اعتراف أوروبى :
شباب التحرير أثبتوا أن الإسلام يسير إلى جانب الديمقراطية
كتبت : امل مبروك
إن الإسلام، الذي جاء في القرن السابع الميلادي، كان رائداً من روّاد الفكرة الديمقراطية. وقد كان العالم العربي بحق المهد الأصيل لها.. والحضارة الإسلامية هي ما قدمه الإسلام للمجتمع البشرى من قيم ومبادئ وقواعد ترفع من شأنه، وتمكنه من التقدم في الجانب المادي من حياته .. بل وتيسِّرها له.ll
أكد وزير الخارجية الألمانى جيدو فيستر فيللى فى زيارته الأخيرة لمصر أن هناك درسين تعلمهما المجتمع الدولى من ثورة مصر، أولهما أن الإسلام لا يعادى الحضارة، وكان من المتعارف عليه فى أوروبا قبل 25يناير أن الدين الإسلامي يخاصم الحضارة، أو بمعنى أدق أنه من غير الممكن أن تكون هناك حضارة فى ظل وجود الدين الإسلامي، ولكن هذا كان خطئا كبيرا، لأن شباب التحرير أثبتوا أن الإسلام يمكن أن يسير إلى جانب الديمقراطية، أما الدرس الثانى فهو أن الحرية شرط وجود الأمان والاستقرار وليس القمع، وإنه عندما تفتح الدول أبواب الحريات للشعب لكى يعبر عن رأيه دون تجاهله تصبح آمنة وديمقراطية ومستقرة.
- يعلق فضيلة د. عبد الله النجار _ عضو مجمع البحوث الإسلامية _ على هذا الكلام بأن الإسلام نادى بالحرية والمساواة والعدل كما نادت الديمقراطية الحديثة بهذه المبادئ أيضاً. وإذا كان روسّو قال في القرن الثامن عشر أن الأفراد يولدون ويعيشون أحراراً، فقد قال قبله بكثير عمر بن الخطاب: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً. وإذا كانت الثورة الفرنسية نادت بالمساواة والحرية، فقد جاء الإسلام يساوي الناس فيما بينهم دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو اللغة. كما جاء محترماً للعقائد الدينية الأخرى، معتبراً أنه لا إكراه في الدين. ودعا إلى التسامح في الحوار الديني. وأباح حرية الحوار والجدل والتعليم تماماً كما نادت الديمقراطية الحديثة في القرن الثامن عشر وفي القرون اللاحقة.
وإذا كانت الديمقراطية الحديثة تؤكّد المساواة أمام القانون فإن الإسلام قد سبقها في إقرار المساواة أمام التكاليف العامة حرصاً على مصلحة الجماعة الإسلامية. وحدد واجب توزيع موارد الدولة على الفقراء والمساكين وغيرهم من المحتاجين، وألزم الغنيّ مساعدة الفقير، وأدخل المبادئ الاشتراكية والعدالة الاجتماعية قبل أن تتعرّف الديمقراطية الحديثة إلى تلك المبادئ.
وإذا نادت الديمقراطية الحديثة بالعدالة فقد سبقها الإسلام إلى ذلك. والعدل في الإسلام عدل مطلق يطبق على الذات وعلى ذوي القربى. وإذا كان روسّو وضع نظريته القائلة بأن الحاكم يستمد سلطاته من الأمة نائباً عنها نتيجة عقد حرّ بينهما، فقد أدرك فقهاء الإسلام قبل روسّو أن مبايعة الخليفة هي عقد حقيقي يربط الأمة بالحاكم ربطاً متيناً.
ولا يتوقف التوافق عند المبادئ والأهداف بل يتعداها إلى الوسائل أيضاً. فمؤسسة الشورى الإسلامية هي أقرب ما تكون إلى المؤسسة البرلمانية الحديثة. وإذا كانت النخبة الاجتماعية هي التي تتمتع بحق الاختيار وتحمل مسؤولية الشورى في الإسلام، فالنخبة البورجوازية كانت ولا تزال الدعامة الأولى للبرلمانات في الديمقراطية الغربية. وفكرة الشورى فكرة قابلة للتطور والتكيّف وفق الزمان والمكان.
وإذا كانت الديمقراطية الحديثة تسعى للحد من سلطة الحكام وتقييدهم بدساتير، فقد قامت الديمقراطية الإسلامية على دستور هو الشريعة الإسلامية. ومصادر هذه الشريعة كما هو معلوم هي: القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع. وإذا كان الشعب هو الرقيب على أعمال الحكّام في الديمقراطية الحديثة، فالأمة الإسلامية هي التي تراقب عمل الحكام وتحاسبهم. فإذا ساروا وفق الشريعة أطاعتهم ونصرتهم، وإذا خرجوا على تلك الشريعة فلا طاعة لهم ولا نصرة، بل خروج وثورة وعزل.
وإذا كانت الديمقراطية الحديثة تقوم على فكرة فصل السلطات في الدولة كوسيلة ناجعة لمنع هيمنة سلطة على أخرى، فالإسلام أوجد هذا الفصل قبل مونتسكيو بقرون. فالسلطة التشريعية في الإسلام تكمن في مصادر الشريعة بالذات أي في القرآن والسنة والإجماع. والسلطة التنفيذية تكمن في مؤسسة الخلافة. والخليفة لا يستطيع التشريع، بل إن سلطاته محصورة في إجراء وتنفيذ ما جاءت به الشريعة، لما فيه خير ومصلحة الجماعة الإسلامية. أما القضاء الإسلامي فقد تمتع باستقلال كبير، لأنه لا يستند في أحكامه على رأي القاضي بل على أحكام الشريعة الإسلامية.
وبالرغم من أن الإسلام جاء ديناً ودولة، إلا أن الخليفة لا يتمتع بسلطات دينية إلى جانب سلطاته السياسية. لقد أجمع فقهاء المسلمين أن للخليفة صلاحيات لا سلطات دينية. والسلطان الديني والسياسي في الإسلام لم يتحقق إلا مع النبي لضرورة قيام الرسالة. ولهذا فالحاكم في الإسلام هو حاكم مدني في جميع الوجوه.
وعرف الإسلام الانتخاب والمعارضة قبل أن تعرفها الديمقراطية الحديثة. واجتماع السقيفة كان في حقيقته مؤتمراً سياسياً تحاور فيه المهاجرون والأنصار حواراً أشبه بحوار الأحزاب في ندوة برلمانية ديمقراطية. وخرج منه المؤتمرون بنتيجة أكدتها الأكثرية الساحقة. بل لجأ كل الأطراف إلى حجة الإقناع المنطقي لما فيه خير الأمة الإسلامية في انتقاء الرجل الذي يقود هذه الأمة بعد وفاة الرسول. ولم تختلف خطبة أبي بكر الأولى عن أي برنامج حزبي تعرضه حكومة برلمانية على الشعب فور تسلمها دفة السلطة ثم تطلب على أساس هذا البرنامج، ثقة المجلس النيابي.
التفاؤل
- مر الرسول صلى الله عليه وسلم بالكثير من المصاعب أكبر مما نمر به الآن .. فهل كان للتفاؤل مكانا فى نفسه الشريفة؟
نجلاء عبد الحميد - محاسبة
- يوضح فضيلة د. نصر فريد واصل _ مفتى الجمهورية الأسبق - أن التفاؤل هو انشراح فى القلب مع حسن الظن بالله سبحانه وتعالى ،وعندما سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الفأل قال هو الكلمة الطيبة يسمعها أحدكم ، وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن اى الكلمة الطيبة لذلك حث عليها أو على أى شىء يجعل قلب الإنسان فى سعادة وسرور ،وجاء فى صحيح مسلم أنه كان فى حرب فسمع كلمة طيبة أعجب بها فتبسم وقال للرجل : أخذنا فألا من فيك .. اى أخذنا الفأل من فمك ، فالتفاؤل يحبه الله الذى قال فى آياته الكريمة :أنا عند حسن ظن عبدى بى.
وكان صلى الله عليه وسلم في أصعب الظروف والأحوال يبشر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء ، فعندما كان في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم قال أبو بكر رضي الله عنه : يا نبي الله لو أن أحدهم طأطأ بصره لرآنا، قال له النبى: يا أبا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما.
ساحة النقاش