الفروق الاجتماعية بين الزوجين

كتبت : نبيلة حافظ

إلي كل نفس مهمومة ومتعبة تبحث عن ملجأ آمن لتلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي، يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه .. نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها .. فإذا كانت لديك مشكلة نفسية تحيرك .. أرسليها لنا .. نحن في إنتظارك

هل الحب قادر علي تجاوز الفروق الاجتماعية أو التعليمية بين الطرفين..؟! سؤال يطرح نفسه ونحن نتناول اليوم هذه المشكلة النفسية التي تتعرض لها زوجة شابة متعلمة تعليماً عالياً وتزوجت من الرجل الذي احبته وهو حاصل علي شهادة تعليمية متوسطة.. صاحبة المشكلة تعيش الآن واقعاً مؤلما'ً مع هذا الزوج وتسأل هل من علاج للاثار السلبية لهذه الزيجة البعيدة عن التوافق التعليمي..؟! قضية التفاوت فى التعليم بين الزوجين قضية هامة تطفو على الساحة بين الحين والآخر ولكن ليس التفاوت التعليمى هو الموجود وحده على الساحة الأسرية بل هناك أنواع أخرى من التفاوت تهدد الاستقرار الأسرى بين طرفى العلاقة الزوجية مثل التفاوت الاجتماعى.. والتفاوت العمرى والتفاوت المادى. وبعض الناس يدعون أن الحب الحقيقى يقهر أى عقبات ويملأ أى فجوات ويلغى أى اختلافات ويقرب أى تباعد فى المستويات وأن منتهى أمل من يحب أن يعيش مع محبوبه مهما كانت الفروق بين الطرفين..!!

علم النفس توقف امام هذه الفروق وقسمها إلى قسمين.. كمى بحت مثل الفرق فى العمر ودرجة التعليم والمستوى الاقتصادى .. والأخرى فروق كيفية مثل الفروق الاجتماعة والثقافية ..ولكن يبقى السؤال هل ينتصر الحب على هذه الفروق سواء كانت كمية أو كيفية أم أنه يتأثر سلبياً حين تكون هناك معايشة مستمرة ومواجهة يومية؟

الإجابة تحتاج إلى مساحة ووقت لكى تكون أجابة شافية وشاملة.. ولكن دعونا نتحدث الآن عن الفروق التعليمية والثقافية بين الزوجين - تحديداً- فقد ينظر البعض إلى هذه الفروق على أنها فروق كمية ولكن من المؤكد أن التعليم يحدث تغييرا فى طريقة التفكير واسلوب الحياة مما يمثل عائقاً فعلياً فى طريق الحب والزواج والأكثر أهمية هى الثقافة والتى تشكل فرقاً كيفياً خطيراً يخلق اختلافاً بيناً بين الطرفين وهذا ينعكس على مفاهيمه وفلسفته ورؤيته للحياة وعلى المواقف والمبادئ العامة التى تحكم سلوك بإنسان آخر. هنا يستحيل التقارب بين اثنين بينها فروق ثقافية جمة. لأن طبيعة الحب التمازج والتمازج يكون بين فكر وفكر وبين وجدان ووجدان.

ان الهوة الثقافية من الصعب تجاوزها ومن الصعب أن يبدأ حب بين اثنين بينهما هذه الهوة وإذا تم زواج فإن فرص فشله عالية ربما ينطبق هذا التحليل إلى حد كبير حين توجد هوة اجتماعية أى يجئ الاثنان من مستويين اجتماعيين مختلفين اختلافاِ شديداً وهو اختلاف طبقى فكل طبقة لها ثقافتها الخاصة والتى لاتسمح لأحد بالأقتراب منها ونقدها أو تجريدها وكل إنسان يتوحد مع طبقته الاجتماعية وهذا هو الإنسان السوى أما الإنسان الذى يحاول التنصل من طبقته الاجتماعية فإنه يعانى نقصاً وأهتزازاً أو عدم ثقة بالنفس..

ونعود للهوة الثقافية بين الزوجين لنؤكد أن لا المال ولا السلطان يعوضان عن هذه الهوة. ومعظم حالات عدم التوافق الزواجى وما يعقبها من تعاسة ومشاكل يكون بسبب الهوة الثقافية أو الهوة الاجتماعية والتى لديها قدرة خارقة على تدمير الحياة الزوجية فى اقصر وقت ممكن..!!.

 

 

المصدر: مجلة حواء - نبيلة حافظ
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 5675 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,916,639

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز