قضية "الإيمان" ليست أمراً على هامش الوجود، يجوز لنا أن نغفله أو نستخف به، بل هو أعظم "قضية مصيرية" بالنظر إلى الإنسان.. إنها وفق آراء معظم علمائنا سعادة الأبد أو شقوته ، فكان لزاماً على كل ذي عقل أن يفكر فيها ويطمئن إلى حقيقتها.

سمعت أن التوحيد والإيمان يفجر الطاقات المكبوتة في الإنسان. فكيف يحدث ذلك؟

شروق محمد سالم - محاسبة

- يؤكد فضيلة د . أحمد عمر هاشم _ عضو مجمع البحوث الإسلامية _ انه لا شك أن الإيمان الذي يُقبل العبد به على ربه، خوفا ورجاء، حبا وحياء، يفجر فيه طاقات لم تكن لتظهر إلا به، وليس أدل على ذلك من الجيل النبوي الفريد، أعني الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فلم يكن هناك أى فرق مادي بين حالهم قبل البعثة وحالهم بعدها، وإنما كان الفرق في الإيمان والعقيدة فحسب، قال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.

وقال عز وجل: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ. . فالإيمان إذا تمكن في القلب، وسيطر على السلوك، ووجَّه العبد في مبادئه وأهدافه وأولوياته، وحمله مسئولية دينه وأمته، وجعلها أمانة في عنقه، فحدِّث عن آثاره وثماره ولا حرج.

ولنضرب على ذلك مثلا بموقف الأنصار قبل الهجرة، فإنهم لما آمنوا اجتمعوا فقالوا: حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف؟ ثم رحلوا إلى مكة يريدون أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فلما لقوه قالوا: يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة.

فلما قاموا ليبايعوه قال لهم أسعد بن زرارة وهو أصغرهم سنا: رويدا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله عز وجل، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله. فقالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. فبايعوه. . فهكذا نرى ما فعله الإيمان في نفوس هؤلاء الأشخاص الأخيار، ولا يختلف الحال هنا عن حالهم في كافة الغزوات والمعارك والمواقف التي شهدوها مع النبي صلى الله عليه وسلم. والشاهد أن هذا الذي تحملوه وبذلوه إنما فعلوه بدافع الإيمان لا غير.

وإذا نظرنا إلى حالنا اليوم فإننا سنجد للإيمان في حياة المسلم آثاراً كبيرة منها:

أنه يحيا حياة سعادة مطمئنة، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

ومنها زيادة الهداية والتوفيق من الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: ويزيد الله الذين اهتدوا هدى

ومنها التمكين في الأرض والاستخلاف وانتشار الأمن، قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً

ومنها أن الإيمان أعظم باعث على الرغبة والرهبة، وكلما ازداد إيمان العبد ازداد من الأعمال الصالحة طمعاً في رضا الله عز وجل، وازداد بعداً عن الذنوب خوفاً من عقاب الله عز وجل .

ومنها أن الإيمان سبب للأمن في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبسُوا إِيمَانَهُمْ بظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ

وقال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً

ومنها أن الإيمان هو مصدر الثبات أمام الفتن، كما قال تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ

وقال تعالى: وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً

ومنها أن الإيمان يجعل صاحبه طاهراً لا ينجس أبداً، قال صلى الله عليه وسلم: المؤمن لا ينجس. رواه الشيخان، بعكس الكافر فإنه نجس، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ

ومن آثار الإيمان أيضاً أن المؤمن معصوم الدم والمال والعرض، إلى غير ذلك من آثار الإيمان في حياة المسلم.

هذه الدعوة بالذات

الحمد لله تعالى كلما أدعوه سبحانه وتعالي يستجيب لي حتى لو كان ما أدعوه مستحيل التحقيق في أعين الناس إلا دعوة واحدة بالرغم من أني أطلبها منذ 8 سنوات تقريباً... وأعزم وأتحرى وأبذل فى سبيل تحقيقها مالا أبذله في غيرها.. مع العلم أني أريد بهذا الأمر الأجر بإذن الله.. أحيانا أعتقد أن علي أن أرضى بما قسم الله لي وأن أتوقف عن الدعاء لأني أحيانا - وأستغفر الله - أشعر بالقنوط وهذا ما أخشاه على نفسي... كيف أدفع وسوسة الشيطان والشعور بالقنوط..؟

منال عبد الحافظ - موظفة

- ينصح فضيلة الشيخ محمود عاشور _ وكيل الأزهر سابقا _ القارئة بأن عليها بحسن الظن بالله تعالى، وعدم اليأس من الاستجابة مهما تأخرت لما في حديث مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل وما الاستعجال، قال: يقول قد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.

واعلمي أن استجابة الدعاء لا تقتصر على نيل المراد بل قد يدخر الله لعبده في الآخرة خيراً مما أراد وقد يدفع عنه الشر والبلاء بذلك، ففي الحديث: ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.. وفي رواية :أخرى ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.

وبناء عليه فلا تتوقفي عن الدعاء وأيقني بأن الله أعلم بمصلحتك منك فهو يدخر لك ما يشاء ويمنحك ما يشاء فاسأليه بيقين وتذكري حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة.. فإذا تأملت في هذه المعاني رجونا أن يكون في ذلك عون لك على وسوسة الشيطان والشعور بالقنوط وعلى أية حال فإن عليك الرضا بما قسم لك.

الزواج بشروط

أختي تزوجت وأنجبت طفلا ثم توفي زوجها، ثم تقدم لها رجل يطلب الزواج منها، ولكن بشرط ألا يبيت عندها،وألا يخبر أحدا من معارفه ولا يخبر والدته ولا عائلته. فهل يصح الزواج بهذه الشروط؟ وهل هذه شروط عادلة؟

سميرة عبد الحافظ - موظفة

فى البداية ينبه فضيلة الشيخ محمود عاشور إلى أنه لا مانع من ذلك إذا رضيت بهذا الشرط وتوفرت أركان النكاح من حضور وليها أو من ينوب عنه مع شاهدي عدل وصيغة دالة على العقد .. لكن هذا الشرط من أصله لا يعتبر عادلا لاشتماله على سقوط بعض حقوق الزوجة، لكن إذا رضيت به جاز لها ذلك كما لا يفسد هذا النكاح عند الجمهور اشتراط الزوج كتمان النكاح عن أهله أو معارفه إذا توفرت أركان النكاح المتقدمة.

 

المصدر: أمل مبروك - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,467,501

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز