البديلة من خلال التوسع فى إنشاء المشروعات القومية مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية، وجبل الزيت لاستغلال طاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين الأخضر الذى يعد الثورة العلمية القادمة فى مجال الطاقة على مستوى العالم وفق ما تؤكده د. منال متولى، خبيرة البترول والطاقة والبيئة فى حوارها لـ"حواء".

- فى البداية ما أهمية التوسع فى إنشاء المشروعات القائمة على الطاقة المتجددة؟

التوسع فى إنشاء المشروعات القائمة على استثمار الموارد واستخدام الطاقة المتجددة فى التشغيل له دور كبير جدا فى تنشيط الاقتصاد القومى وتحقيق مكاسب لا تقارن بتصدير المواد فى حالتها الخام، ومن أمثلة هذه المشروعات مجمع إنتاج السليكون والذى يعمل بالطاقة الشمسية وباستثمارات تقدر بـ700 مليون دولار، ويسعى الرئيس عبد الفتاح السيسى دائما لتعظيم الاستفادة من مواردنا الطبيعية مثل الرمال السوداء والبيضاء، وهى من أنقى الرمال على مستوى العالم، وكانت تصدر فى الماضى كالرمال الغنية بالكوارتز والسليكا بدرجة نقاوة عالية جدا، إلا أن الرئيس أوقف تصديرها مع الاتجاه إلى التصنيع المحلى لتحقيق أكبر استثمار يصب فى مصلحة الإقتصاد القومى، وهذا المجمع يقوم بإنتاج السليكون الذى يدخل فى صناعات كثيرة منها صناعة الألواح الشمسية.

- ما أهمية الدعم الرئاسى لقطاع الطاقة فى تحقيق ما أحرزه من إنجازات فى الحفاظ على البيئة والطاقة؟

يحظى قطاع البترول والطاقة بدعم كبير جدا من القيادة السياسية الساعية دائما لتحقيق أقصى استفادة من مواردنا الطبيعية والتوجه إلى مجالات الطاقة البديلة والنظيفة لتحقيق أعلى مردود اقتصادى والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال تشجيع القطاع الخاص، وأيضا إنشاء المشروعات الكبيرة فى هذا المجال، كما أن هذه المشروعات تزيد من فرص العمل وتوفر العملة الأجنبية وتضاعف خبراتنا العلمية والعملية فى هذا المجال. 

- تمتلك مصر أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية على مستوى العالم.. فما أهميتها اقتصاديا؟ 

بالتأكيد يسهم هذا المشروع فى توفير الطاقة وتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، وبالتالى تقليل الاعتماد على البترول ومشتقاته والتقليل من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدام الطاقة غير النظيفة، ومن هنا فمصر أيضا تنطلق من إحساسها الكبير بالمسئولية تجاه الحفاظ على كوكب الأرض ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى الناشئة عن زيادة معدلات انبعاثات غاز الكربون عالميا.

- أنشأت مصر العديد من المشروعات فى مجالات الطاقة المتجددة فهل تعد تلك المشروعات ضمن أهداف التنمية المستدامة؟

بالفعل حدثت نقلة كبيرة لدينا فى ملف الطاقة منذ اكتشاف حقل ظهر بعد أن كنا نعتمد بشكل شبه كامل على الوقود الأحفورى، وفى 2016 تم وضع رؤية مصر الخاصة والتي تتطلع بحلول 2035 إلى الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة بنسبة 42%، وبعد قمة المناخ الماضية فى شرم الشيخ والتى نجحت نجاحا كبيرا جدا عقدت مصر العديد من الاتفاقيات فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر الذى أصبح اتجاها عالميا.

- وما أهمية الاستثمار فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة؟

كان من أهم نتائج قمة المناخ "cop27" جذب انتباه العالم إلى أهمية التوسع فى مشروعات الطاقة الجديدة للحد من الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغيرات المناخية، فقطار الصناعة لن يتوقف، لكن إحلال الطاقة النظيفة محل التقليدية غير النظيفة يجب أن يكون توجه العالم كله للحفاظ على كوكب الأرض، وبالفعل أبرمت مصر العديد من الاتفاقيات والعقود لإنشاء مشروعات استثمارية فى مجالات إنتاج الهيدرجين الأخضر والأمونيا الخضراء والطاقة الشمسية وغيرها.

- ما أبرز المقومات التى تملكها مصر فى مجال الطاقة البديلة؟

تمتلك مصر إمكانات كبيرة جدا فى مجالات الطاقة المتجددة ومنها الرياح، مثال محطة جبل الزيت وهى أكبر محطة لإنتاج الرياح على مستوى العالم، كما تمتلك مصر أيضا محطة الزعفرانة، والطاقة الشمسية وطاقة المياه، ومشروعات إنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر.

- إلى أى مدى يمكن تعظيم الاستفادة من الطاقة المتجددة؟

بالفعل يتم استخدام الطاقة المتجددة فى الكثير من المشروعات الحيوية فى مصر مثل مشروع حياة كريمة والدلتا الجديدة والمدن الجديدة، وبذلك تتم ربط المشروعات بالتنمية المستدامة واستخدام الطاقة المتجددة.

- وما تأثير التوسع فى استخدام الطاقة المتجددة على البيئة؟

مصر من جانبها ونتيجة لتوسعها فى مشروعات الطاقة المتجددة قللت من نسب انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، فالعالم كله يعانى خطر الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية التى تعد الدول الصناعية الكبرى السبب الأكبر فيها، لكن رغم ذلك فقد اتخذت مصر اتجاها إيجابيا نحو زيادة الاعتماد على الطاقة البديلة والتى لا ينتج عنها أية ملوثات للبيئة أو انبعاثات تسهم فى زيادة الاحتباس الحرارى.

- تنشئ مصر العديد من المشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر ..فما أهمية ذلك اقتصاديا؟

الهيدروجين الأخضر هو الثورة العلمية القادمة عالميا فى مجال الطاقة المتجددة، وقد وقعت مصر نحو 9 اتفاقيات لإنتاجه، وهو ما سيحدث طفرة فى مجال الطاقة وتوفيرها للمشروعات الجديدة، وبالتالى تصدير الغاز الطبيعى للخارج، كما أنه سيحقق لنا هدف "زيرو انبعاثات" بحلول 2050، وجميع المؤشرات العالمية تنذر بنتائج غير جيدة فى حال استمرار الانبعاثات الكربونية بالمعدلات الحالية على المناخ والنبات، لذلك فالأمل معقود على مشروعات الطاقة المتجددة ومن أهمها الهيدروجين الأخضر.

المصدر: شيماء ابوالنصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 394 مشاهدة
نشرت فى 25 يونيو 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,816,580

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز