شكلت منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة والتى توفر مختلف السلع الأساسية لأى أسرة ملاذا للكثير من ربات البيوت فى ظل ارتفاع الأسعار والتى يقبع وراءها جشع بعض التجار وتلاعبهم بالسوق رغم ما تبذله الدولة من مساعى وجهود لضبطه وتخفيف الأعباء عن كواهل المواطنين.
التقت "حواء" بعض السيدات للتعرف على كيف استفدن من منافذ القوات المسلحة وإلى أى مدى ساعدتهن فى توفير ما يحتجنه من سلع أساسية.
هايدى زكى
البداية من داخل أحد منافذ "كلنا واحد" بحي المعادي حيث التقينا سيد خليل، موظف على المعاش والذى أكد أن هذه المنافذ أنقذته من غلاء السلع الذى يتسبب به جشع بعض التجار، ويقول: من منافذ كلنا واحد أستطيع شراء ما أحتاج إليه من خضراوات ولحوم تكفينى لمدة شهر، ففرق السعر واضح، فالزيت والسكر واللحم أرخص من السوق، وده بيفرق معايا ومع أسرتي.
ويقول خليل عشماوى، مهندس كهرباء: أحرص على شراء السلع الأساسية من المنافذ التابعة لوزارة التموين، حيث تقدم تخفيضات تتراوح من 30 إلى 50 % عن الأسواق الأخرى، فأغلب التجار يرفعون الأسعار دون الالتزام بالتسعيرة التي تطرحها الحكومة خاصة السلع الأساسية، فى حين أن هذه المنافذ تطرح أسعارا أقل من الأسواق تناسب جميع الطبقات.
وتقول نوال مهدى، مدرسة وأم لثلاثة أطفال: أحرص على شراء الجبن والعسل من منافذ وزارة الزراعة فمنتجاتها مميزة وجودتها عالية، كما أشترى اللحوم والدواجن المجمدة من منافذ "مبادرة كلنا واحد" وأبحث عن العروض التى تطرحها من وقت لآخر خاصة فى الملابس.
أما اعتماد إبراهيم، بائعة بسوق العبور فتقول: بسبب غلاء أسعار اللحوم والدواجن فى الأسواق يصعب شراؤها، لكن منافذ وزارة الداخلية والسيارات المتنقلة مكنتنى وغيرى من المواطنين من تناول اللحوم والدواجن وغيرها من السلع المتوفرة والمخفضة.
وتحرص سارة إبراهيم، موظفة، دائما وبشبه يومى على المرور على أحد منافذ "وزارة الداخلية أمان" المقام بجوار منزلها ومعرفة كل ما هو جديد من منتجاتها وأسعارها اليومية، وتعتبره مصدرا من مصادر الادخار بالنسبة لها، فضلا عن تلبية احتياجاتها من المواد الغذائية الأساسية.
ويقول مصطفى السيد أحد البائعين بمنافذ وزارة الزراعة بحى الدقى: توفر منافذ الوزارة المنتجات من المزارع للمواطن، وهو ما يقلل من حلقات الوسطاء ويخفض سعر المنتج، لذلك هناك إقبال كبير من المواطنين عليها بسبب جودتها العالية وسعرها المنخفض مقارنة بالأسعار فى الأسواق والمحلات الكبرى.
توازن اقتصادى
يعلق إيهاب الدسوقى، الخبير الاقتصادى ورئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات على دور منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة فى ضبط الأسعار قائلا: أسهمت هذه المنافذ فى خلق حالة تنافسية بين العديد من الجهات المعنية ببيع السلع الاستهلاكية ما دفع عددا كبيرا من التجار إلى التخفيض لجذب أكبر عدد ممكن من المواطنين الأمر الذى عاد بالنفع على المواطن، فهو المستفيد الأول من الحالة التنافسية التى تحدث فى الأسواق، ونتيجة إقبال المواطنين على هذه المنافذ تم خلق جسر من الثقة بينها والمستهلك بالجودة العالية والمصداقية، وأصبحت تقوم بدور المصنع أو التاجر الرئيسى، لذا أنصح بعدم الانسياق وراء الشائعات المزيفة من عدم توافر السلع، فالحكومة حريصة على الاهتمام باحتياجات المواطن وتوفيرها، ويظهر ذلك فى حجم المعروضات والإقبال أيضا، وعلينا الاهتمام بالمعارض التى تقيمها الدولة فى هذا الإطار والاستفادة بالجودة والتخفيضات المطروحة فيها.
ويضيف: على ربة المنزل دور كبير فى تحقيق التوازن الاقتصادى لأسرتها ووطنها، فإذا كان هناك إسراف فى الميزانية وشراء مستلزمات سواء استهلاكية أو غذائية فائضة عن الحاجة بهدف التخزين فقط فهذا يرهق ميزانية الأسرة ويؤدى إلى قلة المعروضات واحتكار بعض التجار مجموعة من السلع ما يؤثر سلبا على اقتصاد الدولة ومواطنيها، لذا لابد من تحديد احتياجاتنا قبل النزول للأسواق على قدر ميزانية الأسرة وتلبية المتطلبات المنزلية دون إسراف، والاتجاه نحو البدائل التى تطرحها الدولة لمساعدة المواطنين مثل منافذ القوات المسلحة وغيرها مما يساعد على الحصول على سلع استهلاكية بأسعار تتفق مع كل الفئات والطبقات.
الشعور بالأمان
تؤكد د. سوسن فايد، أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث أن هذه المنافذ خلقت شعورا بالأمان لدى الأسر، لافتة إلى أن الأسرة المصرية حين تجد سلعة جيدة بسعر مناسب تشعر أن الدولة قريبة منها وتساندها وهذا يرفع الروح المعنوية لدى أفرادها ويقلل من الضغوط الاجتماعية، مشددة على دور ربة المنزل فى تحقيق التوازن الاقتصادى لأسرتها ووطنها.
وتقول: المرأة المصرية هى عمود الأسرة وهى المدبر الرئيسى لميزانية الأسرة وهى من تبحث وتشترى المناسب وبالجودة العالية، لذلك اختارت منافذ الدولة واهتمت بالمبادرات التى يتم الإعلان عنها من وقت لآخر للشراء والادخار والتوفير، فربة المنزل امرأة ذكية إذا كانت لم تحقق رغباتها واحتياجاتها هذه المنافذ لفشلت وقلت، ولكنها الآن فى زيادة ويبحث عنها المواطن ويطلب زيادة عدد المنافذ وفتحها في القرى والنجوع البعيدة، كما اقترح البعض إضافة خدمات البيع الإلكتروني والتوصيل للمنازل وتعتبر منافذ البيع التابعة لوزارات الدولة المختلفة صمام أمان للمجتمع، ورسالة واضحة أن الدولة لن تترك المواطن فريسة لجشع الأسواق، بل تمد له يد العون في كل وقت.
ساحة النقاش