أسماء صقر

لثلاثة أعوام أو أكثر يعتاد الطفل تواجده مع أمه ويعتمد عليها فى تلبية رغباته وقضاء حاجاته، لكن مع انتقاله إلى مرحلة رياض الأطفال "الحضانة" أو المدرسة بعد بلوغه عامه السادس تنتابه حالة من القلق والتوتر نتيجة ابتعاده عن أمه ومنزله، وهذا قد يتسبب فى مشكلة نفسية له إذا لم تتمكن الأسرة من احتواء تلك المشاعر والتغلب عليها، لكن كيف يمكن ذلك؟

هذا ما حولنا الإجابة عليه فى السطور التالية من خلال عدد من خبراء التربية وعلماء النفس لتقديم روشتة للتغلب على مشكلات سنة أولى مدرسة.

 

في البداية تقول د. هالة رمضان، أستاذ علم نفس الطفل ومدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: يمكن إعداد الطالب للعام الدراسي الجديد قبل دخول المدرسة بفترة لا تقل عن أسبوعين حتى يتعود على النظام ويستعد نفسيا وذهنيا للدراسة، أما الملتحقين بمرحلة رياض الأطفال فإن الأم تعانى بعض المشكلات في التعامل معهم كالعناد والخوف والتمرد والتعلق بها، لذا عليها تدريب الطفل وتهيئته قبل الذهاب للمدرسة نفسيا، واصطحابه إلى المدرسة قبل بدء الدراسة بفترة قصيرة قد تكون يومين أو ثلاثة والتحدث مع المعلم أو المعلمة أمام الطفل عن المنهج والدراسة لإعطائه الإحساس بالأمان، ويجدر الإشارة إلى نجاح تجربة المدارس اليابانية والتركيز على الحفاظ على جودة التعليم وتطوير الأنشطة المكملة مثل أنشطة "التوكاتسو" التي تهدف إلى بناء شخصية متكاملة للطلاب وتزويدهم بالمسئولية والنظام، كما أن نظام التعليم الجديد الخاص بالحضانة والمرحلة الابتدائية يرغب الطفل في الذهاب للمدرسة نظرا لعدم وجود واجبات مدرسية شاقة عليه.

وتتابع: يجب أن يكون هناك تعاون مشترك بين الأهل والمدرسة لتعليم الطفل السلوكيات الصحيحة ومواجهة سلوك التنمر بين الأصدقاء من خلال التشجيع على العمل الجماعي والأنشطة كالرسم والموسيقي والقراءة، كما تشترك المدرسة والأسرة في تعليم الطفل كيفية الإمساك بالقلم بطريقة صحيحة وتعليمه القراءة والكتابة وتحفيزه على النجاح ومكافأته على ذلك بالطريقة التي يرغب فيها الطفل.

 

مواجهة مخاوفه

ويقول  د. حسن شحاتة، أستاذ التربية بجامعة عين شمس: مما لاشك فيه أن سنة أولى مدرسة تعد عائقا أمام الأسرة والطفل لأنه ينتقل من محيط أسرته إلى المدرسة التي تعد بالنسبة له الأم البديلة وعليه الالتزام بنظامها اليومي، فبعد الطفل عن والديه يجعله يشعر بالبكاء والحزن وعدم التكيف مع الآخرين، ولذلك يجب على الأم الذهاب مع الطفل لمدة أسبوعين من بداية الدراسة وإعطائه "اللانش بوكس" الخاص به والذي يحتوي على غذاء متوازن وسليم للحفاظ على نموه العقلي والبدني، واهتمام الأم بالتواصل والتعامل الجيد مع المعلمات في المدرسة واشتراك الطفل في الأنشطة ذات المؤثرات  الصوتية والحركية كالموسيقي فلابد أن يشعر بالمتعة داخل المدرسة وتهيئة الطفل تكون بشكل تدريجي بعيدا عن العنف ويكون حديث الوالدين عن المدرسة جيد وفيه ترغيب للطفل وإعطائه الحب واللعب والسرور حتى ينسجم مع النظام المدرسي.

 

ويتابع: تبدأ عملية تهيئة الطفل للدخول إلى المدرسة بتعرف الوالدين على مخاوفه وإعطائه فرصة للتعبير عما يدور بداخله ومساعدته في التغلب على تلك المشاعر من خلال إعطائه الاستقلالية والاعتماد على النفس وحرية الاختيار، وتذكيره دائما بأنه يذهب للمدرسة للتعلم والمذاكرة كي يصبح ناجحا في المجتمع ويفيد وطنه، وتشجيعه على تكوين صداقات جديدة بالمودة والأخلاق، ومراعاة مشاعر زملائه، واحترام معلمه داخل الفصل الدراسي، وعلى الوالدين الاستماع للطفل بحب واهتمام، وإذا كان لا يحكي عن المشكلات التي تواجهه على الأم أن تسأله عن كيفية قضائه لليوم الدراسي، وأنصح بضرورة إلحاق الأبناء بالأنشطة الرياضية المحببة لهم لتخفيف التوتر النفسي بداخلهم وتنمية ذكائهم ومهاراتهم البدنية والعقلية.

شعور طبيعى 

ينصح د. علي محمود شعيب، أستاذ علم نفس الطفل والصحة النفسية بجامعة المنوفية، بضرورة أن يكون الطفل على دراية بالمواد الدراسية التي يدرسها في المدرسة ويتم تهيئته نفسيا للقراءة والكتابة وعندما يخطئ الطفل لا يتم عقابه بالضرب بل بهدوء بحيث تقوم الأم بشرح أخطائه وتتابع مستوى التحصيل الدراسي لديه ومكافأته عند النجاح، كما يجب إعطاء الطفل الإحساس بالأمان وطمأنته بأن الساعات التي يقضيها في المدرسة من أجل التعلم والمرح مع الأصدقاء وسوف يعود مرة أخرى لأسرته.

ويشير د. شعيب إلى أهمية  دور الأسرة في تدريب الطفل على كيفية تكوين الصداقات والتعامل مع الزملاء الجدد في المدرسة ومعرفة الوالدين للأصدقاء كي نتجنب أصدقاء السوء، أما بالنسبة لخوف الطفل وبكائه عند الذهاب للمدرسة لأول مرة فيقول: هذا الخوف شعور طبيعي لابد أن يمر به الطفل نظرا لانتقاله من البيت للمدرسة واستقلاله عن والديه لعدد من الساعات وسرعان ما يتغلب عليه بعد فترة قصيرة وعندما يتعود على الذهاب للمدرسة والتعامل مع المدرسين، وهناك بعض الأطفال يعانون صعوبات في التعلم  كالتلعثم نتيجة الخوف والرهبة عند التحدث والتفاعل مع المعلم أو الزملاء في الفصل المدرسي، لذا أحذر الوالدين من التعامل بعنف وعصبية أو الصراخ في وجهه كي ينطق بشكل سليم حتى لا تزداد حالته سوءا، وعلى الوالدين متابعة الطفل أثناء النطق وتعليمه نطق الحروف بشكل صحيح، ولابد من وضع نظام غذائي صحي ومتوازن للطفل يحتوى على كافة العناصر الغذائية كالحديد والزنك والمعادن الأساسية التي يحتاجها الطفل أثناء عملية النمو والتي تساعده على تعزيز ذكائه وتقلل لديه الشعور بالخوف والتوتر .

المصدر: أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,484,584

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز