كيمياء الحب.. ومشاعر الصد والنفور! «1»

قبل أن أبدأ حديثى معكم اليوم أود أن أهنىء أحبابنا وأهالينا أقباط مصر ومسيحيى العالم كله بعيد الميلاد المجيد الذى احتفل به أقباط مصر أمس أى اليوم السابع من شهر يناير الذى أصبح عيداً لكل المصريين مسلمين وأقباط بعد أن تفضل الرئيس الكريم محمد حسنى مبارك رئيس مصر وجعله أجازة رسمية لكل أهل مصر نستمتع خلالها بالراحة والترفيه ونشارك إخوتنا وأحبابنا أقباط مصر فى الفرحة بالعيد وتناول اللحم والجبن بعد صيام 55 يوماً لم يذوقوا فيها (طعم أى شىء فيه روح) مثل اللبن والسمن والجبن واللحم والدواجن (وأيضاً السمك) حتى وصلوا إلى ليلة العيد حيث يقيمون موائد الاحتفال بعد قداس الساعة الثانية عشرة مساء 6 يناير من كل عام! كل عام وجميع أهل مصر بخير وسعادة وستر وصحة وتوفيق!



يستوقف انتباهى - فى السنوات الأخيرة - تعبيراً لطيفاً يقول من يقصد أنه معجب أو معجبة بإنسان ما! يقول الشخص المعنى بالكلام: أصل بينى وبينها كيمياء! ويسكت! والمعنى أنه بينه وبين من يقصدها توافق وانجذاب! ودائماً ما يكتفى بكلمة كيمياء فقط فلا يقول مثلاً.. بينى وبين فلانة كيمياء حب! أو كيمياء توافق! أو كيمياء انجذاب؟ ولعله يقصد بكلمة كيمياء كل هذه المعانى! فهل هناك علمياً - أى صحة لهذه الكلمة التى يمكن أن نقول عنها أنها تعبير جديد لجملة قديمة كنا نستعملها زمان وهى: حب من أول نظرة!! فهل توجد فعلاً كيمياء بين الناس وبعضهم؟ أما هى النظرة الأولى كما كنا نقول زمان؟ وهل الكيمياء هذه لها أى علاقة بعلم الكيمياء الذى كنا ندرسه فى المدارس زمان ولايزال أولادنا وأحفادنا يدرسونه الآن؟ وهل للچينات أو الملامح أو المكونات لشخصية الفرد أى دخل المكونات لشخصية للفرد أى دخل بهذه الكيمياء أو النظرة الأولى؟



أسئلة هامة سوف أحصل على إجابات عنها من المتخصصين بإذن الله، ولكن الآن أقول أننى فعلاً من النوع الذى يتأثر بالنظرة الأولى! فعندما أشاهد إنساناً لأول مرة أستطيع أن أعرف عن يقين هل ستكون هناك معرفة أو صداقة ممتدة أم أنها المرة الأولى والأخيرة التى سوف التقى به! هناك أشخاص تقابلهم فتشعر منذ الوهلة الأولى أنك تعرفهم منذ سنوات طويلة وهناك اخرين تضطر أن تكلمهم الكلام الضرورى ثم لا تهتم أو تحرص بالتواصل معهم!


قارئتى ناهد (34 سنة) تقول لى تعبت من كتر الكلام! تعبت من كثرة ما قلت لأمى أننى حاولت وحاولت أن أستمر مع زوجى ولكننى لم أستطع لعدم وجود كيمياء أو وفاق أو شعور بالانتماء بينى وبينه! أمى لا تعرف هذا الكلام وتعتبره (لوغاريتمات) وتعتبر نفورى من زوجى (قلة أدب وسفالة وتبطر على النعمة) وأقسم أننى حاولت وحاولت لكننى لم أستطع وإليك حكايتى!


سوف أقول لك الحقيقة مجردة حتى على نفسى فقد درست بمعهد الخدمة الاجتماعية وتخرجت فيه والتحقت بالعمل كإخصائية اجتماعية بمدرسة اعدادية، ونحن أسرة متوسطة الحال، والدى موظف حكومة كادح وأمى ربة بيت تعرف كيف تقرأ وتكتب (بالعافية) ولى من الأخوة والأخوات غيرى خمسة منهم البنات والبنين كلهم فى مراحل التعليم المختلفة.

واستطردت ناهد.. نحن نسكن فى حى الزيتون فى عمارة قديمة لكنها جميلة ونظيفة ومتعتى بها وجيراننا من نفس مستوانا كلهم موظفين فى الحكومة أو الجيش وكما تريننى لست ذات جمال مبهر ولكنى لست قبيحة أيضاً بل أنا مقبولة فقط.

المهم.. أننى وياللعجب لم أرتبط بأية قصة حب حقيقية طوال دراستى إلا واحدة فقط وإحقاقاً للحق كانت من طرف واحد وهو طرفى أنا! وكان الطرف الآخر أحد أقربائى الضباط الذى لم يبادلنى كلمة واحدة أفهم منها أنه يحبنى أو أنه يرغب فى الزواج منى! ومرت السنوات وأمى تطلق البخور وتزور آل البيت وتتوجس خيفه من أن يكون أحداً قد (رش لى عملاً يعيق زواجى) حتى وصلت إلى سن الثلاثين ولم يكن قد تقدم لى سوى عريس واحد أو عريسين لا يصلحان أصلاً للارتباط!

وكنت قد تفوقت فى عملى فصار لى مركزاً محترماً فى مدرستى لكننى كنت أتمنى أن أجد الإنسان الذى يصلح زوجاً لى على شرط أن أحبه أو حتى لأضعف الايمان أن أتقبله ثم يفعل الله ما يريد!

وعندما احتفلت بعيد ميلادى الثلاثين كانت هناك (جنازة) فى قلب أمى وعماتى وشقيقات أبى! معقولة همة الرجالة اتعموا؟

وعن طريق إحدى جاراتنا ظهر العريس المنتظر، طول بعرض وقيمة وسيمة ومركز محترم وسنه أربعين سنة! فماذا حدث بعد ذلك؟ هل تم الزواج أم ظهرت عقبة فى سبيل إتمامه؟ هذا ما سوف أحكيه لك الأسبوع المقبل بإذن الله تعالى!

 


y

المصدر: مجلة حواء- سكينة السادات

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,789,299

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز