علامات حسن الخاتمــــــة
كتبت :أمل مبروك
حسن الخاتمة هو أن يوفق العبد قبل موته فى الابتعاد عما يغضب الله سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة ولحسن الخاتمة علامات، منها ما يعرفه العبد المحتضر عند احتضاره، ومنها ما يظهر للناس.
- توفي زوجي ـ رحمة الله عليه ـ يوم 4/ 10/2010 وكان فيما يشبه الغيبوبة لمدة أسبوع، وخلال ذلك الأسبوع وقبل الوفاة بحوالي 5 أيام قمت بالتصدق من ماله تنفيذا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقة ـ فهل تعتبر هذه الصدقة من الأعمال الصالحة التي تختم بها أعماله وتعتبر من حسن الخاتمة، علما بأنه كان من مؤدي أغلب الصلوات في المسجد وقارئا لكتاب الله يومياً وكان باراً جداً بأمه، وكان قد أجرى العملية التى توفي على إثرها بعد عيد الفطر مباشرة وكان صائما لرمضان رغم شدة مرضه وكان يؤدي صلاة التراويح والتهجد على الكرسي بالمسجد رغم وهنه وشدة ألمه حيث إنه كان مريضا بسرطان بنكرياس وأدى صدقته، وكان يحمل وجها جميلا متواضعا محبا للجميع، ويوم وفاته كانت صدمة لكل من يعرفه وكان الناس يتحدثون عنه يوم جنازته قصصا جميلة في أخلاقه ودماثة خلقه عرضت صفاته والله بأمانة ولا أزكيه على الله، ولكنني أحسبه على خير، فهل تعتبر هذه الأشياء من علامات حسن الخاتمة ؟
سهيلة صادق - موظفة
- يقول فضيلة د . احمد عمر هاشم - عضو مجمع البحوث الإسلامية - للسائلة إن ما ذكرت عن هذا الرجل من الأعمال وشهادة الناس له بالخير مؤشر خير، ومبشر له بالخير، ودليل على حسن الخاتمة ـ إن شاء الله ـ ففي الصحيحين عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، ومروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال: وجبت، فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض.
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، قالوا: وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته.
ثم إن صدقة الزوجة من مال الزوج من غير إفساد مشروعة وينال الزوج أجرها، لما في الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة كان لها أجرها، وله مثله بما اكتسب، ولها بما أنفقت، وللخازن مثل ذلك من غير أن ينتقص من أجورهم شيئاً.
وفي الصحيحين عن أسماء: أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ليس لي إلا ما أدخل علي الزبير، فهل علي جناح أن أرضخ ما يدخل لي، فقال: ارضخي ولا توعي فيوعى عليك.
وهذا بعنى أن الزوجة يحق لها أن تتصدق بما لا يكون إسرافاً لكن بمقدار العادة وما تعلم أنه لا يؤلم زوجها.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه، وما أنفقت من كسبه من غير أمره فإن نصف أجره له.
و قوله صلى الله عليه وسلم: وما أنفقت من كسبه من غير أمره فإن نصف أجره له ـ فمعناه: من غير أمره الصريح في ذلك القدر المعين، ويكون معها إذن عام سابق متناول لهذا القدر وغيره، وذلك الإذن الذي قد أولناه سابقاً إما بالصريح، وإما بالعرف، ولا بد من هذا التأويل، لأنه صلى الله عليه وسلم جعل الأجر مناصفة، وفي رواية أبي داود: فلها نصف أجره ـ ومعلوم أنها إذا أنفقت من غير إذن صريح ولا معروف من العرف فلا أجر لها، بل عليها وزر، فتعين تأويله، واعلمى أن هذا كله مفروض في قدر يسير يعلم رضا المالك به في العادة، فإن زاد على المتعارف لم يجز، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة ـ فأشار صلى الله عليه وسلم إلى أنه قدر يعلم رضا الزوج به في العادة.
وهناك علامات لحسن الخاتمة هى الاستقامة .. قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ، و حسن الظن بالله .. عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي رواه البخاري ومسلم . و التقوى .. قال تعالى : وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ، و الصدق .. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ، التوبة .. قال تعالى : وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، والمداومة على الطاعات ، وذكر الموت ، الخوف من أسباب سوء الخاتمة كالإصرار على المعاصي وتسويف التوبة وحب الدنيا
زيادة الصبر
- كيف يمكنني زيادة صبري وتحملي على ما يحدث لي دون اعتراض على حكم الله؟
صفية محمود - طبيبة أسنان
- يذكر فصيلة د.على جمعة- مفتى الجمهورية- حديثا صحيحا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومن يتصبر يصبره الله, وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر.. ومعناه: من يكلف نفسه الصبر يرزقه الله الصبر, وهو في هذا كباقي الأخلاق والخصال المكتسبة كالعلم والحلم.. فعن أبي الدرداء قال: العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه.
ويمكن أن تدربى نفسك بالصبر على عمل اختياري كحفظ جزء كبير من القرآن, أو المشاركة في عمل خيري تطوعي وتلزم نفسك بشدة على الثبات والاحتمال لإنجاز ما فيه حق وإزالة باطل, فالثابت في مثل هذه الحال هو الصابر وإن كان في أول الأمر متكلفا، ومتى رسخت الملكة يسمى صاحبها صبورا وصبارا.
ولا شك أن الصبر يزداد مع زيادة الإيمان والثقة بقضاء الله تعالى وقدره, ولتعلمى أنه لا يكون في كون الله إلا ما شاء الله, يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في نصيحته لابن عباس: واعلم أن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث: واعلم أن النصر مع الصبر. فالنصر في الآخرة وفي الدنيا ونيل المطالب لا يكون إلا بالصبر على القضاء والرضا به.
ومما يزيد من الصبر معرفة جزاء الصابرين والاطلاع على أحوالهم, ابتداء بأحوال الأنبياء والتأمل في قصصهم -ففي قصصهم عبرة- وإمامهم في هذا المقام محمد صلى الله عليه وسلم، فاجعلى من وقتك للتأمل في قصصهم والاعتبار بحالهم.
ساحة النقاش