سمر عيد
بينما يستخدم الكثيرون وسائل التواصل الاجتماعى للسخرية وتقديم محتوى غير هادف أو للتشهير بشخصيات عامة أو نشر أخبار كاذبة، يحرص آخرون على تقديم محتوى هادف يشارك من خلاله فى نشر التوعية وتقديم حلول للكثير من المشكلات التى يعانيها المواطنون.
"حواء" تدعوك لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى بإيجابية وتعليم الأبناء الاستفادة منها وتجنب سلبياتها..
تحقيق الشهرة
التقينا منى عبدالعاطي، معلمة علوم بإحدى المدارس الخاصة والتي حدثتنا قائلة: كل جاراتي تقريبا يتابعن وسائل التواصل الاجتماعي ليل نهار، وعندما تحدثت معهن عرفت أنهن يتابعن صفحات يستعرض أصحابها حياتهم عليها من مأكل وملبس ومسكن؛ الأمر الذي كان يحدث مشاكل جمة بين جاراتي وأزواجهن؛ نظرا لأنهن يضعن أنفسهن فى مقارنة مع رواد هذه الصفحات، لذا فكرت أنا وصديقاتي المعلمات أن نصبح إيجابيات على وسائل التواصل؛ حيث أنشأت صفحة لمساعدة الطلاب على المذاكرة ونشرت عليها امتحانات مادة العلوم وأجوبتها، وأنشأت صديقة أخرى صفحة روجت فيها لأطعمة كانت تصنعها في المنزل بأسعار مخفضة للتخفيف على النساء العاملات، والثالثة قامت بنشر أفضل وأرخص الأماكن لبيع الملابس، وعندما أخبرنا جاراتي بهذه الصفحات قلن لي إن مثل هذه الصفحات لن تحقق نسبة مشاهدة ولن يكون لها متابعات كتلك المواقع والصفحات التي تتحدث عن الفضائح والفنانات والمطاعم وغيرها، ولن نجني من ورائها أرباحا لكن الحقيقة أن صفحاتنا حققت نسبة مشاهدات عالية، وحصلنا على إعلانات عليها، وحققنا من ورائها أرباحا هائلة دون أن نضر أحدا.
أما مروة عبدالله، طالبة بكلية الآثار جامعة القاهرة فتقول: كنت أحصل على تدريبات عملية في الكلية بالصيف الماضي وسافرت مدنا ومحافظات كثيرة بها آثار ليست موضوعة على خارطة السياحة في مصر، وفكرت أن أنشئ صفحة بثلاث لغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، لتعريف السائح بآثار مكتشفة حديثا لا تعلن عنها شركات السياحة ولا تضعها في برامجها السياحية، وكانت المفاجأة دخول طلاب من أنحاء الجمهورية للتعرف على هذه الآثار، ووجدتها فرصة لتعريف الجيل الجديد بآثارهم وحضارتهم، ودعم روح الانتماء والوطنية في نفوس الطلاب والطالبات، وترسيخ تاريخنا وحضارتنا الشامخة في نفوسهم.
ولأن مجموعات الأمهات عادة ما يشتكي فيها الأمهات من الأطفال والمذاكرة وغلاء بعض أسعار السلع قررت هدى طارق، ربة منزل إنشاء مجموعة خاصة تشجع فيها الأمهات على حل كافة المشكلات، حيث تقدم فيها حلولا عملية لتنظيم الميزانية، وتعلن عن المحال التجارية التى تقدم تخفيضات على معروضاتها.
إيجابيات لا تعد ولا تحصى
تحدثنا د. ريهام عبدالرحمن، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري عن كيفية أن يصبح الفرد إيجابيا على وسائل التواصل الاجتماعي قائلة: أكثر ما أعجبني على وسائل التواصل الاجتماعي هي تلك الصفحات التي تقدم شرحا للمناهج الدراسية، لذا أشكر كل المعلمين الإيجابيين الذين خصصوا بعض وقتهم ومجهودهم لأبنائنا الطلاب؛ كما أن من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي تقليص المسافات وتسهيل التواصل بين الأقارب والأصدقاء حتى وإن باعدت بينهم المسافات، وأثناء جائحة كورونا تمكن الكثيرون من إنجاز مهامهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن مواقع الأطفال الجيدة التي تقدم لهم القدوة الحسنة وتنمي لديهم روح الصدق والامتنان، ولا ينبغي أن ننسى كل النساء اللواتي قدمن تجارب ناجحة لترشيد الاستهلاك والاقتصاد على صفاحتهن الأمر الذي غير في ثقافتنا الاستهلاكية، وكذلك كل المواقع والصفحات التي دربت نساء على عمل مشاريع صغيرة من منازلهن ليتحولن من أشخاص مستهلكين إلى منتجين، فضلا عن الصفحات الرسمية لعدة جهات فى الدولة كدار الافتاء، وكذا عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين الذين يساهمون فى نشر التوعية بين المواطنين.
وتتابع: يغرس الوالدان داخل الطفل "الفلتر" الذي يمكنه من استخدام وسائل التواصل بشكل صحيح، وهما من يعلمانه كيفية التفرقة بين المفيد والضار؛ لأن الأطفال قد يظنون في بعض الأحيان أن مواقع معينة للتسلية واللعب بينما تقدم لهم محتويات تضرهم أخلاقيا ونفسيا وتجعلهم يشعرون بالدونية وتثير لديهم الغيرة والحقد على أطفال آخرين وتدفعهم إلى تقليد سلوكيات خاطئة، لذا علينا أن نتابع أطفالنا على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديد وقت للتعرض لوسائل التواصل وألا نترك الطفل يستخدمها طيلة اليوم فقد يدمن عليها وقد تؤثر على بصره وتفكيره وشخصيته وصحته بصفة عامة، وإذا نوى أي شاب أو فتاة فتح قناة أو موقع على وسائل التواصل الاجتماعي من الضروري أن يناقشهما الأب والأم في المحتوى الذي سيقدمانه حتى لا يقلدا بعض الأشخاص السلبيين لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة.
السم فى العسل
توضح د. نورة رشدي، أستاذ الخدمة الاجتماعية ووكيل معهد الخدمة الاجتماعية أن من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي قد يخلطن بين المحتوى الإيجابي والسلبيى، وتقول: هناك من يعجز عن التفرقة بين المحتوى الإيجابي والسلبي ومع الأسف أغلبيهم من النساء، فبعضهن ينشئن أو يتابعن صفحات تتحدث عن الموضة دون أن يدركن أنهن بذلك يجعلن نساء الطبقة الوسطى أو الفقيرة يشعرن بفجوة كبيرة، كما أن بعض السيدات يقدمن أكلات باهظة الثمن بينما من الأفضل تقديم أكلات موفرة ووصفات تساعد النساء على التوفير، وقد وجدت بعض الصفحات تروج لعمليات التجميل وتشجع النساء عليها وهذا أمر يعرض صحة نساء كثر للخطر بل وتجعلهن يخسرن حياتهن أو يشوهن أجسادهن في كثير من الأحيان، وبعض المواقع تقدم خدمة الزواج وتسعى لتعريف الشباب والفتيات ببعضهم، وهي قد تبدو في ظاهرها أنها تيسر الزواج بينما في الحقيقة يرتادها في كثير من الأحيان شباب وفتيات لا يكون غرضهم الزواج بل الإيقاع بأبنائنا وبناتنا في علاقات مشبوهة وغير شرعية، أيضا من يقوم بوضع ألعاب على صفحات بوسائل التواصل الاجتماعي تعتمد على الإثارة والمنافسة الشديدة بين الشباب تؤدي في النهاية إلى كوارث ومشاجرات، وعلينا الحذر من بعض المحتويات الفنية التي تقدم رسائل للشباب لا تتماشى مع قيمنا ومبادئنا، وتروج لسلوكيات قد تؤدي إلى انحرافات أخلاقية فيما بعد إن قلدها شبابنا، لذا علينا سؤال من يرتدون أي موقع أو الدخول على أية صفحة عن رأيهم في محتواها وما تقدمه من نصائح أو خدمات، ويظهر عادة ذلك في تعليقات الأشخاص أسفل الفيديوهات، ودعيني أذكر كل من يصنعون محتويات على وسائل التواصل الاجتماعي أنه توجد مراقبة جيدة من شرطة المعلومات لكل من تسول له نفسه بث رسائل تهدم شبابنا، وفي الحقيقة إن لم تكن ضمائرهم وأخلاقهم ودينهم رادع ومراقب لهم فلا رادع ولا مراقب لهم.
ساحة النقاش