العلاقة الحميميةالباب الخلفى للطلاق!

كتبت :نجلاء ابوزيد

 «طلقني لا أستطيع الاستمرار معك»، «لم أعد أطيق الحياة معها»، «نحن لا ننفع بعضنا الانفصال أفضل».. وغيرها من العبارات التي ارتبطت بلحظة الطلاق، لتجسد استحالة الحياة بين الزوجين باختلاف الأسباب المعلنة والخفية.

 ولأن الأسباب الخفية قد تكون هي السبب الحقيقي للانفصال، قررنا الخوض فيها لكشف الحقيقة وراء ارتفاع معدلات الطلاق تحدثنا مع د. عادل المدني أستاذ الطب النفسي واستشاري العلاقات الزوجية الذي كشف عن سبب حساس يصعب علي الكثيرات البوح به

 فى البداية سألته هل الجنس الباب الخلفى للطلاق؟

 فأجاب : هذه حقيقة قد ينكرها الكثيرون أمام الناس لكنهم واثقون منها فيما بينهم، وهى أن عجزهم عن التواصل الجنسى وإرضاء كل طرف للآخر فى العلاقة الخاصة يكون الشرارة الأولى للمشكلات الحياتية الأخرى، لكنها تظل سببا غير معلن لأن المجتمع لن يقبله أو يحترمه.

 > من واقع عملك فى الاستشارت الزوجية ما أبرز الحالات التى كان الجنس سببا رئيسيا فى مشكلتها وكيف تم التعامل مع الأمر؟

 - الحالات التى تتردد على العيادة بسبب هذه المشكلة كثيرة جداً، وعادة تأتى المرأة قبل زوجها لحرصها على صحة العلاقة الخاصة ولشعورها أن بيتها فى خطر إذا لم تعالج نفسها أو زوجها وتعرف سبب المشكلات بينهما، ومن أكثر الحالات تكراراً شكوى الزوجة أنها لا تصل لدرجة الإشباع وأنها تهرب من العلاقة لأنها لا تشعر بسعادة خلالها، وأن زوجها يتهمها بالبرود الجنسى، وهناك حالات كثيرة لسيدات يشكين من قيامهن بتمثيل حالة الإشباع هروبا من الاتهام بالبرود وكثيرا ما تشكو الزوجة أن زوجها إذا فشل فى العلاقة يفتعل المشكلات طوال اليوم ويحول البيت لساحة قتال ويهينها بكل الطرق، وهناك زوجة أخبرتنى أنها تشعر أن العلاقة الخاصة عبء عليها تستحم بعدها وتغسل شعرها وتستعد لعملها فى الصباح دون أن تكون استمتعت بأى شىء، وهناك حالة أخبرتنى أنها تشعر أن زوجها يعرف أخرى لأنها ترتدى له أفضل الثياب وتجهز نفسها ثم تجده يخترع الأسباب للابتعاد عنها ما يشعرها أن هناك عيباً فيها أو أنها لا ترضيه جنسيا أو أن هناك أخرى فى حياته.

 وهنا يجب التأكيد أن الحالة لا تشكو من مشكلة جنسية فقط، لكن من الشعور بالإهمال، وأنها غير مرغوب فيها، وأحيانا تشكو زوجة أن مشكلتها الأساسية أن زوجها قد يكون فى خلاف معها طوال النهار وفى الليل يطلبها بشكل فج، ما تعتبره إهانة لها، لأن الرجل عادة يفهم خطأ أن العلاقة الجنسية أسلوبه فى المصالحة، بينما تكون المصالحة لها مفهوم مغاير تماما عند المرأة، وبتكرار حالات سوء الفهم تترسخ الحالة فى ضرورة الانفصال لأنهما لا يفهمان بعضهما البعض فى الأمور الأخرى أو يستمران وهما على غير وفاق..

 > متى يأتون .. قبل أم بعد الطلاق ؟

 -البعض قد يأتى مبكراً بتكرار المشكلات خوفاً من الوصول للطلاق، لكن ولأن الذهاب للطبيب النفسى ليس بالأمر السهل فكثيرا ما يتأخرون حتى يشعروا أن الطلاق بات وشيكا، فيهتمون بالحضور، وأحيانا يأتون بعد حدوث الطلاق فعليا للسؤال عن كيفية تجنب الأخطاء فى تجارب جديدة. وقد جاءتنى سيدة وخلال العلاج حدث الطلاق وعندما فكر فى الزواج مرة أخرى جاءت لتسألنى هل أنا باردة جنسياً أم لا؟..! لأن زوجها كان يتهمها بذلك وكانت تشعر أنها أقل من غيرها . والرجال يأتون بعد الطلاق إذا كانوا يعانون مشكلة فى الأداء فى التجربة الأولى ليطمئنوا على أنفسهم قبل الدخول فى تجربة ثانية أو للتدرب على كيفية التعامل مع المرأة حتى لا تطلب الطلاق مثل الأولى، رغم أن السبب الجنسى لا يكون معلناً لكنه يشعر أن له دوراً.

 > وما أكثــــر الحالات غرابة؟

 - هناك حالة لاثنين من الأطباء صغار السن مرت على زواجهما أشهر ولم يقيما أى علاقة كاملة وكانا يعانيان من سوء وعى شديد رغم دراستهما الطب.

 وكانت من الحالات النادرة وسببت مشكلات حياتية كثيرة بينهما، وبعد العلاج النفسى والتدريب على كيفية الأداء استقرت حياتهما الاجتماعية والأسرية.

 كذلك هناك حالة جاءنى الزوج فيها شاكيا من رغبة زوجته فى النوم فى غرفة مستقلة وإغلاق الباب على نفسها يوميا، وخوفه من أن يكون هناك آخر فى حياتها وباستدعاء الزوجة وجدت أنها تشعر بالإهانة خلال العلاقة الزوجية وتحتقر نفسها لأنه لا يلاطفها لكن يعاملها كفتاة ساقطة متوفرة فى أى وقت فاختارت، هذا الحل السهل للابتعاد عنه، وبتغير أسلوب الأداء حلت المشكلة واختفى شبح الانفصال.

 > من خلال تعاملك مع المشكلات المختلفة ما الأخطاء الشائعة بين الأزواج؟

 - عادة يتم تربية الفتاة على أن الجنس قلة أدب وشىء غير محترم وقد ينعكس هذا على الفتاة بشكل غير إرادى، فتعانى من حالة تقلص مهبلى لا إرادى يجعل الزوج يعانى فى العلاقة الخاصة وقد يطلقها لهذا السبب، بالإضافة للاختلاف الفكرى والذهنى بين الرجل والمرأة حول العلاقة الخاصة حيث يراها الرجل تبدأ فى غرفة النوم بينما تعتبر المرأة نهايتها فى غرفة النوم ومن هذه الشرارة التى تقل أو تزيد حسب طبيعة كل شخص تكثر المشكلات الأخرى.

 > وهل العامل الجنسى أم الاجتماعى يكون سبباً فى حضورهما للعلاج؟

 - عند بداية حضورهما يشرحان المشكلة الاجتماعية بينهما أو عدم قدرتهما على التواصل اليومى والخلافات على أتفه الأسباب، واتهام كل طرف للآخر بعدم القدرة على الاستيعاب، وبعد فترة من الحديث تظهر المشكلة الجنسية وكيف أنها الشرارة الأولى لباقى المشكلات والتفكير فى الطلاق.

 > وكيف يكون العلاج هنا؟

 - العلاج يأخذ أكثر من مرحلة حيث يكون هناك علاج عائلى يتناول المشكلات بين أفراد العائلة، ثم علاج زواجى يهتم بالمشكلات بين الزوجين وليس له علاقة بالجنس.

 وبالتوازى يكون هناك علاج جنسى للتعرف على المشكلات المتعلقة بالعلاقة الجنسية، وبالتوازى فى العلاج عادة إذا كان لدى الطرفين رغبة فى الاستمرار يستكملان الحياة ولا يحدث طلاق، لكن إذا حضر طرف واحد ورفض الآخر لا يتم العلاج بشكل سليم وينتهى الأمر بالطلاق أو إذا جاءا بعد دخول طرف ثالث.

 > لكن هل هذا يعنى أن الجنس السبب الرئيسى للطلاق؟

 - بالتأكيد لا فقد تكون العلاقة الخاصة عنصرا مهما ومؤثراً على بقية جوانب الحياة الزوجية لكنها لا تعمل بمفردها بخاصة وأن أهمية هذا العنصر تختلف لدى كل زوجين، لكن فى كل الأحوال هو العنصر الخفى، فمن يتشاجر مع زوجته طوال النهار ويسئ إليها أمام الأولاد أو التى تصرخ فى أولادها وتعتبر أن زوجها لا يستحقها. معظم هذه الحالات تحتاج لتعلم كيفية توفير المناخ المناسب للعلاقة الخاصة وهذا ما يدفع المقدمين على الزواج الآن من الإناث والرجال القدوم للاستشارة الزوجية لتعلم كيفية التعايش مع الآخر وكلما أجدنا التعايش اليومى نجحنا فى العلاقة الخاصة وكلما تمت بما يرضى الطرفين نجح التعايش اليومى، فالعلاقة الزوجية مثل الدائرة كل عنصر يسلمها للآخر ويؤثر عليه، لذا يجب البحث فى المشكلات عن الأسباب الخفية قبل الظاهرة لأنها السبب الحقيقى

المصدر: مجلة حواء -نجلاء ابوزيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2355 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,920,215

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز