على مائدة المناقشة

المرأة الموريتانية.. وأزمة الطلاق

كتبت :سمر الدسوقي

lأزمة حقيقية تعيشها المرأة الموريتانية فيما يتعلق بانتشار ظاهرة الطلاق، وفى نفس الوقت زيادة الإقبال على الزواج من المطلقات أكثر ممن لم يسبق لهن الزواج!!

ففى حين تصل نسبة الطلاق بين الموريتانيات لأكثر من 40% وفقاً لأحدث الدراسات، نجد أن أكثر من 72% من النساء الموريتانيات اللاتى يطلقن يتزوجن مرة أخرى، وتعالوا نقترب أكثر من مشكلة الزواج والطلاق فى موريتانيا فى جولتنا التالية 

فى البداية تقول الباحثة الموريتانية «فاطمة بنت المالك» وهى باحثة فى علم الاجتماع، أن من أهم أسباب ارتفاع معدلات الطلاق بين النساء الموريتانيات عدم وجود مؤخر صداق مما يسهل على الرجل الإقدام على الطلاق دون أى مشكلات، هذا بجانب رفض المرأة الموريتانية لمبدأ تعدد الزوجات، مما يدفع زوجها فى حالة رغبته فى الزواج من أخرى إلى الإقدام على الطلاق، مع انتشار عادة زواج الأقارب التى تجعل الكثيرون يقدمون على الزواج دون وجود قناعة أو رغبة حقيقية فى الزواج لمجرد أنهم أقارب وبالتالى تكون النتيجة هى الطلاق، بالإضافة إلى عدم اهتمام أعداد ليست بقليلة من الموريتانيات بعدم العمل واعتمادها بشكل كامل على الرجل خاصة مع عدم إكمال الكثيرات منهن لتعليمهن، وهو ما يدفع الرجل إلى الفرار من الزواج، وفى المقابل نجد أن هناك إقبالاً كبيراً على الزواج من الموريتانيات المطلقات، كنتيجة لكل الأسباب السابقة حيث يشعر الرجل بأن المرأة المطلقة لم تطلق لعيوب جوهرية فيها ولكن لأسباب تعود للرجل فى الغالب وبالتالى فليس هناك عيب من الإتجاه لزواجها.

فى حين يعتبر أيضاً ولوج المرأة للعمل السياسى وتقلد أى من المناصب الإدارية العليا كما أثارت هذه المشكلة أكثر من مرة الناشطة والنائبة السياسية «النمة بنت مكيه»، حيث أشارت إلى أن أعداداً ليست بقليلة من الأزواج يقدمن على طلاق الناشطات والموريتانيات العاملات بالحقل السياسى، أو من يهتممن بمشكلات المجتمع الموريتانى بصورة أو بأخرى، هذا بجانب أن بعض الأزواج يجبرن زوجاتهن على دفع رواتبهن بالمنزل كاملاً وهو ما يدفع المرأة إلى طلب الطلاق لأنها تشعر بأنها تتحمل المسئولية كاملة، وبالتالى المائدة من وجود الرجل فى حياتها!

وعن هذه المشكلة تقول د. «عزة كريم» أستاذة علم الإجتماع، لاشك أن العديد من الدراسات تؤكد هذا الواقع وهذه المشكلة بالنسبة للمرأة الموريتانية، وبالتالى فجزء من علاجها يعود للمرأة فى حد ذاتها، بمعنى أن اهتمامها بتحسين وضعها الإجتماعى والتعليمى وتمسكها بحقوقها المادية عند الزواج كمؤخر الصداق، هذا بجانب احتفاظها باستقلالها المادى عند العمل مع اختيار الزوج الذى ترغبه بالفعل وليس الذى تجبر على الزواج به، سيساعد بشكل كبير فى الحد من معدلات الطلاق {

.. بالأرقام

تصل أعداد النساء اللاتى تعلن أسرهن بأنفسهن فى موريتانيا إلى أكثر من مليون امرأة، وذلك فى مجتمع تبلغ نسبة النساء فيه 52% فى مقابل 48% من الرجال.

لذا نجد أن 30% من الأسر الموريتانية تعيلها نساء، وبهذا فـثلاث أسر من أصل خمس تعيلها امرأة، على الرغم من أن حوالى خمس 65% من العاطلين عن العمل فى موريتانيا هن من النساء ومن بينهن معيلات لأسر، وتتركز الأسر التى تعيلها النساء فى الوسط الريفى بنسبة 64% فى مقابل 34% فى الوسط الحضرى.

المصدر: مجلة حواء- سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 617 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,460,554

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز