مثقفون مصريون فى مؤتمـر"حقوق وحريات الفكر والإبداع ":

لا للوصاية على حرية الفكر والإبداع


كتب : محمد الحمامصي

تحديات الثورة والمستقبل" عنوان عريض لمؤتمر أقامته اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع، بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة، على مدار ثلاثة أيام، بدأ بالوقوف دقيقة
حداد على أرواح شهداء 25 يناير والشهيد أحمد حسين عيد، حيث أكد د.سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن الحرية تمر بأسوأ فترة يمكن أن تمر بها الثورة، وهذه الفترة سُميت
بلحظة الارتداد، وقال "«الثورة التي قامت من أجل الحرية تريد الآن أن تدافع عن حرياتها، وفى هذا بلا شك مفارقة تستدعى التأمل، فإن ما يحزنني كما يحزن الجميع أننا نجد أنفسنا كمصريين
مضطرين للدفاع عن ما هو بديهى بالنسبة لكل أمة تعلم جموع الإبداع فى الفكر والفن والأدب» ll
وأضاف إذا كان تاريخ هذه الأمة حافل بصُنع أفضل إبداعات البشرية، فلاشك أن هذه اللحظة ليست مجرد لحظة ارتداد، ولكنها لحظة تجعلنا نشعر أننا خارج سياق التاريخ، خارج سياق حركة
التاريخ الإنساني فى تطوره، فنحن منذ قرون من الزمان نعيش فى مرحلة نكوص حضاري، بلغت ذروته الآن.
وأضاف توفيق إننا الآن ندافع عن قضية حرية الفكر والإبداع التي فرغت منها البشرية بالعالم الديمقراطي المتقدم، ذلك العالم الذي عانى تاريخاً طويلاً من الصراع والقمع والاستبداد، لا معنى
لأمة ولا هوية لها بدون الفكر والإبداع في الفن والأدب، فالعلم قد يصنع تقدماً، ولكنه لا يصنع الهوية والثقافة، ولا معنى للإبداع بدون حرية، الحرية هي نسيج الإبداع، بل إن بعض من الأمم آمنت
بأنه لا معنى للوجود الإنساني من دون حرية، وفى ذلك كان مذهب سارتر وغيره، فالوجود البشرى هو الوجود الوحيد الذى يسبق وجوده ماهيته، أي إنه يصنع هويته وتاريخه من خلال تجربته وفعله
فى الوجود، ومع إن اللحظة حالكة تبعث أحيانا الحزن والكآبة، إلا أن ما يسعد الإنسان هو وجود رموز من الفكر والإبداع والثقافة الفاعلة على أرض الواقع يشاركون معنا في التنوير وفى ُصنع الثورة،
ليس أمام المثقفين الآن من سبيل سوى المقاومة والدفاع عن كينونة الإبداع، وهذا المؤتمر ليس للمجلس الأعلى للثقافة، وإنما مؤتمر للمثقفين، والمجلس يشارك فيه ويحتضنه باعتباره بيت المثقفين،
واننى أرى فيه البداية للطريق الصحيح لوقف أى وصاية على حرية الفكر والممارسة الإبداعية.


جلافة البداوة

وأوضح الشاعر سيد حجاب منسق اللجنة الوطنية إن هذا المؤتمر دعت إليه وتقيمه اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الإبداع، وهى هيئة أهلية مستقلة تداعى إليها بعض المثقفين والمبدعين،
واستضافت فعالياتها وزارة الثقافة التي لم تتدخل بأي شكل من أشكال الوصاية أو الإشراف أو الرقابة على أعمال هذه اللجنة أو هذا المؤتمر، مشيرا بأنه فى الآونة الأخيرة ارتفعت بعض الأصوات
الدميمة، فيها جلافة البداوة وقساوة الجاهلية، ساعية لفرض سلطانها على الضمائر الحرة، وداعية إلى التضييق على الحريات العامة والخاصة، وإقامة محاكم تفتيش مكارثية، تحاصر المثقفين
والمبدعين وتخلق حريات الفكر والإبداع.
وأضاف حجاب بأنه من المؤسف إن هذه الأصوات الكريهة النكراء تزعم أنها تتحدث باسم الدين والدين منها براء، ومن المحزن أن هذه الأصوات الناقمة الجرداء تصدر عن أنباء مصر، مصر هي
كما قال هيرودوت «هبة النيل»، وأيضا هبة المصريين المبدعين القدامى، اكتنزوا في زمانهم المعرفة والعلوم، فتفجرت طاقة الخلق والإبداع عندهم، وابتكروا حضارة إنسانية راسخة شامخة، كان رمز
المعرفة فيها امحوتب، وكان رمز الحكمة تحوتى، وكان رمز الصدق والفضيلة فيها ماحت، وكانت الحضارة نبراساً لكل ما تلاها من حضارات إنسانية، فمن المخجل أن ترتفع هذه الأصوات الجوفاء
بعد ثورة 25 يناير وهى باكورة ثورات الشعوب فى عصر المعلوماتية، استخدم شبابها أرقى أدوات العصر في الدعوة إليها، وحين توحد حولهم شعب مصر العظيم فى مواجهة الاستبداد والفساد
والجهل والتخلف تفجرت طاقات الخلق والإبداع واندفعنا لتحقيق حلمنا "عيش، حرية، كرامة إنسانية، عدالة اجتماعية".


الأصوات الضالة

ورأى حجاب أن من المثير للقلق أن ترتفع هذه الأصوات الضالة، ونحن في طريقنا لكتابة دستور جديد يؤسس لمصر المستقبل، فالمعركة الكبرى والأساسية لثورة 25 يناير هي معركة الدستور، إما
أن ُيكتب دستور يكرس لمبادئ الحرية والإخاء والمساواة، وُتبنى على أساسه الدولة المدنية التى تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، فتكون الثورة قد توصلت إلى نهايتها وأسست لدولتها، وإما أن يكتب
دستور يكرس لاستبداد عسكري أو لاستبداد ديني أو يبتكر صيغه تؤسس لاستبدادهما معا على الطريقة التركية أو الباكستانية، بما يعنى أن الثورة لقدر الله قد تأجلت إلى أجل غير مسمى أو إن ثورة
الجياع قادمة لا محالة، كان المجلس النيابي المنحل الذي خلا من تمثيل مناسب للمرأة والشباب والأقباط قد شكل لجنة تأسيسية لكتابة الدستور وجاءت هذه اللجنة على شاكلته لا تشبه مصر ولا
المصريين، وحين أعيد تشكيلها على نفس النهج الذي قُضى ببطلانه، كان من بين أعضائها بعض هذه الأصوات التى تريد أن تجرنا، وتجر مصر منقسمة على نفسها إلى الوراء، من أجل ذلك أقيم
هذا المؤتمر لحشد كل الطاقة المبدعة من المثقفين والمبدعين والشعب كله في مواجهة هذه الهجمة الظلامية الظالمية.
واختتم حجاب كلمته بشعار "ارفع رأسك فوق أنت مصري ".

جرس إنذار

وتلى الكاتب والناشط أحمد بهاء الدين شعبان بيان للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق حريات الفكر والإبداع من أجل موقف وطنى موحد لحماية الهوية الثقافية المصرية وموجه للأمة المصرية بكل
أطيافها على الحقائق والمبادئ والمطالب الآتية "أنه لمن مفارقات التاريخ التعسة والبائسة أن تصنع أمه ثورة بعظمة ثورة 25 يناير، ثورة أذهلت العالم أجمع، و أدهشت العدو قبل الصديق من أجل الحرية
والكرامة الإنسانية، ثورة رواها أبناء هذا الوطن بدمائهم وافتدوها بأرواحهم الطاهرة النقية ، ثم لا يلبث صانعوها أن يجدوا من يخرجون عليهم، ولم تمض سوي أشهر معدودة ليصادروا حرياتهم
وحريات هذا الوطن، وينتهكوا كرامتهم وكرامه هذا الوطن باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم المنكر نفسه في أبشع وأنكر صوره، وأن ما يشهده المجتمع المصري في هذه اللحظة الخطرة
بمدنية الدولة والمجتمع والحقوق والحريات العامة والخاصة للمواطنين، لهو جرس إنذار علي ما يتهدد الهوية الثقافية المصرية من مخاطر وتحديات يمكن أن تودي بتلاحم النسيج الوطني المصري،
نرى ذلك في شكل برامج إعلامية تهدد فيها بعض رموز هذه الجماعات الظلامية جموع المثقفين والمبدعين والكتاب، والفنانين تهديدات صريحة مثلما حدث مؤخرا مع الفنان عادل امام والكاتبة نوال
السعداوي، ومطاردة بعض الفنانات، وضربهم، والتعدي علي الأنشطة الفنية والإبداعية في الجامعات، وكل هذا باسم الدين، وشرع الله، والله برئ مما يفعلون، إن الحرية الإنسانية حق تكفله الشرائع،
والمواثيق الدولية، والدساتير المصرية علي اختلافها، ذلك أن الحرية الإنسانية هي الضمانة الحقيقية لازدهار ونماء القيم الإنسانية، الدينية والدنيوية علي حد سواء. 
و أكد بهاء شعبان أن اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والابداع ترفض أي شكل من أشكال الوصايا أو الرقابة علي الفكر أو الإبداع سواء كان تحت ستار الدين أو بسياط أجهزة الدولة
المختلفة وهو ما ينص عليه الإعلان العالمي لحقوق الانسان، وفي هذا السياق، يحذر المثقفون المصريون من أية محاولة لقمع الإبداع، أو الافتئات علي حقوق المبدعين والمفكرين والأكاديميين، فإذا لم تتم
مقاومتها ومنعها والتصدي لها، إنما ستكون مقدمة منذرة لعهود من الاستبداد، وقهر الحريات السياسية والمدنية للمصريين جميعا، و يرفض المثقفون رفضا قاطعا أي محاولة لاستخدام فزاعة " قانون
الحسبة"، كما يشدد المثقفون علي ضرورة تمثيلهم تمثيلا لائقا في الجمعية التأسيسية المنوط بها صياغة الدستور، ومن ثم يطالب المثقفون والمبدعون المصريون بضرورة إعادة تشكيل اللجنة التأسيسية
علي أسس تراعي تمثيل كافة أطياف المجتمع المصري دون أي اعتبارات للانتماءات الحزبية ونتائج صناديق الانتخاب المتغيرة بين لحظة وأخري.


أسباب القصور

و أشار بهاء شعبان أن المثقفين المصريين الذين بذلوا، علي مدار قرنين متواصلين من الزمان تضحيات لا حدود لها، منذ الرائد "رفاعة رافع الطهطاوي" علي أتم استعداد لدفع أغلي الأثمان من
أجل استكمال مسيرة أمتهم الحضارية والثقافية، وتطالب اللجنة الوطنية كل مثقفي مصر وكل المؤمنين بمدنية الدولة، وبتنوع مصر الثقافي والحضاري أن يوحدوا صفوفهم كخط دفاع أول عن حاضر
ومستقبل هذا الوطن. 
وأضاف بأنه قد ارتفعت في الآونة الأخيرة صيحات تطالب ـ لأسباب متعددة ـ بخصخصة وزارة الثقافة، وإهدار دورها التاريخي. وعلي الرغم من أية انتقادات يمكن أن توجه الي وزارة الثقافة
وأدائها، إلا أن تطوير أوضاع هذه الوزارة، ومعالجة أسباب القصور في عملها ، وتحسين أدائها، ومقرطة مؤسساتها، وتحويلها إلي أداه فعاله لخدمة الشعب كأساس لأية عمليه تنموية شاملة يظل هو
الحل الأمثل وليس تفكيك هذه الوزارة أو خصخصتها التي لن تفضي إلا لخدمه جماعات من المنتفعين ، وحجب الخدمات الثقافية عن مستحقيها، وأخيرا علينا كمثقفين ومبدعين ألا نتراخى
ونصطف جميعا من أجل حاضر ومستقبل هذا الوطن. 


تاريخ الحسبة

وتناول الكاتب حلمي النمنم في بحثه "قضايا الحسبة متى ولماذا" قضايا الحسبة في مصر وقال "مفهوم الحسبة نفسه فيه اختلاف علمي حوله، هل له أساس دينى أم الدولة الإسلامية أخذته
عن الدولة البيزنطية؟ ثم خصوا في البلاد المفتوحة تحديدا الشام، مصر في خلاف تاريخي لم يحسم حتى اليوم كثير من المستشرقين وعدد كبير من الباحثين المصريين والعرب يروا انه كان موجود
في الشام ومصر وكان معروف في الدولة البيزنطية باسم "صاحب السوق". وأضاف أن هناك وجه نظر أخري تقول انه نظام إسلامي صرف مأخوذ في الأصل عن الآيات القرآنية أن جماعة المؤمنين
يكون فيها فئة يدعون إلي الخير وينهون عن المنكر، والثابت تاريخيا أن الحسبة لم تعرف إلا في منتصف العصر الأموي، وهناك بعض شواهد في حياة الرسول «ص» وعهد سيدنا عمر بن الخطاب،
لكن في كل الأحوال سواء كان من أصل إسلامي أو من أصل بيزانطي، فلا يوجد خلاف أن نظام الحسبة مثل وزارة التموين الآن، كان المحتسب عليه أن يراقب الأسواق من حيث شيئان هما: جودة
البضاعة المعروضة والالتزام بالسعر المباع به وإلا يكون مبالغاً فيه.
في مصر غير واضح في الدراسات التاريخية متى عرفت الحسبة، البعض يقول إنها دخلت في عصر الدولة الطولونية، ولكن الحسبة كنظام عرفت في مصر في عهد صلاح الدين الأيوبي، لأنه

حينما تولي الحكم أسقط الدولة الفاطمية، وكانت دولة تقوم علي النظام الشيعي وأراد أن تعود مصر إلي المذهب السني، وكانت هناك مشكلة أن الدعاة الشيعة أو "الخلايا النائمة الشيعية" موجودة بين
الباعة والتجار، وبالتالي اهتم صلاح الدين الأيوبي بهذه المسألة وطلب من عدد من الفقهاء أن يضعوا كتباً في الحسبة وهي موجودة إلي الآن.
وأضاف النمنم أن الحسبة بعد صلاح الدين الأيوبي في زمن الدولة المملوكية لم تتحول الي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا الأسس المعمول بها سابقا لمراقبة الأسواق بالرغم من أن كل الكتب
الموجودة تقول أن الحسبة لشق الأسواق والشق المالي، وتحول المحتسب في الدولة المملوكية إلي مركز قوة، وشخصية الزيني بركات التي خلدها الروائي الكبير جمال الغيطاني في روايته الزيني بركات،
والذى كان محتسبا في العصر المملوكي، تحول إلي ركن من أركان الدولة وركن من أركان الظلم والاستبداد. 


مجموعة الزنادقة

وقال النمنم "إن المحتسب في عصر الدولة العثمانية أخذ شكلا آخر، حيث كان المحتسب يدفع الضرائب والالتزامات للدولة، ثم يقوم المحتسب بجمعها بعد ذلك بأضعاف مضاعفة، وظل هذا
الوضع طوال الدولة العثمانية، وفي عصر محمد علي الذى كان يرغب فى بناء دولة مركزية أي أن كل دخل الدولة لابد أن يصب في خزانة الدولة وبالتالي منع الالتزام عن المحتسبين وحولهم إلي
موظفين في الديوان، فأصبح المحتسب لأول مرة موظفا يتقاضى راتباً، وأصبح لا سلطة له ولا يستطيع فرض الضرائب أو الزيادة فيها. 
وأكد النمنم أنه على مدار التاريخ لم تكن الحسبة لها علاقة بالشعراء أو الكتاب لا من قريب أو من بعيد سواء في مصر أو غيرها، حتى في الدولة العباسية عندما انتشرت الثقافات المناوئة للدولة
وظهرت مجموعة الزنادقة، وأسست الدولة ما يعرف باسم ديوان الزنادقة للتعامل مع هذه الظاهرة، كان هذا الديوان يرفع تقاريره إلي الخليفة مباشرة ولم يكن للمحتسب علاقة بهذا الموضوع من
قريب أو من بعيد.
وقال اختفت الحسبة في مصر في القرن التاسع عشر، وذكر أنه في حديث عيسي بن هشام لمحمد المويلحي إشارة تؤكد ذلك، فالمويلحى أشار إلى ظهور فئة جديدة اسمها الصحفيين في
المجتمع المصري وحاول تعريفهم فقال «أنهم مثل المحتسبين» اي تحول الي نوع من أنواع الفولكلور، وفي القرن العشرين فوجئنا بشئ غريب في الدولة المصرية أن الحسبة تعود ثانية ولكن ليس الي
مجالها الذي عرفه الفقه الإسلامي، ولكن إلي مجال الكتاب والشعراء والمبدعين وبدأت بشكل بسيط مع تأسيس الجامعة المصرية، وذكر النمنم أنه في سنة 1910 قررت الجامعة المصرية أن تنشئ
كلية للآداب ولابد من تدريس التاريخ الإسلامي وكان أفضل شخص هو جورج زيدان فأرسلوا له خطابات لإبلاغه بتدريس مادة التاريخ الإسلامي وطلبوا نصوص المحاضرات فأرسل ما يعرف اليوم
بكتاب مصر العثمانية ، وفجأة لأحقاد خاصة ظهر في بعض الصحف مقالات حول رفض جورج زيدان لتدريس التاريخ الإسلامي، وأخيرا أرسلت إدارة الجامعة مبعوثاً لزيدان ليعتذر، وظلت
المحاضرات موجدة في قاعة المخطوطات بجامعة القاهرة إلي أن نشرها د.محمد حرب سنة 1994 .

 

المصدر: مجلة حواء- محمد الحمامصي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,809,699

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز