دراما 2011 إلى أين..؟
كتبت : تهاني الصوابي
ماذا ستقدم لنا الدراما المصرية فى رمضان 2011؟
هل تسير على نفس نهج السنوات الماضية، حيث الاستخفاف بعقول المصريين، بتقديم مسلسلات لا تخاطب سوى غريزة المشاهدين، وأخرى تنتزع منهم الضحكات بالأكراه والأجبار تحت مسمى الأعمال الكوميدية من مسلسلات وبرامج وغيرها من الأعمال الفنية المسفه .
المؤكد أن الدراما المصرية الآن فى مفترق طريق صعب، فبعد 25 يناير أصبح من الصعب الاستخفاف بعقول المصريين وتقديم دراما من نوعية زهرة وأزوجها الخمسة، والعار، وغيرها من الأعمال التى تم الإعلان عنها هذا العام مثل سمارة وكيد النساء، والتى لا تخرج عن كونها مسلسلات للتسلية فقط، ولا تواكب التغيير فى المزاج الذى تغير بالفعل بعد ثورة 25 يناير، وأصبح أكثر نضجاً بعد ما شهده الشارع المصرى فى الشهور الأخيرة.
اعتقد أن دراما رمضان 2011 ستكون بمثابة عنق الزجاجة وبداية لتقديم مسلسلات ترقى إلى مستوى فكر المشاهد المصرى، الذى أثبت نضجه ووعيه السياسى والاجتماعى بعد ثورة 25 يناير ، وأن عقله ليس معيبا، لذلك نتوقع أن تقدم تلك المسلسلات وجهات نظر جديدة تعبر عن نبض الشارع والمواطن المصرى الجديد، خاصة فى ظل الظروف والأحداث المتلاحقة، والتى من المتوقع أن تشهد تطورات جديدة على الساحة فى الأيام القادمة.
لقد طرحت ثورة 25 يناير إيجابيات هامه على الدراما المصرية، أولها خروجها من سيطرة واحتكار مجموعة من النجوم الكبار، بحكم الأقدمية على المسلسلات والأعمال الدرامية، وفرض رؤيتهم وأفكارهم على المشاهد، وذلك بعد إعلانهم الاعتذار عن تقديم مسلسلات هذا العام مثل يسرا، والهام شاهين، وتأجيل عرض مسلسل عادل إمام، والحقيقة أنه لم يكن اعتذار هؤلاء النجوم عن طيب خاطر، بل أجبروا على ذلك بعد أن عزلهم المشاهد من على الشاشة الصغيرة بسبب مواقفهم المعادية للثوار يوم 24 يناير، ونعتهم بأفظع التهم، واتهامهم بالعملاء المأجورين وسبابهم، فلفظهم جمهور المشاهدين معلنا مقاطعتهم هم وأعمالهم، مما أعطى الفرصة لبزوغ نجوم جدد عملوا كثيرا على أقصائهم، وحجبهم عن الشاشة والمشاهدين، والمؤكد أن هؤلاء النجوم سوف يحتلون مكانتهم الفنية التى يستحقونها لما يتمتعون به من موهبه حقيقية وقدره على تجسيد أدوار جادة ومعقده، ولديهم فكر متطور وعقل ناضج ورؤية مستقبلية واضحة تمكنهم من مشاركة الثوار منذ اليوم الأول للثورة، واندفعوا إلى ميدان التحرير من وازع ضمير وطنى حر ومستقبل لمساندة الثوار، غير عابئين ببطش النظام، حتى نجحت ثورتهم ضد الظلم والفساد.
الجانب الإيجابى الثانى هو إجبار النجوم خاصة الكبار الذين سيطروا على الساحة الفنية وفرضوا شروطهم وحددوا أجورهم على تخفيض ذلك الأجر من أجل العمل بعد أن أصر المنتجون على ذلك حتى يتمكنوا من انجاز العمل الفنى وتسويقه ومن هؤلاء غادة عبدالرازق، وصابرين، وليلى علوى، ويحيى الفخرانى، وغيرهم، بينما أجبرت الثورة آخرين على التوقف مثل عادل إمام بعدما فشل المنتج فى توزيع المسلسل نظرا لموقف عادل إمام من الثورة وتأييده لقضية التوريث.
الجانب الإيجابى الثالث هو سقوط النجم الأوحد للعمل الدرامى، ليدور جميع الممثلين فى فلكه ورهن اشارته، وأصبحت معظم الأعمال تحت بطولة جماعية من عدد من النجوم لا يفرضون شروطهم على المنتج، أو القنوات الفضائية فى اختيار أوقات بعينها، بحجة أنهم يحققون نسبة مشاهدة عاليه، وبالتالى نسبة من الإعلانات كبيرة، على الرغم من أن أعمالهم لم تكن ترقى إلى المستوى المطلوب، بشهادة أعضاء لجان المشاهدة التى كان يضرب برأيها عرض الحائط، بل تمادى هؤلاء النجوم بالسطو على جوائز مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون، وسلبها ممن يستحقها لصالحهم، مثلما حدث مع الفنان تيم الحسن الذى حرم من جائزة أحسن ممثل عن دوره الرائع فى مسلسل «الملك فاروق» ، حيث ذهبت لمن لا يستحقها فى هذا العام وهو الفنان يحيى الفخرانى عن مسلسل «يتربى فى عزو» وهو ما حدث أيضا مع الفنانة يسرا التى انتزعت هى الأخرى جائزة لا تستحقها فى نفس العام .. أعتقد أن السنوات القادمة سوف تشهد تطورا جديدا فى الدراما المصرية من حيث الشكل والمضمون ونوعية النجوم الذين سيحكمون قبضتهم على المسلسلات ويفرضون رؤيتهم الجادة الهادفة على الأعمال التليفزيونية ليعود التليفزيون إلى سابق عهده إلى أيام العصر الذهبى .
ساحة النقاش