أماني ربيع

يعشق المصريون التجمعات سواء مع الأهل أو الأصدقاء خاصة في رمضان المعروف بالعزومات التي تستهلك جزءا كبيرا من ميزانية المنزل وتشكل عبئا على الكثير من الأسر في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، ورغم ذلك تتحايل ربات البيوت على الأزمات ويجدن أفكارا جديدة من أجل الحفاظ على استمرار تقاليد رمضان الذي لا يحلو بدون "لمة" الأحبة، وهذه بعض التجارب الموفرة للعزومات الرمضانية.

 

بدأت السيدة اعتماد عبد الخالق، 46 سنة التوفير في ميزانية المنزل والاستغناء عن الأمور غير الضرورية، لكنها لم تستطع أن تلغي بند العزومات باعتباره تقليد رمضاني لا يحدث إلا كل عام، وتقول: اتفقت مع صديقاتي على تحويل العزومة الرمضانية من عبء إلى متعة، فالهدف النهائي هو التجمع والفرحة، لذا قررنا أن نحول العزومة إلى "دش بارتي"، حيث نجتمع في إحدى منازلنا وتطهو كل واحدة الأكلة التي تجيدها، والبعض يشتري الحلويات والأخرى المشروبات وهكذا تقسم التكلفة على الجميع.

 

"الدش بارتي" أيضا هو طريقة سها عبدالهادي، 32 سنة، مدرسة، من أجل الاستمتاع بتجمعات رمضان دون أزمات مادية، وتقول: كنت أعيش في بيت العائلة في طفولتي، وكانت كل نساء الأسرة يتجمعن في منزل جدتي للطهو في رمضان ونجلس كلنا معا من أطفال وكبار، حاولت العام الماضي تكرار الأمر في عزومة العائلة سواء أسرة زوجي أو أهلي، وتحدثت معهم قبل رمضان وأخبرتهم بدلا من إلغاء العزومات يمكننا التقليل من تكلفتها بالتجمع معا مرة واحدة في منزل أمي أو والدة زوجي ونتشارك جميعا في الطهو وفي تكلفة العزومة ويتقسم العبء على الجميع من الناحية المادية وكذلك عبء الطهي وغسيل الأطباق.

 

في الهواء الطلق

 

تفضل منار الدسوقي، موظفة أيضا فكرة "الدش بارتي" وتقول: لم تجد الفكرة ترحيبا بين العائلة، الذين يعتبرونها "عيب" ويفضلون العزومة بشكلها التقليدي، بينما استطعت أن أعتمد الفكرة مع الأصدقاء وإخوتي، لكننا اخترنا التجمع خارج المنزل، بأن يحضر كل شخص جزءا من الإفطار، ونجتمع في أحد الحدائق العامة أو المماشي السياحية، ونستمتع بالإفطار في الهواء الطلق كنوع من التغيير، والمميز أننا نأكل ونشرب في أكواب وأطباق ورقية ما يجنبنا غسل الأطباق الذي كان أكثر ما يزعجني في العزومات.

 

وتقول منة محمود، محاسبة: ليس الجميع لديه القدرة على الطهو بنفس الجودة، لذا قررنا تقاسم تكلفة العزومة المادية ووضع عبء الطهي على أكثر صديقة تجيد الطبخ، ونتجمع في منزلها صباح العزومة، نشتري الخضراوات واللحوم وجميع المكونات ونتشارك معها في إعدادها، وبعد تناول الطعام نتشارك أيضا في تنظيف المنزل وغسل الأطباق.

 

تجد سمية إبراهيم، ربة منزل فكرة "الدش بارتي" محرجة أحيانا وتقول: ليس بإمكاني طرح الفكرة على الجميع هناك أشخاص لن يتقبلوها ويجدونها أمرا معيبا خاصة بالنسبة لأهل زوجي، وكانت أكثر عزومة متعبة هي عزومة زملاء زوجي في العمل، لكن زوجاتهم أنشأن جروب على أحد مواقع التواصل الاجتماعى وطرحن فكرة "الدش بارتي" كحل ليس للتوفير وإنما لتخفيف العبء عن ربة المنزل، وبالفعل منذ سنتين طبقنا ذلك ونستمتع كثيرا بتناول الأطعمة المختلفة، وليس كلها أطعمة مكلفة، فهناك الكثير من البدائل اللذيذة للحوم، وكذلك لا شيء يعلو على الحلوى التقليدية من كنافة وقطايف.

 

وبخلاف سمية تؤكد هدير مجاهد، ربة منزل أن الفكرة تلقى رواجا بين العديد من الأسر، وتقول: الفكرة في التجمع ولم شمل الأحباب، وليس التباهي والمنافسة، والكثير من السيدات يجدن أن فكرة "الدش بارتي" مريحة وليست مجهدة مثل العزومة التقليدية التي يقع عبئها على شخص واحد، وميزتها أنها مرنة، بحيث يمكن تناول الطعام في الهواء الطلق، أو عمل عزومة واحدة كبيرة في منزل أحد الأصدقاء والأهل، يتشارك الجميع في تكلفتها والإعداد لها".

 

الحفاظ على التقاليد

 

بالنسبة للبعض قد تكون "الدش بارتي" أيضا عبئا خاصة لأن اللحوم والدواجن أسعارها مرتفعة، وكذلك أسعار الحلوى، وليس الجميع قادرا على إعداد أطعمة منزلية لعدد كبير، لكن الخبيرة الاقتصادية هبة السيد تقول: المرأة المصرية مبدعة في طرق التوفير، وهناك أفكار عديدة للتحايل على الأزمات الاقتصادية والمحافظة في نفس الوقت على بهجة التقاليد، وحتى "الدش بارتي" التي هي وسيلة للتوفير تتحول أحيانا إلى عبء عندما تصبح وسيلة للتفاخر بطهي أصناف معقدة أو باهظة التكلفة وتصبح منافسة.

 

وتضيف: يفضل الاتفاق على منيو "الدش بارتي" قبل العزومة، وإذا كانت هناك سيدات لا يجدن الطهي خاصة لعدد أفراد كبير يمكنهن المساهمة في التكلفة المادية وإعطاء بند الطهي لصديقة أو قريبة تجيده، ومساعدتها مثلا في شراء المكونات أو إعداد الخضراوات، وهكذا، ويفضل الاستغناء عن أصناف الأطعمة المكلفة، وإعداد صنفين أو واحد فقط من البروتين الحيواني ويفضل أن يكون الصنف الثاني كفتة، لأنه مع إضافة الخضراوات إليها تتضاعف الكمية وتصبح أكثر توفيرا، ويمكن تقديمها مع الجلاش المحشو بالخضراوات والجبن بدلا من الجلاش باللحم.

 

وتتابع: كذلك يمكن إعداد محشي الكوسة والفلفل الذي لا يتطلب مجهودا كبيرا في الحشو، كما أنه لا يستهلك كميات كبيرة من الأرز مثل محشي الكرنب أو ورق العنب، ويفضل الاكتفاء بصنف واحد من المقبلات مثل المخلل، وبدلا من السلاطة يمكن تقطيع بعض الخضراوات مثل الخيار والطماطم وتقديمها لمن يحب، واعتماد المشروبات الرمضانية التقليدية، مثل السوبيا والتمر هندي، وإعداد الحلوى في المنزل سواء قطايف أو كنافة أو كيك عادي بدلا من شرائها.

المصدر: أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 9 مارس 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,363,884

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز